اشتكى عدد من أهالي وسكان جنوبجدة من الوضع المتردي على حد قولهم في المخططات وعدم الاهتمام بها وترتيبها ونقص الخدمات فيها، والعمل على إيجاد الحلول، والتزام كل مسؤول بالمهام التي أوكلت إليه وتنفيذها في وقتها المحدد حتى لا يتضرر المواطن وتتعطل مصالحه، ولا يستطيع بناء منزل في الأرض التي منحت له بسبب نقص الخدمات والمشاكل الكثيرة التي تعاني منها منطقة الخمرة منذ زمن، وكان آخرها مشكلة المياه التي اخترقت المباني وشكلت تهديدا حقيقيا للسكان في المنطقة. وأجمع الأهالي على أن الظلام الدامس في شوارع الأحياء الجنوبية وكثرة الحوادث المرورية يمنعان المواطنين من السكنى في هذه الأحياء. وأفاد أهالي الخمرة بأنهم قدموا العديد من الشكاوى عن الإهمال الذي تعاني منه المنطقة وتحدثوا لأمانة المحافظة والمجلس البلدي ومصلحة المياه وشكوا لهم الوضع في أكثر من مناسبة، وقاموا برفع الخطابات الرسمية والشكاوى، إلا أن الوضع لم يتغير، ومعاناتهم تزداد في ظل غياب الاهتمام من قبل المسؤول بحسب تعبيرهم. وناشد أهالي الخمرة المسؤولين الالتفات إلى المنطقة التي تعد واحدة من أهم المناطق في محافظة جدة، نظرا لاكتظاظ السكان فيها ولموقعها الجغرافي، إذ إنها تقع بمحاذاة الطريق الدولي «خط الساحل»، وكل من يرغب السفر إلى جدة أو مكةالمكرمة أو القنفذة أو الليث أو إلى أبها وغيرها من المناطق المجاورة، فيجب عليه المرور من الطريق المحاذي للخمرة. من جهته، عبر عمر عقيلي (أحد سكان الخمرة) عن استيائه من الوضع المتردي في المنطقة، ونقص الخدمات، ما يصعب السكن فيها وممارسة الحياة الطبيعة كسائر سكان جدة. وأضاف: عندما نقرأ ونشاهد مشاكل أهالي جدة وتذمرهم من نقص بعض الخدمات ومعاناتهم من الحفريات في الطرقات، فإننا نقول بأن أهالي جدة محظوظون، فعلى الأقل لديهم شوارع وطرقات وإنارة، ومسميات للشوارع ومواقف يستطيعون إيقاف مركباتهم فيها، أما نحن فلا يوجد شيء، كل ما هناك أراضٍ بيضاء في الهواء الطلق، تحت مسمى مخططات، وأسماؤها ما زالت كما هي بالتاريخ الذي وزعت فيه المنح. وأضاف عقيلي: رفعنا عدة شكاوى مؤرخة ولدينا ملف كامل لأمانة المحافظة ومواعيد المراجعات، مطالبين فيها بتصحيح الوضع، ومعالجة المشاكل المتراكمة في المنطقة، وأهم تلك المشاكل الإنارة، حيث أن الظلام الحالك في تلك المنطقة يتسبب في الكثير من الحوادث وإزهاق الأرواح، فما يكاد يمر يوم حتى تسمع عن حادث مروع وحالة وفاة، حتى أصبح الأمر بالنسبة لنا ليس غريبا. وأفاد عقيلي بأنه لا يستطيع السكن في منزله بسبب الظلام الحالك في شوارع الحي الذي يسكن فيه وخوفه من الحوادث، ومما قد يحدث بسبب الظلام من مداهمة اللصوص أو ضعاف النفوس، فلا يستطيع المغامرة على حد قوله والسكن في منزله الذي بناه مؤخرا. من جهته، أفاد عيسى زيلع (أحد سكان منطقة أبو جعالة) بأن المنطقة توجد فيها أراض كثيرة غير مخططة وغير موزعة بشكل نظامي، تسير بمركبتك فتظن أنك في صحراء، وتحتاج إلى وقت طويل كي يتم إصلاحها والاهتمام بها، وترتيبها، تلك المنطقة تحتاج لإنارة وسفلتة وأرصفة وخدمات، فكيف بالله يتم توزيع المنح على الأهالي ولا يتم إنشاء الخدمات فيها. وأضاف زيلع: من عام 1400ه وتلك المخططات على ما هي عليه، لم يتم العمل فيها أو إنشاء الخدمات من أجل استفادة الأهالي منها، كل شيء متوقف حتى إشعار آخر، لا نعلم متى يتم ذلك. وعند سؤالنا للمسؤولين لا نجد الجواب الكافي، وكل ما يطلبونه منا رفع شكوى بمعاناتنا وتلقي وعود بتلبية مطالبنا، ولا يحدث شيء، وأصبح الأمر متوارثا، منذ عام 1400 ه وحتى الآن، أي ما يعادل 34 عاما، وما زالت معاناتنا كما هي، والمخططات متوقفة وحالها لا يسر ولا يسعد. صالح صوعان (أحد الأهالي) أفاد بأن شارعي الستين والثمانين تنقصهما الخدمات والإنارة والمياه، ويتسببان في حوادث سير. وأضاف: قمنا برفع شكاوى عديدة، وعند إلحاحنا قام المسؤولون في أمانة المحافظة بسفلتة مخطط 1409 بالرغم من أنه لا يوجد فيه سكان بشكل كبير كالأحياء المجاورة له، كمخطط 1434 مثلا عدد سكانه أكثر، وأضاف: نرفع شكوى لتطوير مخططنا فيعالجون مخططا آخر عدد سكانه قليل. وأشار صوعان إلى أن ما حدث من تطوير للحي المجاور أمر إيجابي، ولكن على الأمانة الاهتمام أيضا بالمخططات الأخرى والعمل عليها في أسرع وقت، حتى يتمكن السكان من ممارسة حياتهم الطبيعية. واستغرب صوعان أن الأمانة قامت بسفلتة شارع الستين وشارع الثمانين ولم تهتم بزرع الإنارة فيهما، وتساءل : ما فائدة السفلتة من غير إنارة وعدم توفير المياه في المنازل. مشاريع المنح مصدر مسؤول في أمانة جدة أوضح أن إدارته وضعت برامج خاصة مستقلة لتطوير مخططات منح البلدية بميزانية مستقلة خارج ميزانية الأمانة، لوضع البنية التحتية لمخططات المنح التي تشمل السفلتة والإنارة والأرصفة، ولا سيما المخططات القديمة وفق الأولويات والبناء في كل مخطط. وأفاد المصدر بأن المخطط الذي تجاوز البناء فيه النصف ستكون له أولوية بناء المشاريع، في حين ستكون هناك أولوية لمشاريع المنح، والأمانة تعمل حاليا على طرح مشاريع في مخططات الخمرة جنوبجدة من السفلتة والإنارة والأرصفة.