بدأت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة في تفعيل العديد من الآليات التي ستبدأ بها العام الدراسي الجديد، منها وضع إستراتيجية لإنهاء سيناريوهات المدراس المستأجرة، وإيجاد الآليات المناسبة لحركة النقل الداخلي والخارجي، وتحقيق رغبة الكوادر التعليمية من الجنسين في النقل، ووضع النقاط على الحروف لتفعيل مراكز الأحياء وزيادة أعدادها. وفي هذا السياق تجولت «عكاظ» في العديد من المدارس في أحياء جدة، كما زارت إدارة التربية والتعليم في المحافظة، ورصدت استعدادات أقسامها للعام الدراسي الجديد، كما التقت بمدير عام التربية والتعليم في المحافظة الدكتور عبدالله الثقفي خلال احتفالية التربية والتعليم بمعايدة منسوبيها، حيث أوضح الثقفي أن الإدارة تخطط لإحداث نقلة نوعية في آليات التعليم، وأن المدارس المستأجرة سوف تختفي، وأن جميع العاملين في الإدارة يعملون بصورة حثيثة من أجل تفعيل آليات النقل الداخلي والخارجي وتحقيق رغبات الكوادر التعليمية فضلا عن زيادة أعداد مراكز الأحياء في جدة. وشدد الثقفي على ضرورة تضافر الجهود خلال الفترة المتبقية من إجازة الطلاب والطالبات لتهيئة البيئة المدرسية بما يتوافق مع طموح الطلاب وتطلعات أبناء المجتمع، وقال الثقفي: «إننا نعيش في عصر المعرفة والتقنية، فيجب علينا ألا نبقى متلقين وأن نصدر المعرفة ونعمل على تهيئة الجيل ليمتلك أدوات المعرفة والعلم ليكون قادرا على أداء هذه المهمة وتحمل المسؤولية». ووجه الثقفي العاملين تحت إدارته بالعمل بإخلاص وعدم المحاباة والبعد عن المحسوبيات كما هي عادتهم، كي يستمر النجاح الذي تحقق في الموسم الدراسي الماضي لتتقدم جدة تعليميا أكثر فأكثر. ووجه الثقفي العاملين تحت إداراته بالعمل الفوري على تهيئة المعلمين وتوجيههم لاستقبال الطلاب عند أول يوم دراسي بكل حب وتقدير حتى يشعر الطلاب بأريحية ويتلاشى الشعور بالقلق المصاحب لأول يوم. وأفاد الثقفي بأن هناك خطة معدة وجاهزة التنفيذ منذ وقت باكر وقبل إجازة عيد الفطر المبارك لاستقبال أول يوم دراسي، بل الموسم الدراسي كاملا، وأضاف: «نعد الجميع بنجاح العام الدراسي واكتشاف المزيد من الموهوبين، وتنمية قدرات الطلاب، حتى تظل جدة كما عهدناها من المدن الرائدة في التعليم بالمملكة، وطلابها من أفضل الطلاب المتخرجين الذين يمثلون الوطن خير تمثيل». وأفاد الثقفي في سؤال خاص ل«عكاظ» فيما إذا كان التعليم الأهلي سيصبح السمة الأبرز مستقبلا، فأوضح عن خطة الوزارة تجاه التعليم الأهلي أن تكون نسبة المدارس الأهلية 25 في المائة، وفي الوقت الحالي نسبتها ثمانية في المائة وتسعى الوزارة إلى الوصول إلى الرقم المخطط له، ولا يمكن أن يكون الأهلي هو السمة الأبرز، ولكن وجوده خطوة جيدة ويشكل تعليما نوعيا ومنافسا، وأشار إلى أن المدارس الحكومية أصبحت أكثر تميزا من بعض المدارس الأهلية لما تحتويه من تقنيات وبيئة متميزة، فالتعليم الأهلي والحكومي يسعى لتقديم تعليم متميز للأبناء. وأوضح الثقفي عن نية إدارته في زيادة عدد أندية الأحياء للموسم الدراسي المقبل، لأن عددها حاليا ثلاثة مراكز للبنين، وثلاثة للبنات، والخطة القادمة هي افتتاح 12 إضافية، «ومن القطاع الخاص نخطط لأن تكون 40 نادي حي لأحياء جنوب وشرق جدة، ونسعى في خطتنا بأن تتحول كل مدارس جدة لنوادي أحياء، وأن تكون ملتقى للحي فهي ليست فقط نشاطا رياضيا وثقافيا». وأفاد مدير التعليم فيما يخص المباني المستأجرة بأنها ضرورة بالرغم من عدم قبوله بها ويتفق في ذلك مع ولي الأمر في عدم الموافقة أن تكون الدراسة في مبنى مستأجر، وأضاف: «إننا مضطرون لذلك في ظل تزايد عدد سكان جدة بسبب الهجرة إليها من جميع مناطق المملكة وقلة الأراضي والمباني الحكومية، ولكن ما يجب ذكره في عام 1427ه منذ تولينا الإدارة كانت نسبة المباني المستأجرة 63 في المائة أما في الوقت الحالي فأصبحت نسبتها 34 في المائة، والخطة المستقبلية التي وضعناها ستنهي المباني المستأجرة قريبا جدا»، وأفاد بأن المدارس المستأجرة ستختفي في العام 1438ه، بشرط أن تتوفر الأراضي التي ستنفذ فيها تلك المدارس، وأفصح بأن هناك تعاونا مع أمانة جدة وإمارة المنطقة «التي لا تألو جهدا وحرصا وتكاتفا معنا لتنفيذ الخطة والاستغناء عن المباني المستأجرة في أقرب وقت ممكن، حتى تظل جدة كما عهدناها من المدن الرائدة في التعليم بالمملكة، وطلابها من أفضل الطلاب المتخرجين الذين يمثلون الوطن خير تمثيل». وفيما يتعلق ببرامج النقل الخارجي والداخلي قال الثقفي: «تعمل جميع الكوادر في إدارة التربية والتعليم في المحافظة منذ وقت مبكر من أجل تفعيل آليات النقل الداخلي والخارجي وتحقيق رغبات المعلمين والمعلمات»، مؤكدا أن إدارته تسعى لتحقيق رغبات الكوادر التعليمية، إضافة إلى تفعيل المسارين التربوي والأكاديمي فضلا عن الاهتمام بالمواهب الشابة في مدراس البنات في جميع أرجاء المحافظة.