كشف رئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور عبدالعزيز التويم أن السكري أصبح من امراض العصر وأن سكان المدن العصرية مثل مدينة جدة يصابون بمرض السكري نظرا لضغوط الحياة وتبعا لآليات الراحة والرفاهية وعدم ممارسة الرياضة، مؤكدا في نفس الوقت أن السيطرة على مرض السكري تبدأ بتغيير عادات المجتمع الغذائية والصحية والرياضية. وتابع الدكتور التويم أنه رغم التحذيرات التي أطلقها الأطباء ومخاوفهم من تزايد نسبة داء السكري في المجتمع الا ان المرض تصدر المرتبة الأولى في قائمة الأمراض المزمنة وغير المعدية، حيث كشفت الإحصائيات ان 25% من السكان مصابون بالمرض منهم 80% من النوع الثاني المكتسب و20% من النوع الأول الوراثي. وأطلق الاستشاري التويم تحذيرا من زحف مرض السكري في المجتمع السعودي، مبينا في حديث ل«عكاظ» أن السكري يتصدر قائمة الأمراض المزمنة. بداية، تعتبر المملكة من الدول ذات الإصابة العالية بداء السكري، من وجهة نظركم ما هي اسباب ذلك؟ - جميع المسوحات الطبية في المملكة أثبتت أن الأسباب الرئيسة وراء انتشار السكري من النوع الثاني هي استهلاك الوجبات السريعة والدسمة والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر، أما العامل الوراثي وأمراض الهرمونات فلا تشكل سوى 1 في المائة من الأسباب في المجتمعات العربية. وهناك خمس دول خليجية ومنها المملكة مسجلة ضمن أكبر عشر دول سجلت أعلى معدل ارتفاع في الإصابة بالمرض على مستوى العالم، كما أن نسب عوامل الخطورة في المجتمعات الخليجية أصبحت عالية، وبالتحديد فيما يسمى بمرحلة ما قبل السكري التي بلغت 15 في المائة في الخليج وهي تعد من أعلى النسب بالمقاييس العالمية. الجهود المبذولة هل الجهود المبذولة لمكافحة المرض على المستوى المحلي والخليجي تعتبر كافية لمواجهة زحف المرض؟ - الجهود المبذولة في مكافحة داء السكري على المستوى المحلي والخليج كبيرة جدا ولكنها غير كافية لمواجهة المرض في المستقبل، حيث ان هناك ضرورة ملحة لزيادة برامج التوعية الصحية بمخاطر المرض، وتحديدا النوع الثاني منه لارتباطه المباشر بسلوكيات الأفراد في المجتمع وطرق معيشتهم التي تتسم بالرتابة وقلة الحركة وطبيعة المرض الصامتة التي لا يتضح تأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة إلا بعد مرور سنوات عدة، مما يؤدي إلى تباطؤ المريض والقائمين على رعاية المرض في تشخيصه وعلاجه مبكرا. أنواع السكري أشرتم في حديثكم عن النوع الثاني للسكري، فهل يعني ذلك ان داء السكري انواع ؟ - نعم، داء السكري نوعان، النوع الأول هو سكري الأطفال، ويعرف هذا النوع بالداء السكري المعتمد على الأنسولين، أما النوع الثاني فيعرف بالداء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو ما يعرف بداء الكبار أو البالغين، ومرضى السكري (النوع الأول) يوجد لديهم نقص كبير في هرمون الأنسولين الذي تفرزه جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس بسبب خلل فيها أو بسبب توقفها عن إنتاج هذا الهرمون بسبب تلفها لأي سبب آخر، ولا بد للمرضى من هذا النوع تعاطي حقن الأنسولين كبديل للأنسولين المفقود لديهم، أما النوع الثاني فإن المرضى المصابين بهذا النوع لا يوجد لديهم نقص في إفراز الأنسولين من جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس ولكن الخلايا المستقبلة للأنسولين في الجسم لا تستجيب له، ومرضى هذا النوع هم ممن تعدوا سن الثلاثين وممن يعانون من السمنة، ويمكن السيطرة على هذا النوع باتباع الحمية والرياضة وتقليل الوزن واستعمال الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج، وهناك سكري الحمل حيث قد تصاب الحامل بارتفاع مستوى السكر في الدم على الرغم من أنه لم يسبق لها أن أصيبت بالسكر قبل الحمل، ويطلق على هذا النوع من السكر (سكري الحمل)، ويعود السكر عادة إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. الوضع العالمي وماذا عن الوضع العالمي للمرض؟ - كما اشرت ان مرض السكر من الأمراض المزمنة والمنتشرة التي تصيب كثيرا من الناس، إذ أن هناك اكثر من 190 مليون مصاب في العالم، ويتوقع زيادة عددهم إلى 330 مليون مصاب بحلول عام 2025، يعيش منهم 80% منهم في الدول النامية او ما تسمى بدول العالم الثالث، وكما نوهت ان أسباب هذه الزيادة في انتشار داء السكري إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان، وزيادة متوسط الأعمار عن ذي قبل، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن، وما صاحب ذلك من السمنة، وقلة الحركة، والتغير البيئي في أنواع الأطعمة. مضاعفات المرض ما هي ابرز المضاعفات المترتبة عن داء السكري؟ - هناك العديد من الأمراض المزمنة الناتجة عن تأثيرات السكري على أجهزة الجسم المختلفة، وتلك تحدث ببطء شديد لا ينتبه المريض لها، لذا سمي مرض السكري بالسارق، ومنها: أمراض القلب، أمراض الكلى، والفشل الكلوي، أمراض العيون وتلف الشبكية، الاعتلال العصبي السكري، والقدم السكرية. وابرز مضاعفات مرض السكري ما يعرف بالأقدام السكرية وهي عبارة عن ظهور بعض الأعراض المرضية والعلامات في قدم الشخص المصاب بالسكري، مثل التورم والجروح والقروح، نتيجة لحدوث اعتلال الأعصاب، قصور الدورة الدموية، الالتهابات الجرثومية، وغيرها، والقدم السكرية مشكلة كبرى نتيجة عدم وعي مريض السكري بها، فنصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، التي يستخدمونها بشكل مستمر، مما يعرضها للإصابة المتكررة، وتلف الأعصاب يؤدي إلى قلة الشعور بالقدم، كما عدم الشعور بالألم عند الإصابة. دور المواطن ودور الفرد كبير في الوقائية من المرض، فالقطاعات الصحية أخذت على عاتقها إعداد برامج وقائية من الأمراض المزمنة وخصوصا السكري بهدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم من خلال التغذية السليمة، الرياضة، الإقلاع عن التدخين، الكشف الدوري لأمراض ضغط الدم والداء السكري وزيادة الكولسترول، ولكن أية محاولات لإصحاح الوضع للسيطرة على السكري لن يكتب لها النجاح دون مشاركة حقيقية من المجتمع.