دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي المسلمين إلى تقوى الله بدوام الطاعات وهجر المحرمات، فقد فاز من تمسك بالتقوى في الآخرة والأولى وخاب وخسر من اتبع الهوى، ونبه فضيلته في خطبة الجمعة أمس المسلمين بعدما كانوا في رمضان في عبادة وطاعة وبعد عن المحرمات أن لا يتبدلوا العصيان بطاعة الرحمن والغفلة بذكر الله وتلاوة القرآن، وأن لا يدخل عليهم النقص في الفرائض بالتقصير فيها أو الكسل عنها، وقال: إن الصبر على الطاعات والصبر على المعاصي هي صفات المؤمنين وشعار المتقين، مستشهد بقول الله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك)، محذرا المسلمين من التحويل من ما يحب الله تعالى منهم إلى ما يكره سبحانه منهم، وأن لا يغيروا ما كانوا عليه من الاستقامة والسداد والطاعة إلى أتباع الهوى والشيطان ومقاربة الشهوات والمنكرات والمحرمات، فيغير الله سبحانه عليهم أحوالهم وتنتكس عليهم أمورهم، قال الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن أحسن أمور المسلم أن يكون على طاعة بعد طاعة وأن يتبع الحسنات الحسنات مع مجانبة السيئات، ودون هذه المنزلة أن يتبع السيئة الحسنة لتكفرها، وأن أسوأ أحوال المسلم أن يتبع السيئات السيئات ويتبع الحسنات السيئات التي تبطلها، فالسيئات بعد الحسنات قد تحبط العمل وقد تبطل بعض العمل وقد تنقص ثواب الحسنات، وأفاد الشيخ الحذيفي بأن من كيد الشيطان أن يزين للإنسان التهاون في الطاعات والضعف أمام المحرمات في غير رمضان فينال منه ما لم ينل في رمضان لأنه كان في رمضان مأسورا ومن مكره أن يصاب بعض الناس بالكسل عن الصلاة فيصلى في رمضان ويترك الصلاة وذلك أكبر كما في الكتاب والسنة، مشيرا إلى أن أعظم الكرامة أن يمن الله سبحانه وتعالى على العبد بالاستقامة في كل أيام عمره، فذلك هو الفوز كله والسعادة التامة، قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فربنا عز وجل هو الذي يعبد في كل زمان ومكان وهو الذي يجب أن يطاع فلا يعصى. وأكد فضيلة الشيخ على الحذيفي أن الله سبحانه وتعالى شرع فيما بعد رمضان فعل الخيرات وأوجب الفرائض ونهى عن المحرمات في كل وقت وزمان ومكان، فالأعمال الصالحات كما هى في رمضان هي مشروعة فيما بعد رمضان، وأوصى المسلمين بأن يجاهدوا أنفسهم على أن يكونوا على أفضل الأحوال مستعينين بالله تبارك وتعالى وعدم ترك العبادة والطاعة وتذكر نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ومقابلتها بالشكر كي تدوم وتبقى.