أوضح مدير عام التربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي أن إدارته مضطرة لاستئجار بعض المباني لتكون مقرات للمدارس، لافتا في نفس الوقت إلى أنهم مضطرون لذلك بسبب المد التصاعدي لتزايد سكان جدة وفي ظل قلة الأراضي الحكومية البيضاء. وبين مدير عام التربية والتعليم في جدة أنه لا توجد مشكلات بين إدارته وملاك المباني المدرسية المستأجرة، وأن العام 8341ه سيشهد غياب المدارس المستأجرة.وأفاد الثقفي أن طلاب اليوم في حاجة إلى تقنيات دراسية مغايرة لأنهم بمثابة جيل مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية. وفي سؤال ل «عكاظ» فيما إذا كانت المدارس الأهلية سوف تختفي قريبا قال: «ما يخص المباني المستأجرة فهي ضرورة تفرضها آليات الواقع وأن لا أحد يقبل أن تكون الدراسة في مبنى مستأجر، ولكننا مضطرون لذلك في ظل تزايد عدد سكان جدة بسبب الهجرة إليها من جميع مناطق المملكة وقلة الأراضي والمباني الحكومية، ولكن ما يجب ذكره أنه منذ العام 1427ه منذ أن توليت الإدارة فقد كانت نسبة المباني المستأجرة 63 % أما في العام الحالي فأصبحت نسبتها 34 في المائة، ولدينا خطة مدروسة لانتهاء عهد المدارس المستأجرة في عام 1438ه، حيث سنصل إلى اختفاء هذا النوع من المدارس، ويظل تنفيذها متعلق بوجود الأراضي، وهناك تعاون مع أمانة جدة وإمارة المنطقة التي تدعمنا لتنفيذ هذه الخطة والاستغناء عن المباني المستأجرة في أقرب وقت ممكن». وعن أبرز المشكلات بين أصحاب المدارس المستأجرة وإدارة التعليم قال: «أشيد كثيرا بالتعاون بين ملاك المباني لتعاونهم ولا توجد مشكلات معهم، بل بالعكس نجد كل الدعم منهم لأن أغلبيتهم ينظرون إلى أن التعليم رسالة، ونجدهم يتغاضون في بعض الأحيان عن تأخير المستحقات، وأجد أنهم يحتفون بالطلاب، واحتساب أن المدرسة تعمل في بيته ويدرس فيها العلم والقرآن، وقد كانت هناك بعض المشكلات بسبب اشتراطات الدفاع المدني وقد انتهينا من المشكلة، وأصبح هناك مرونة في إعطاء ملاك الدور مستحقاتهم». وفيما يقال إن طلاب اليوم في حاجة إلى الآليات التربوية أكثر من طلاب الأمس وعن كيفية مواجهة جيل الفيس بوك وتويتر قال: «هذا سؤال مهم جدا، وكما تعلمون بأن الجيل الحالي هو جيل التقنية والمتسارع في التعامل معها، ولا يمكن أن يدرس طلاب الجيل الحالي بطرق وأساليب تقليدية قديمة، ولذلك فإن وزارة التربية تعمل على النظام الإلكتروني، والكتاب الإلكتروني والسبورات الإلكترونية، وعلى مستوى المملكة، وسوف تتحول مدارس جدة إلى مدارس ذكية، ويجب على المدارس أن تتحدى وتواكب المجال التقني الحديث، وسنبدأ تدريجيا حتى تصبح مدارس جدة جميعها ذكية، وكتابها إلكتروني، وأريد أن أنوه بأن دور المعلم مهم جدا وهو سيد الموقف، ولا غنى عنه في الخطوة الحديثة، فكل تلك الوسائل معينة له ودوره الأهم في كل الأحوال». وردا على ما يقال إن التعليم الأهلي سوف يصبح السمة البارزة في المستقبل قال: «خطة الوزارة تجاه التعليم الأهلي أن يكون نسبة المدارس الأهلية 25 %، وفي الوقت الحالي نسبتها 8 في المائة، وتسعى الوزارة إلى الوصول إلى الرقم المخطط له، ولا يمكن أن يكون التعليم الأهلي هو السمة الأبرز، ولكن وجوده خطوة جيدة ويشكل تعليما نوعيا ومنافسا، وأشيد بأن المدارس الحكومية أصبحت أكثر تميزا من بعض المدارس الأهلي لما تحتويه من تقنيات وبيئة متميزة، فالتعليم الأهلي والحكومي يسعى لتقديم تعليم متميز للمواطن». وعن الآلية الجديدة الخاصة بالاختبارات والمتمثلة في التظليل بالقلم الرصاص قال: «هذه الخطوة محط خلاف بين التربويين، فالبعض يرى بأن الاختبار المقالي هو الأفضل، والبعض يرى بأن الاختبار بنظام التظليل والتصحيح الإلكتروني هو الأفضل، ولكن رأيي في هذه القضية أنه لابد أن نأخذ بأساليب التقنية، فالاختبار ليس لمهارة بل قياس، فعندما أقيس بنظام التظليل والتصحيح الإلكتروني فالجهاز ليس مصححا فقط، بل إنه يمنحنا أيضا تحليلا للأسئلة الأكثر إجابة لها من الطلاب والأسئلة الأقل إجابة ونسبة صعوبة الاختبار من سهولته، وما هي الأسئلة الأكثر صعوبة والمهارات المفقودة بين الطلاب، وغير ذلك ولكن يجب تدريب المعلمين والطلاب على النظام الجديد والمدارس بدأت العمل على هذا النظام، وفي البداية واجهنا بعض الإشكالات ولكن في الوقت الحالي وخاصة بعد الاختبارات التحصيلية لم نواجه ذلك، ومع الوقت ستتلاشى جميع الإشكالات». وفيما يتعلق ببرنامج التصحيح الإلكتروني قال: «التصحيح الإلكتروني يسهم بشكل كبير في رصد الدرجات بدقة عالية ونسبة الخطأ تكاد تنعدم، إضافة إلى سرعة إصدار شهادات الطلاب والطالبات وربطها باستعلام ولي الأمر عن طريق برنامج «نور»، مؤكدا في الوقت نفسه أن النتائج والاختبارات تخضع لتدقيق لجان متخصصة ومراجعة قبل رصدها، إضافة إلى مراجعة ما رصد ببرنامج نور مع إجابات الطلاب قبل إعلانها لولي الأمر من خلال مجموعة من اللجان العاملة على مدار الساعة لسرعة الإنجاز ودقة المعلومة». وعن عدد المدارس التي طبقت التقنيات الإلكترونية في جدة قال: «مجموع مدارس البنين والبنات في محافظة جدة المطبقين للتصحيح الإلكتروني تجاوز هذا العام ال 400 مدرسة بواقع 320 مدرسة للبنين و80 للبنات ونسعى في المستقبل القريب إلى أن تصبح جميع المدارس للبنين والبنات تصحح اختباراتها عن طريق جهاز التصحيح الإلكتروني وهو جهاز آمن وسهل التعامل معه بعد تنفيذ عدة دورات لعدد من المعلمين والإداريين على نظام التصحيح الإلكتروني». وحول جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز، وفيما إذا كانت سوف تستمر قال: «أولا من منبر «عكاظ» أقف إجلالا لكل أهالي جدة الذين كرموا المعلم، فقد كانت العادة أن إدارات التعليم هي من تكرم المعلم ونكرم أنفسنا، ولكن عندما يخرج الأهالي لتكريم المعلم فهذه بادرة مشكورة وكانت محل تقدير من المجتمع التعليمي والتربوي وهي من أجمل المناسبات التي مرت علينا في التعليم، لأن التكريم يأتي من الأهالي والمجتمع الذي يحترم المعلم ويشيد بعمله التربوي وفيها رسالة جميلة تدل على احترام المعلم وتقديره وتشجيعه، وهي ستستمر بإذن الله، وكما رأيتم أن سمو محافظ جدة وهو رئيس مجلس الجائزة هو وراء النجاح في التخطيط في كل شيء وقد أعلن إطلاق النسخة الثانية من الجائزة وهذا يثبت استمرارها، وسمو وزير التربية التعليم كان يتطلع بأن تكون وقفا تعليميا لضمان أن تكون هناك استدامة وأن يتكون هناك قيمة مضافة للجائزة». وحول التساؤلات بضرورة زيادة أندية الأحياء في جدة قال: «نسعى لتكون 100 حي، وفي الوقت الحالي لدينا 3 مراكز للبنين وثلاث للبنات، ولدينا خطة لافتتاح 12، ومن القطاع الخاص نخطط لأن تكون 40 نادي حي لأحياء جنوب وشرق جدة، ونسعى في خطتنا بأن تتحول كل مدارس جدة لنوادي أحياء، وأن تكون ملتقى للحي فهي ليست فقط نشاطا رياضيا وثقافيا». وفيما إذا كانت الاختبارات التحصيلية حققت الهدف المرجو منها قال: «تجولت أثناء الاختبارات التحصيلية واستمعت من الطلاب مباشرة، ووجدت ارتياحا للاختبارات التحصيلية، ووجدت انطباعا إيجابيا من أولياء الأمور، فأنا مرتاح للاختبارات التحصيلية لأني أجدها تشخص عملية التعليم في المملكة والوقوف على كل مهارات الطلاب، والنتائج الأولية مبشرة وجيدة وهي أيضا ارتقاء بالعملية التعليمية، وكما تعلمون هناك هيئة مستقلة لتقييم التعليم، ولذلك يجب إعادة بناء التعليم من الداخل، ويكون هناك استعداد لأساليب تدريسية جيدة من خلال النظر في الاختبار التحصيلي ونتائجه ووضع تصميم موقف تعليمي يتناسب مع هذه النتائج». وعن مدى جاهزية مبنى التعليم الجديد ومتى سيتم الانتقال إليه قال: «تم استلامه مبدئيا وفي طور التأثيث وإن شاء الله في فترة لن تتجاوز الثلاثة أشهر سيتم الانتقال للمبنى الجديد». وحول إمكانية إطلاق برامج لرعاية المعلم الموهوب قال: «أريد التنويه بأن في جدة لدينا المدرسة الأولى في المملكة وعلى مستوى الخليج في رعاية الموهوبين وقد اختير لها معلمون متميزون وتم تدريبهم لمدة عامين، ونتطلع إلى أن يكون في كل مكتب تربية وتعليم مدرسة لرعاية الموهوبين، ويجب أن يكون مبنيا على اختصاص، علما بأن في كل مدرسة يوجد بها مختص متدرب، لأن التعاون مع الموهوبين يجب أن يكون مبنيا على اختصاص وتدريب». وفي سؤال عن كيفية اكتشاف الطالب الموهوب وهل تتبنى إدارة التعليم المواهب وتدعمها قال: «من ضمن الأولويات التي تضعها وزارة التربية وإدارة التربية والتعليم في جدة الاهتمام بالطالب المتميز، واكتشافه يتم من خلال منسقين ومدربين، ويوجد في كل مدرسة منسقون مختصون لقياس واكتشاف سمات الموهوب، وبعد اكتشافه يرسل لمركز الموهوبين، ويتم عليه المزيد من الكشف واختبار قياس، ونأخذ أسماءهم وينقسمون إلى قسمين، (طلاب المرحلة الابتدائية) يتم رعايتهم وتنمية مهاراتهم في المدارس، أما طلاب المرحلة المتوسطة ففي مراكز الموهوبين». هناك معلمون تم تحويل وظائفهم إلى إداريين، ما أسباب ذلك.. «طبعا هناك أسباب كثيرة، منها الأداء التعليمي المنخفض، وهناك أسباب إدارية كالغياب، أو هناك أسباب سلوكية، وكإجراء أولي يتم تحويله للعمل الإداري حتى يتم البت من قبل الوزارة في أمره. ونحن حريصون بألا يبقى في المجال التعليمي إلا من هو جدير بالعمل التعليمي سوي السلوك». شمال وشرق جدة يعانيان قلة المدارس، ما هي الحلول المستقبلية.. «عندنا خارطة تعليمية نعرف الخدمات التعليمية وتوزيعها، وأعد سكان جدة جميعا بإنشاء مدارس في أماكن النقص، والسبب النمو المتزايد في عدد السكان، وستعالج المشكلة في القريب العاجل».