تظل الابتسامة المرتسمة على الوجوه واحدة من أقوى لغات العالم تعبيرا عن الفرح، لاسيما في أوقات كالعيد، إذ يحرص المسلمون فيه على الفرح والتآلف والمحبة والإخاء، وهو ما انطلق منه التربوي المعروف في مكةالمكرمة «عيدان الكناني» الذي دعا عددا من أصدقائه الصينيين الزائرين للعاصمة المقدسة إلى مأدبة الإفطار الأخيرة في شهر رمضان في آخر يوم من الشهر الفضيل. «عكاظ» كانت حاضرة تلك اللحظات الأخوية الصادقة التي ذابت فيها كل الفوارق وتجلت فيها رابطة الدين، فهذا يعقوب «65 عاما» القادم من الصين للعمرة يرى أن قضاء العيد في مكةالمكرمة له طابع خاص فيقول : «لأول مرة أمضي أيام عيد الفطر هنا بمكة، أشعر بالراحة والطمأنينة والسعادة الغامرة، بل وأشعر أني بين أهلي وأحبابي، وهذه الاستضافة في منزل الأخ عيدان خير دليل على الوحدة والترابط بين المسلمين لأنها هي أقوى عرى التآخي» . ويرى «حسن» الصيني الجنسية أن الفرحة بعيد الفطر وخصوصا في مكةالمكرمة لا يعدلها فرحة، فالعيد مناسبة دينية كبرى.. ويقول: «في الصين هناك أعياد لكنها ليست بهذا الطابع الجميل الروحاني، فالسنة الصينية الجديدة أو عيد الربيع والتي تعرف أيضا باسم السنة القمرية الجديدة هي أهم الاحتفالات الصينية، حيث يبدأ الاحتفال مع بداية أول شهر قمري في السنة الصينية، وينتهي في اليوم الخامس عشر من ذلك الشهر، ويسمى أول يوم باسم «عيد الفانوس» ، أما ليلة العيد فتعرف باسم «تشوشي» ، لكن كل تلك المظاهر لا توازي الفرحة في مكةالمكرمة وفرحة عيد الفطر المبارك، هنا الحياة مختلفة والناس مختلفون» . ويلتقط أطراف الحديث داوود الصيني ليقول: «الفرحة والتآلف هنا لهما طابع خاص، نرى الفرحة في أسواق الناس ومصلياتهم وشوارعهم، الكل يبادلنا التهاني، والكل يحرص على التودد إلينا في هذه المناسبة الدينية، التي تزيد من الترابط، نحن سعداء أن نمضي العيد في مكةالمكرمة، وإننا سعداء أن نكون معكم وبينكم» .. المربي «عيدان الكناني» بين ل «عكاظ» أنه تربطه علاقة صداقة مع هذه النخبة من مسلمي الصين، حيث حرص على أن يستضيفهم في منزله بحي العزيزية على مأدبة الإفطار، وسيعمد إلى أن يتواصل معهم خلال أيام عيد الفطر المبارك، ليعكس لهم مدى حب أبناء الوطن في المملكة لكل الزوار والمعتمرين من أصقاع المعمورة.