تكثر العادات باختلاف التركيبة الاجتماعية والأبعاد الثقافية، وللعيد نكهة خاصة جداً مطعمة بالأصالة والعراقة للخوض في جماليات عيد الفطر المبارك بعد شهر الصيام سلطنا الضوء على آراء العديد من الأشخاص تعني لهم سنة العيد مخزون ذكريات أو تطلعات. كانت البداية من مكةالمكرمة مركز الأرض ومهد الإسلام التي تشهد زيارة العديد من عبادالله في رمضان المبارك وقد أجابنا العم أبو ياسين عن هذه الأجواء قائلاً: رمضان مكة غير والعيد فيها أحلى عيد والمعتمرون يعطون حركة ومن خلال عملي بالتجارة شهدت ازدهارات واضحة بالنسبة لوضعي التجاري لأن مكة موسم ورمضان ينعش السوق، منذ صغري تعودت على شهود العيد في الحرم مع اخواني الكبار بعدها نجتمع في بيت العائلة نمشي في الأسواق مكبرين وإذا وصلنا للبيت نسلم على كبيرنا ونأخذ العيدية ونشرب ماء زمزم ونتناول الإفطار مع بعضنا وأطيب ما يمكن أن نتناوله حلوى مكة الشعبية اللدو واللقيمات والهريسة والبسيمة ولنساء مكة طيبة قلب معهودة في مكة زمان يوزعن علينا الحلوى ويدعون لنا بدعوات الخير، الان ازداد الرخاء ولكن تغيرت بعض الأشياء، صحيح مازلنا على اجتماع لكن في العيد تجد من يتجه للمطار قاصداً السفر إلى الخارج، ومن لا يترك البلد تجده بعيداً عن الزحمة على بحر جدة. ومن مدينة جدة التقينا الطالبة بالمرحلة الثانوية منى مازن أبوزيد وعمتها المقاربة لها في السن سارة جلال أبوزيد لتوضحا لنا آمالهما في هذه السن ليعكسا لنا صورة الجو الإعلامي الذي تربيا فيه بحكم عمل المرحوم جلال أبوزيد في جريدة المدينة وعمل حرمه الأستاذة منى فؤاد شاكر بإذاعة جدة، وقد عبرت سارة عن أملها أيام العيد بقولها: أتمنى أن يكون العيد فرحة مستمرة على كل العالم وأن تنتشر الأخبار يومياً أخبار تسرنا لأننا سئمنا الأخبار السيئة أو المؤلمة، وأيدتها منى بقولها: أرجو أن تكون الأيام كلها مثل العيد لا مشكلات فيه عندما أسمع من خلال نقاشات أسرتي أو من التلفاز عن الألم الذي يحاصر الكثيرين في العالم نتيجة الكوارث أو الزلازل أشعر بالحزن. وافقتهما الرأي الطالبة سمر عبدالله ذات السبعة عشر ربيعاً من مدينة أبها حيث عبرت لنا عن الأمل الذي توده في هذا العيد وقالت: هذا العيد أتمنى كثيراً من الأمنيات أهمها أن أتجاوز الصف الثالث الثانوي هذا العام بنتيجة مرضية ولكن بصراحة لا أعتبر هذا الموضوع أملاً بقدر ما هو مرحلة دراسية لا بد من تجاوزها أملي أن تمتلئ الدنيا بالحب فأنا أكره الكره لو عشنا جميعاً داخل شعور الحب لتحققت لنا أحلامنا يكفينا ألم المجاعات والحروب والكوارث التي نكبت بها بعض الشعوب. من تبوك كان رأي الشاب فيصل أحمد يتعلق بالفرحة عموماً وعندما سألناه عن عيد هذا العام أجابنا: طول شهر رمضان وأنا انتظر قرب يوم العيد لأن العائلة كلها تجتمع في بيت جدي وذلك يجعلني ألتقي بالكبار والصغار والمعارف، وفي صباح العيد أشعر بارتباطي الوثيق مع العائلة حتى لو اشغلتنا الظروف وطبعاً أنسى دوامي وهمومه في ذلك اليوم. مجموعة من الشباب في أحد مقاهي الإنترنت بالمدينةالمنورة عبروا لنا عن العيد بقولهم: للعيد فرحته عند كل مسلم لكنه في الطفولة كان أحلى كلما كبرنا زادت همومناً سابقاً لم نحمل هم أي شيء وكنا نذهب صباحاً لحضور صلاة العيد فرحين مبتهجين جداً بكل لما حولنا بالناس والزيارات وحلوى العيد والعيدية وكانت أيام جميلة، ولما سألناهم عن آمالهم التي يأملونها هذا العيد أجابنا أحدهم ضاحكاً: أتمنى وظيفة تليق بالسنوات الطوال التي درستها. أم راشد من الهفوف وهي سيدة مسنة حدثتنا عن ذكريات العيد بقولها: عيدنا زمان يختلف كانت النفوس طيبة أما الآن تغير الناس والحمد لله على كل حال، كانت إمكانياتنا بسيطة وكنا نفرح فرحة لا توصف بثوب العيد لأننا لا نلبس الجديد سوى في ذلك اليوم، وكنت أنا واخواتي البنات منذ الصباح الباكر قبل عودة والدي من صلاة العيد كنا نزور جارتنا القريبة من منزلنا لأنها قريبة منا في كل شيء خاصة بعد وفاة والدتنا، اليوم الحال تغير الجيران أصبحوا لا يعرفون بعضهم لكن فرحتي الكبيرة هذا العيد هي رؤيتي لأحفادي مجتمعين حولي فلا أحس بالوحدة أبداً ذلك اليوم الوحدة صعبة. الطفلة لمى من الرياض كانت مسرورة بكل براءة بالعيدة حيث التقيناها ووالدتها بمجمع تجاري، الأم التي تعمل مندوبة تسويق لشركة مستحضرات تجميل عبَّرت لنا عن العيد بقولها: هو مناسبة نتغاضى فيها عن بعض المشاكل الأسرية بعدها يعود كل شيء على حاله والحياة أصبحت روتيناً حتى في الأعياد قد تجتمع الأسرة لكن لا يتغير شيء الجو يكون مجرد مجاملات خالية من الحرارة، أظن أنني قبل زواجي كنت أستمتع بالعيد أكثر وأملي أن استقر بشكل أكبر مما أنا عليه بحيث لا تؤثر حياتي على سعادة ابنتي، وسألنا لمى: هل تحبين العيد؟ أجابت: «أحب العيد أروح عند جدو». هذه هي تطلعات وذكريات وآمال وآلام البعض في العيد مما يدلنا على اختلاف كبير تحظى به كل فئة عن الأخرى ويبقى العيد فرصة حياتية هادئة تصفو فيها النفوس وتتحقق فيها بعض الآمال.