أسدل الستار أمس على خلافين قبليين بعسير في وقت واحد، الأول في مدينة سلطان بأبها عن خلاف بين قبيلة شديدة من عسير وقبيلة آل معمر من قحطان حضره أكثر من 500 شخص من أبناء القبيلتين للتوسط في الصلح حول خلاف دام أكثر من شهرين بين القبيلتين. والثاني بين قبليتي آل عثمان كود وآل علي كود من قبائل شهران بمركز تندحة (20 كلم شرق محافظة خميس مشيط). ويعود الصلح الأول في أبها وتفاصيله إلى اعتداء أحد أبناء قبيلة شديدة من عسير على أحد أبناء قبيلة آل معمر من قحطان بحضور شيخ شمل قبائل آل معمر الشيخ عبدالله بن سعد بن فردان، وشيخ قبائل شديدة الشيخ يحيى عبدالله بوزحلة، حيث بدأ الصلح بقدوم أهل الجاني وجماعته من عسير لطلب الصلح وإرضاء قبيلة آل معمر في تجني ابنهم بطعن الشاب عبدالإله بن علي بن فردان نجل قبيلة آل معمر. وكان قد وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، ورئيس لجنة إصلاح ذات البين بتدخل اللجنة برئاسة أمينها مسفر بن حسن الحرملي، والدكتور حسين النبيهي وسعيد الأحمري للتوصل إلى الصلح بعد الخلاف الذي حصل بين أبناء القبيلتين. وتعود تفاصيل تلك الحادثة إلى نشوب خلاف قبل قرابة ثلاثة أشهر بين أبناء القبيلتين بثانوية مدينة الأمير سلطان وتتطور الخلاف خارج المدرسة مما أدى إلى اعتداء الشاب أحمد عبدالله الشديدي العسيري بطعن عبدالإله علي آل فردان القحطاني بطعنة في ظهره أدخل على إثرها المستشفى وتم التدخل بالصلح على ما جرت عليه العادات القبلية الموافقة للشريعة الإسلامية، حيث طلب أولياء المصاب من أسرة الجاني 12 رجلا للتقدم والحلف بالله أمام الجميع بأن ليس لهم خبر ولا علم بما حصل من أبنائهم وأنهم غير راضين على ما جرى من أبنائهم وعندما امتثلوا للحلف أعفى والد المصاب عن الحلف لوجه الله. وقدموا قبائل عسير هدية للمصاب ووالده عبارة عن 100 ألف ريال وخنجر، وقام والد المصاب الشيخ علي بن عايض بن فردان بالتنازل لوجه الله دون شرط وقيد. وطلبت قبائل عسير (قبيلا) من قبيلة قحطان على ما تم الصلح عليه واختاروا الشيخ علي بن سعد بن فردان قبيلا لهم وأعطي مبلغ القبالة عشرة آلاف ريال ورفعت قبائل عسير الرايات البيضاء لقبيلة آل معمر من قحطان لما قاموا به من عمل كان مثالا للتسامح والعفو. وأكد أمين لجنة إصلاح ذات البين مسفر الحرملي على حرص أمير منطقة عسير على ما من شأنه إصلاح ذات البين واحتواء المشكلات والخلافات القبلية وعدم تأزمها، مؤكدا على دور اللجنة الفعال في تبني العديد من القضايا التي تهم الصالح العام والإصلاح وإعتاق الرقاب والخلافات. وقد سجلت هذه اللجنة وبدعم وتوجيه من سمو أمير المنطقة الكثير من النجاحات في إعتاق الرقاب واحتواء الخلافات بين القبائل وأبنائها كما حصل في صلح قبيلة قحطان وعسير، مبديا شكره لوالد المجني عليه ومواقفه. أما الصلح الآخر فكان في مركز تندحة (20 كلم شرق محافظة خميس مشيط) بين قبليتي شهران من آل عثمان كود وقبيلة آل على كود، بحضور عدد كبير من أبناء القبيلتين ومشايخ وأعيان شهران بلغ عددهم أكثر من 1000 شخص، حيث بدأ مشايخ قبيلة المعتدي من آل علي بطلب الصلح والعفو من قبيلة المعتدى عليه من قبيلة آل عثمان. وطلبت آل عثمان ممثلة في المعتدى عليه ووالده وأقاربه مبلغ 5 ملايين ريال مقابل قبول الصلح وبعد مداولات عدة بين شيوخ القبيلتين تم الاتفاق على ملبغ 350 ألف ريال وصالون «جي إكس آر موديل 2013» وتم قبول الصلح بذلك، وقام المعتدى عليه من قبيلة آل عثمان بالسماح عن مبلغ 200 ألف ريال من أجل قبائل من شهران التي حضرت لطلب الصلح من آل علي، و150 ألف ريال لقبيلته من آل عثمان وقبل بالصالون فقط. وتعود تفاصيل تلك الحادثة إلى قرابة العام إثر خلاف بين المعتدى عليه من قبيلة آل عثمان والمعتدي من قبيلة آل علي نتج عنه طعنه وإصابته. وبعد مداولات دامت أكثر من ثلاث ساعات تم الاتفاق بين القبيلتين وتم تسجيل الصلح بعد حلفان 5 رجال من قبيلة وجماعة المعتدى بأنهم لم يعلموا بالخلاف وليسوا راضين عما بدر من المعتدي ليتم الصلح والعفو بين القبيلتين.