أدى أمس مئات الآلاف من المصلين صلاة أول جمعة بالمسجد النبوي بعد انتهاء شهر رمضان، حيث استقبلت المدينةالمنورة مزيدا من الزوار الذين قدموا لحضور ليلة ختم القرآن وقضاء بعض أيام عيد الفطر في طيبة الطيبة من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها. واستمرت وتيرة الترتيبات التي أعدتها مختلف القطاعات الحكومية في تقديم خدماتها خلال إجازة العيد السعيد، وذلك بإشراف مباشر من أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، من أجل تأمين أفضل الأجواء الروحانية لزوار المسجد النبوي الشريف خلال هذه الفترة. ومن جانبه، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة، إن الله سبحانه وتعالى شرع في ما بعد رمضان فعل الخيرات وأوجب الفرائض ونهى عن المحرمات في كل وقت وزمان ومكان، فالأعمال الصالحات كما هي في رمضان هي مشروعة في ما بعد رمضان. وأضاف: إن الصبر على الطاعات والصبر على المعاصي هي صفات المؤمنين وشعار المتقين، مستشهدا بقول الله تعالى "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك"، محذرا المسلمين من التحويل من ما يحب الله تعالى منهم إلى ما يكره سبحانه منهم، وأن لا يغيروا ما كانوا عليه من الاستقامة والسداد والطاعة إلى اتباع الهوى والشيطان ومقاربة الشهوات والمنكرات والمحرمات فيغير الله سبحانه عليهم أحوالهم وتنتكس عليهم أمورهم، قال الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وأوصى المسلمين بأن يجاهدوا أنفسهم على أن يكونوا على أفضل الأحوال، مستعينين بالله تبارك وتعالى وعدم ترك العبادة والطاعة وتذكر نعم الله التي لا تعد ولا تحصى ومقابلتها بالشكر كي تدوم وتبقى. وفي مكةالمكرمة، أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، في خطبة الجمعة أمس، أن طاعة الله سبحانه وتعالى تحتاج إلى مجاهدة وصبر وأن الاستقامة عليها تحتاج إلى مجاهدة أكبر وصبر أعظم. وقال إن الله عز وجل شرع لنا عيدا فيه فرح وسرور وسعة بعد شهر صيام فيه جد واجتهاد لحكمة بالغة يعلمها سبحانه، يتجلى بعض معانيها في أن يعود المسلم نفسه وجسده على تحمل الحياة بفصولها ونوائبها وأن يتنقل من شهر تسبيح وقيام وقراءة وبكاء وابتهال إلى عيد محبة وفرح وصلة وسعة وسرور. وأشار إلى أن الله سبحانه ختم آيات الصيام بالتقوى لما فيه من الطاعات المقربة إليه سبحانه وختم بالتكبير في العيد لما فيه من الشكر والتيسير والفرح تفاؤلا بقبول شهر الصوم.