انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجربا ل«الحياة»: «الحرس الثوري» الإيراني يحكم سورية الآن والأشهر المقبلة مفصلية (1 من 2)
نشر في الحياة يوم 18 - 08 - 2013

قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إن من يقود المعارك ضد المعارضة في سورية هم «الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله وبعض الحوثيين الذين جاؤوا من اليمن بدعم إيراني»، مضيفاً: «بشار الأسد لا يحكم سورية حالياً، الحاكمون الحقيقيون هم الحرس الثوري ومقاتلو حزب الله، وحسن نصر الله قالها علناً: تدخلنا في سورية لكي نمنع سقوط دمشق».
وأكد الجربا في حوار أجرته معه «الحياة» هو الأول بعد تعيينه رئيساً للائتلاف قبل شهر أنه يرفض بقاء بشار الأسد في سورية بعد سقوط نظامه، وأضاف: «بشار قاتل ومجرم، وفي أية تسوية مقبلة لا نقبل بوجوده وأي من زمرته، ونطالب بأن يُعاقَب على ما ارتكبه من جرائم».
ونفى أن يكون هو مَن رشح مناف طلاس رئيساً لقيادة «الجيش الوطني السوري» الذي ينوي الائتلاف تشكيله، وقال: «أنا لم أرشح طلاس، سمعت هذا في الإعلام، ومناف يستحق الشكر لانشقاقه عن النظام، لكن انشقاقه لا يعني أن يبتوأ مركزاً في قيادة الجيش». وتوقع أن تكون الأشهر المقبلة قبل نهاية السنة حاسمة ومفصلية في تاريخ الثورة السورية، «بعدما سيطر الثوار على أقل من نصف مساحة سورية».
وجدد رئيس «الائتلاف» رفض المعارضة موقف حكومة نوري المالكي والعراق تجاه الأزمة في بلاده، وقال: «نحن مستاؤون جداً من موقف حكومة المالكي ومن دورهم في إدخال المقاتلين والمتطرفين إلى سورية، والمالكي دعم نظام الأسد بإيعاز من إيران».
وهنا نص الحوار:
بداية هل الثورة السورية باتت في مرحلة معقدة للسوريين والمجتمع الدولي؟
- ما من شك في أن الشعب السوري خرج في آذار (مارس) 2011 ثائراً وباحثاً عن حريته وكرامته. السوريون لم يخرجوا بسبب جوع وإنما خرجوا لحريتهم وكرامتهم المفقودة منذ أكثر من خمسة عقود. الآن وضع سورية معقد، بسبب دعم إيران وأدواتها في المنطقة من «حزب الله» والحوثيين وغيرهم، ووقوف روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد، وتلك من العوامل التي أدت إلى إيصال الثورة إلى المرحلة المعقدة الراهنة. وسورية قدمت الكثير من الشهداء، لكن الثورة السورية قائمة ومتقدمة وستنتصر.
فيما لو قدم بشار نفسه مرشحاً للرئاسة في الانتخابات المقبلة في سورية الجديدة 2014، كيف سيكون موقف الشعب السوري؟
- بشار قاتل ومجرم، وأعتقد ما عاد بالإمكان أن يكون هناك شيء اسمه بشار فهو منهار، والسوريون يبحثون عن الحق والعدالة والحرية، وأعتقد أنه لم يعد الآن بالإمكان أن يكون هناك أحد صامت من الشعب، فإما أن يعمل مع نظام الشبيحة أو مع الثورة بحثاً عن الحق والعدالة والمساواة. في بداية الثورة كان هناك جمهور سوري صامت وبعد سبعة أشهر أو ثمانية وربما بعد سنة، لكن الآن إما مع الثورة وإما مع النظام الفاشي وشبيحته. الآن تغيرت المعادلة داخل سورية لمصلحة الثورة والثوار.
في حال وجود تسوية دولية للملف السوري، هل «الائتلاف» يقبل بوجود بشار الأسد؟
- في أية تسوية سياسية مقبلة لا نقبل بوجود بشار وأي من زمرته، ونطالب بأن يُعاقب على ما ارتكبه من جرائم حرب ضد الشعب السوري، ولا بد من أن يخدم أي حل سياسي أهداف الثورة برحيل بشار الأسد.
مواجهة «حزب الله»
تحدثت عن تشكيل جيش وطني قوامه 6 آلاف للقضاء على أمراء الحرب! هل هذا الجيش سيكون على غرار «صحوات» العراق؟ وماذا تقصد بأمراء الحرب؟
- نحن لا نفكر في موضوع الصحوات، وهذا الموضوع أُخذ في اتجاه بعيد عن النقل الصحيح. حقيقة عندما ذكرت تشكيل جيش وطني لم يكن عبر إعلام مباشر ولا في مقابلة صحافية ولا مع تلفزيون، كان لقائي مع الجالية السورية في عمان، مع أبناء الشهداء في عشاء يوم العيد الأول، وكنت قادماً من مدينة درعا بعد أداء صلاة العيد هناك، وكان فيه أسئلة من الإخوة والأخوات من أهالي الشهداء والنازحين، وسئلت عن سبب طول أمد الثورة وعدم سقوط النظام وأسباب الفرقة بين الجيش الحر في داخله، فكانت الإجابة لهم، منذ شهر ونحن نفكر في وجوب أن تكون هناك نواة جيش وطني ليكون هو قيادة حقيقية للجيش الحر للمرحلة المقبلة، لأنه عندما ندخل إلى منطقة محررة فهذا الجيش يجب أن يسيطر على المناطق وعلى المحافظات والوزارات والممتلكات، ليشعر المواطنون بالأمان لأن هناك جيشاً نظامياً يحافظ على أمن الناس والبلد، وحتى لا تكون هناك انتقامات أو ما شابهها، وهذا هو الهدف الأساسي.
الآن نحن في مجابهة ومواجهة مع «حزب الله»، كنا في السابق نجابه جيش النظام «المحبط المفلس»، وفيه انشقاقات كبيرة، والآن نلتقي مع جيش تقوده إيران الحرس الثوري وحزب الله والحوثيون، وهم يقودون المعارك بأسلحة متطورة. الجيش الإيراني يدنس أرض سورية، وتتوجب مجابهته بجيش قوي يكون مدرباً ومنظماً، ويرتكز على خطط حربية واضحة للمعارك.
ومن تقصد بأمراء الحرب؟
- حتى أوضح، لم أقصد بأمراء الحرب لا إسلاميين ولا غير إسلاميين. بل كل من يتاجر بالثورة سواء أكان علمانياً أم يسارياً أم قومياً أم إسلامياً، نحن عندنا مناطق في شرق سورية محررة، والآن تسيطر عليها بعض القوى. وهذه ثورة قومية ووطنية يجب أن يستثمرها الائتلاف السوري لمصلحة الثورة.
نريد هذا التكوين للجيش الوطني السوري المبتدئ ب6 آلاف لكل من هو مع الثورة ومع المعارضة أن ينضم تحت لواء هذا الجيش وبإدارة وقيادة رئيسية واحدة، وألا تكون هناك فرقة. نحن نرحب بكل من يعترف بالائتلاف مظلة سياسية، ويعترف بأركان وقيادة الجيش الحر مظلة عسكرية.
وُجهت لك انتقادات شخصية حادة بسبب ترشيحك مناف طلاس لقيادة الجيش الوطني السوري الذي تعزمون على تشكيله؟
- طبعاً سمعت هذا في الإعلام، أنا لم أرشح مناف طلاس ولست في وارد ترشيحه لنكن واضحين. مناف يستحق الشكر على أنه انشق عن النظام وهو كان من المقربين جداً للنظام ومن رأس النظام، وهذا شيء يحسب له ونحن نشكره على هذا الموقف الوطني، ولكن انشقاقه لا يعني أن يتبوأ مركزاً في قيادة الجيش، هذا موضوع آخر، وموضوع الجيش الوطني هو بالتنسيق مع رئيس الأركان اللواء سليم إدريس وبإشراف الجيش الحر فقط.
«الجيش الحر» الذراع العسكرية للثورة
حتى لو كان من جبهة النصرة أو دولة العراق والشام؟
- نحن نريد من يكون تحت مظلة الائتلاف، ومن يعترفون ويسيرون لمصلحة سورية وشعبها لا بث الفرقة، بعض من الكتائب في الأرض لا تعترف لا بالأركان ولا بالائتلاف وهذه مشكلة. ومن يعترف بأركان الجيش الحر وهي الذراع العسكرية للثورة فنحن مستعدون أن نتعامل معه ونعمل له رواتب ونعطيه سلاحه ومؤنه ونقويه.
الجماعات الجهادية الموجودة على الأرض السورية والقادمة من ليبيا أو السعودية أو الأردن أو مصر أو تونس، هل أضافت لثورتكم أم أصبحت عبئاً عليكم وأداة ضغط دولية عليكم؟
- كنا من البداية نقول دائماً لكل الداعمين من رجال أعمال أو غيرهم أو من الدول الشقيقة والصديقة إننا لسنا بحاجة إلى الرجال. سورية فيها من الأبطال ومن الرجال ما يكفي، وهم خرجوا من دون سلاح في تظاهرة لمواجهة نظام مجرم. وأنت تعرف أن من يخرج ضد النظام، يخرج من منزله وهو يحمل كفنه على يده، وحرائر سورية اللائي خرجن إلى التظاهر بشكل سلمي يعرفن أنهن كن ذاهبات إلى حتفهن وخرجن. السوريون خرجوا سلميين من دون أي سلاح، وواجهوا فظاعة النظام بشجاعة. نحن لسنا بحاجة إلى أي أشخاص قادمين من الخارج، والسوريون قادرون على أن يحسموا المعركة لصالحهم إذا وجد السلاح والمال.
بمعنى تريدون المساعدة بتسليح الجيش الحر فقط؟
- نعم تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية متطورة، سيغيّر مسار الثورة وسينهيها لمصلحة الشعب السوري.
الدول الداعمة للثورة أليست تتفق على تسليح الجيش الحر لكنها خجولة؟!
- الدول الداعمة ومن بينها الولايات المتحدة تقول توجد حلول من ضمنها التسليح ولكنها مترددة. ويجب أن تسارع في تزويدنا بالسلاح لمنع المزيد من سفك دماء السوريين على أيدي النظام وإيران.
هل وصلكم سلاح نوعي من أية دولة؟
- في الحقيقة لدينا وعود وأتمنى ألا تتأخر وأتمنى أن يكون هناك ضغط سياسي وديبلوماسي على روسيا وإيران ومنعهما من تقديم السلاح للنظام، إضافة إلى الضغط العسكري، وأنا قلتها للسفير الروسي أمام الملأ في كلمتي أمام مجلس الأمن، وأيضاً على الدول الحليفة سواء أكانت عربية أم غيرها وعلى رأسها أميركا وفرنسا وبريطانيا أن تضغط في هذا الاتجاه.
«الحرس الثوري»
هل بشار صاحب اليد الطولى الآن في سورية؟!
- الحقيقة أن بشار الآن لا يحكم سورية، الحاكمون الحقيقيون لسورية هم الحرس الثوري الإيراني بناءً على دلائل ومعطيات وبمشاركة قوية من مقاتلي حزب الله، وحسن نصرالله قالها علناً نحن تدخلنا في سورية لكي نمنع سقوط دمشق.
يقال إن بعض الميليشيات الكردية في سورية هي من صنع النظام ومن الأكراد المهاجرين من تركيا والعراق، وليست من أكراد سورية الذين يتألفون من قبيلتي الكوجر والميران؟ أنتم ماذا تقولون؟
- أنا أعرف الأكراد جيداً تربينا معاً في منطقة واحدة، وأعرف ثقافتهم ولغتهم، وكرد سورية ليست عندهم بشكل عام نزعات انفصالية، وهم يعرفون جيداً أن سورية ليست (كردستان العراق) أو (كردستان إيران)، سورية موضوعها مختلف اختلافاً جذرياً عن العراقي أو الإيراني أو التركي. ليست هناك منطقة كردية، هناك تداخل بين كل الفئات السورية، والعلاقة بين أبناء الشعب الكردي والعرب والمسيحيين علاقة جيدة جداً، وأعتقد ثمة جهات من قبل النظام ومن قبل إيران تريد أن تخلق من موضوع الأكراد مشكلة، ولكن في الحقيقة ليست هناك مشكلة، فالأكراد منا، والعلاقة معهم طيبة جداً. وهم في طور الدخول إلى الائتلاف خلال الفترة الوجيزة القادمة.
البعض منهم يطالب بسورية اتحادية وليست جمهورية عربية؟
- موضوع سورية اتحادية أم سورية عربية قابل للنقاش، ليس هناك شيء مغلق، والحقيقة أن الأكراد ليس موجوداً في أجندتهم الانفصال عن شعبهم. في فترة من الفترات كان حزب البعث وهو حزب صاحب شعارات فضفاضة، كان الأكراد مضطهدين في حكمه، والآن ليست فترة اضطهاد للأكراد أو غيرهم. الآن سورية للجميع أكرادها وعربها مسلميها ومسيحييها سنتها وشيعتها وعلوييها وتركمانها ودروزها، وكل مكونات النسيج السوري كلهم في بلد واحد اسمه سورية للجميع.
التركمان لم يخرجوا من عباءة سورية
هل يوجد في الائتلاف السوري ممثلون للتركمان؟ وأين هم من الجيش الحر فالملاحظ عدم مشاركتهم؟
- موجودون، ونحن نحترمهم ونقدرهم، ولم يخرجوا من عباءة الجماعة، وهم مع اتحاد ووحدة السوريين.
ماذا عن الدروز؟
- الدروز لهم وضعيتهم وحساسيتهم، ونحن مقدرون لوضعهم. وبالنسبة لموضوع الأقليات فالنظام يلعب على هذا الوتر مع الأقليات ويحاول أخافتهم من الثورة، وأنها مجموعة من المتطرفين الذين يريدون أن يأخذوا البلد ويقتلوا غيرهم. والدروز موقفهم الوطني معروف من أيام فرنسا، وعندما تحين ساعة هذا النظام سيكونون من ضمن هذا النسيج الأساسي والمكون السوري.
لا مشكلة مع العلويين
هل هناك عدد من العلويين في الجيش الحر؟
- هناك عدد منهم لكن ليس بالعدد المطلوب، وهذا شيء معروف، وأنت تعرف أنه قبل الثورة كان المعارض (غير العلوي) يسجن 5 سنوات، والمعارض العلوي يسجن 10 سنوات يعني «دبل»، والآن أي منشق علوي إذا وجدوه يعدم، وحتى عائلته يمكن أن تتعرض لانتهاكات، يعني لا رحمة عندما يكون العلوي مع الثورة أو عائلته، ونحن لدينا علاقات مع الطائفة العلوية بشكل كبير منذ كنا في سورية قبل الثورة، وأكلنا في بيوتهم، وأكلوا في بيوتنا.
وليست لدينا مشكلة طائفية مع العلويين أو مشكلة مذهبية في حياتنا، وما اعتبرناهم إلا جزءاً أصيلاً من سورية، ولكن الآن المنظومة العسكرية في سورية تسيطر عليها مجموعة قريبة جداً من العائلة «الأسدية»، هي التي تتحكم برقاب وبمعيشة أبناء الطائفة العلوية، والحقيقة، أنه يوجد في المعارضة كثير من العلويين في الائتلاف وخارج الائتلاف، وفي سورية بيننا وبينهم تنسيق حتى مع ضباط منهم.
طبعاً أنت ابن القامشلي والقامشلي معروفة بتنوعها العرقي والثقافي. ألا تخشى أن يكون فيها احتراب مذهبي مستقبلي؟ خصوصاً أنه بدأت فيها لهجة خلافات مذهبية؟
- القامشلي هي سورية مصغرة، لأن المنطقة فيها أكراد وقبائل من العرب وسريان وآشوريون وحتى شيشان، كما فيها مسيحيون حتى الأرمن موجودون بثقلهم، وكل المذاهب المسيحية من البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس كلهم موجودون في هذه المدينة، أنا ترعرعت في هذه المدينة إلى أن أكملت الثانوية العامة، وكنا دائماً نشعر مثل باقات الورد ومثل الفواكه فيها تفاح وبرتقال كل واحد له بيئته، وما كنا نشعر باختلاف.
وكان أكثر أصدقائي أكراداً ومسيحيين بصراحة وعندما ذهبت إلى الشام أيضاً كان من بين أصدقائي علويون ودروز. التنوع جعل هذا الشعور يعيش في عروق السوريين، والولاء لسورية. الآن توجد مشكلات في سورية لكن أعتقد أن هذه المشكلات مرحلية وستنتهي قريباً بإذن الله.
في قرية تل غزال.. هناك قتال بين جبهة النصرة والأكراد، كيف تعمل على حل هذا الاقتتال، خصوصاً وأنت ابن هذه القرية؟
- طبعاً القتال في المنطقة وليس بشكل عام وليس في القرية حيث هناك اقتتال بين الكتائب الكردية التابعة ل«واي بي جي» وبين جبهة النصرة وبعض الكتائب الإسلامية. هذا القتال أسميه (حرباً مجنونة) لأنها لا تخدم أحداً، والمنطقة المفروض أنها تكون محررة، ويقاتلون فيها مشروعين مختلفين، والخدمة الوحيدة هي من حيث يعلمون أو لا يعلمون لا تخدم إلا النظام الذي يريد الاقتتال الداخلي والأهلي.
تهمة الانقلاب
كم مرة سجنت في سورية؟
- لا أعتقد أن في سورية عائلة ليس فيها سجين سياسي، وأنا سجنت في أمن الدولة لمعارضتي للنظام ومن دون لائحة أو أي شيء، ووضعت في زنزانة أنا ومجموعة أخرى، ولم نخرج من السجن أبداً وبقينا لمدة سنتين ونصف السنة، وخرجت من السجن قبل عام 2000، وسجنت مرة أخرى إبان الثورة لمدة أيام وكانت مخيفة جداً هذه المرة طريقة اقتحامهم للمنزل مدججين بالسلاح وأنا كنت خارج البيت، أتيت وكان هناك أكثر من 40 مسلحاً في أطراف الشارع، وكانت اتهاماتهم مثل السابقة أن هناك تخطيطاً لانقلاب، وأن عندي مقاتلين من السعودية والأردن، وأنني أموّل المتظاهرين وغير ذلك من التهم المعلبة والجاهزة. وبعد أن خرجت من السجن انتقلت إلى بيروت مباشرة.
لماذا اخترت درعا لتصلي بها عيد الفطر المبارك وتنتقل منها إلى عمان؟
- اخترت درعا لأنها مهد الثورة، واندلعت منها ثورة الشعب السوري، ولأن أحداً من المعارضة السورية لم يذهب إلى درعا وحوران. واخترت الذهاب إلى درعا لأصلي مع إخواني وأهلي هناك وأتفقد النازحين والمهجّرين. كنت أريد أن أسمع للأطفال وكبار السن وأعرف أكثر عن أوضاعهم، كما زرت بعض الجرحى، وعملنا على نقل من يحتاجون إلى علاج إلى خارج سورية.
أقل من النصف
كم المساحات المحررة من سورية؟
- أقل من النصف بقليل. هناك أجزاء من المدن الكبرى مثل دمشق واللاذقية وحماة أصبحت في يد الثوار، ولكن وكما تعرف أن المدن مساحتها الجغرافية صغيرة والمساحة السورية هي في الأرياف، نحن نتكلم عن الجزيرة ودير الزور محرر منها 80 في المئة وكذلك حلب ودرعا.
تعتقد أن الشهور المقبلة قبل نهاية 2013 أو مع مطلع 2014 ستكون مفصلية لنجاح الثورة أم قاسية على الأرض السورية؟
- أتمنى أن تكون حاسمة، ولديّ معطيات بأن الشهور المقبلة ستكون حاسمة ومفصلية في تاريخ ثورة شعبنا العظيم.
كم عدد اللاجئين في لبنان والعراق والأردن وتركيا.. وكيف تتعاطون مع الدول التي يوجد بها لاجئون ونازحون.. خصوصاً أن أعدادهم تجاوزت حاجز ال 4 ملايين نازح؟
- طبعاً يوجد نازحون ولاجئون داخل سورية وبأعداد كبيرة جداً تقترب من الثلاثة ملايين، وهناك نازحون من أهل حماة واللاذقية وطرطوس والرقة.
أعداد اللاجئين في دول الجوار تجاوزت المليون، وقد ذهبت إلى معسكرات اللاجئين في تركيا خلال رمضان، وذهبت إلى معسكرات اللاجئين في الأردن والتقيت مع النازحين في حوران الذين جاؤوا من حمص وريف دمشق على رغم أن حوران فيها قتال متواصل بين الجيش الحر وجيش الأسد، ونحن نسعى إلى مد يد العون لأهلنا النازحين ومساعدتهم، ونحاول تأمين ما يمكن تأمينه لهم من حاجات وضروريات.
نناشد دول الخليج تقديم دعم
هل توجد مساعدات من الدول الخليجية بناء على الوعود التي تطلقها؟
- نحن عبر صحيفة «الحياة» نناشد دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن نعرف شيمة أهلنا في دول الخليج وحرصهم على سورية وبلاد الشام، ونحن نعتبرهم بعد الله سندنا وذخرنا والداعم الرئيسي لنا، ولكن وبعد أن أصبح الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري نتمنى من أهلنا أن يمدوا لنا يد العون، خصوصاً أن جيشنا الحر يخوض معركة العرب الآن على التراب السوري.
كما نأمل من أهلنا في دول الخليج حكومات وشعوباً أن يتحملوا مسؤولية دعم الائتلاف لندعم السوريين في الداخل، هذا هو هدفنا. هناك دعم من دول الخليج لكنه قليل، ونحن ننتظر الوعود، وكان من المفترض أن يكون هناك شيء ملموس قبل العيد والآن العيد انتهى ورمضان مضى، وكنا نأمل أن نفرح السوريين في الداخل بأن إخوانهم العرب فعلاً وقفوا معهم وقفة حقيقية.
وأنا متأكد أن المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - وإخوانه في مجلس التعاون يقومون بواجبهم تجاه القضية السورية وفي دعم الائتلاف، لكننا نحتاج للمزيد من الدعم.
من هو الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري؟
وُلِدَ رئيس الائتلاف الوطني السوري الجديد أحمد الجربا في مدينة القامشلي عام 1969، وهو من شيوخ قبيلة شمّر العربية، في الجزيرة السورية، وحاصل على إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية.
- هو معارض تاريخي للنظام، ولم ينتمِ يوماً إلى حزب البعث، ولم تشارك عائلته في جميع البرلمانات خلال فترة حكم البعث، إذ كان لعائلته نشاط برلماني وسياسي قبل هذه الفترة. كان لعائلته تمثيل برلماني منذ عام 1954 حتى عام 1963، حيث مثلها بعد الاستقلال عمه الشيخ دهام الهادي الجربا، ثم والد أحمد الشيخ عوينان العاصي الجربا، وقد مارس حزب البعث العربي الاشتراكي، اضطهاداً ضد عائلته، منذ وصوله إلى الحكم عام 1963.
- اعتقل رئيس الائتلاف الجديد عام 1996 من قبل النظام السوري مدة عامين في فرع المخابرات العامة عرفياً، وخرج عام 1998 من دون محاكمة، بعدها انتقل إلى دمشق ومارس فيها عمله السياسي.
- اعتقل في بداية اندلاع الثورة السورية في 27 آذار (مارس) 2011، في فرع الأمن الداخلي التابع لأمن الدولة لفترة قصيرة، بعدها ذهب إلى لبنان حيث بقي ثلاثة أشهر، نشط خلالها في العمل الإغاثي، ثم عاد إلى سورية ليخرج منها في 19 آب (أغسطس) 2012.
- أحمد الجربا هو أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري، وكان عضواً في الأمانة العامة، كما أنه عضو مؤسس في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
- أصبح الجربا رئيساً للائتلاف الوطني السوري، بعد فوزه على منافسه مصطفى الصباغ في المرحلة الثانية من التصويت بتحقيقه 55 صوتاً، في مقابل 52 صوتاً لمنافسه.
- الجربا هو الرئيس الثاني للائتلاف الوطني السوري، الذي تأسس في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011 في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف توحيد جهود المعارضة السورية لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إذ ترأس إمام المسجد الأموي المعارض أحمد معاذ الخطيب الائتلاف بعد أن حصل على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف، ليعود ويتقدم باستقالته في آذار (مارس) 2013، ويغادر منصبه في نيسان (أبريل) من العام نفسه، حينها كلّف نائبه المعارض اليساري جورج صبرا بمهمات رئاسة الائتلاف، حتى انتخاب رئيس جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.