توقعت مصادر مطلعة إعلان الرئاسة المصرية فشل جهود الوساطة الأجنبية، فيما انتقد أحمد المسلمانى المستشار الاعلامى لرئيس الجمهورية «تجاوز» الوسطاء للأعراف الدبلوماسية. وقال المسلماني إن رئاسة الجمهورية تستنكر تصريحات السيناتور الأمريكي، جون ماكين، التي وصف فيها ضمنيا ما حدث في مصر يوم 30 يونيو ب«الانقلاب العسكري»، وتؤكد أن جون ماكين يزيف الحقائق وتصريحاته خرقاء ومرفوضة جملة وتفصيلا، وأضاف أننا نعتبرها «تدخلا غير مقبول في شؤون مصر». وأكد مصدر مسؤول في الرئاسة، أن الجانب المصري يدرس حاليا هذه التصريحات وسيقوم بالرد المناسب عليها، مشددًا على أن «الملايين التي خرجت للشوارع لا تنتظر اعتراف (ماكين) بالثورة المصرية». وكشف المصدر رفض الدكتور نبيل فهمي، وزير الخارجية، لما قاله السيناتور ماكين، لافتا إلى أن الوفود الأجنبية التي تزور مصر لا تفرض علينا إملاءات، ولا تقود مفاوضات، وإنما نتعامل معها في إطار الشفافية، والتأكيد على أن موقف الحكومة المصرية يكشف التزامها بتطبيق خارطة الطريق للانتقال إلى الديمقراطية. وأشار إلى أن تصريحات (ماكين) تخالف ما حدث في مصر من تطورات وثورة شعبية عبر عنها الملايين في الميادين، قائلا: «مثل هذه التصريحات لن تثني مصر نحو الانحراف بعيدا عن الإرادة الشعبية والمصالح المصرية». وأفادت صحيفة الاهرام المصرية على موقعها الالكتروني البارحة أن رئاسة الجمهورية بصدد إصدار بيان تعتبر فيه اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة تجمعين غير سلميين وان جماعة الاخوان المسلمين تتحمل مسؤولية ما يجري، مؤكدة فشل الوساطة الأجنبية لمعالجة الأزمة. وتوالت ردود أفعال القوى السياسية على تصريحات رئاسة الجمهورية حول وجود ضغوط خارجية. ففيما أكدت حركة تمرد أن الشعب المصرى هو وحده من يقرر مصيره ويجب على الحكومة ألا تتراجع عن تطبيق خارطة الطريق، أشاد رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عبد الغفار شكر بمصارحة الرئاسة للشعب المصرى بحقيقة الأمر. وقال إن تصريح المسلمانى مهم جدا لأن الرأى العام مستاء من الضغوط الأجنبية التى تجاوزت حدودها التقليدية وهى التعرف على حقيقة ما يجرى وأصبحت تقف موقف الوسيط الأمر الذى يهدد بتدويل الأزمة فى مصر وهذا ما لا نقبله. وفي هذه الأثناء أجرى وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هيجل» اتصالا هاتفيا بنظيره المصري «عبدالفتاح السيسى». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «جورج ليتل» فى بيان مقتضب أن هيجل والسيسي تناولا التقدم فى جهود الوساطة التى تبذلها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد الأوروبي. وذلك من خلال مساعد وزير الخارجية الأمريكي «ويليام بيرنز» والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبى «برنادينو ليون». ودعا السيناتور الأمريكي جون ماكين الى اطلاق سراح السجناء السياسيين فى إشارة لقيادات جماعات الإخوان المعتقلين بتهم قتل وإرهاب، والى إجراء حوار وطنى شامل يشمل جميع الاطراف بما فيهم الإخوان، معربا عن أمله أن يمتنع الإخوان عن العنف، وأن تتم حماية حقوق كل المصريين ومساهمة كل المصريين فى تعديل الدستور ووضع جدول للانتقال إلى الديمقراطية. وقال ماكين في مؤتمر صحفي بالقاهرة مع زميله فى مجلس الشيوخ الأمريكي لينزى جراهام إنه من الضرورى لكل الأطراف أن تمتنع عن العنف. ومن جانبه قال جراهام إن الربيع العربى أثر على الولاياتالمتحدة وعلى العلاقات بين أمريكا والعالم، لافتا إلى أنه عندما يكون لدينا صداقة وتفهم سيكون ذلك مفيدا لنا وللسياسات الخارجية وليس فقط العرب والمصريين. وأشار إلى أن بعض أعضاء الكونجرس يريدون قطع العلاقات مع مصر لكنه وماكين يريدان الحفاظ عليها لأنها مفيدة وتابع: إذا كان لدينا أى شك عما يحدث فى مصر فقد تبدد، والعالم كله يراقب ما ستفعلون فى الأسابيع المقبلة، وعندما وصفنا ما حدث بالانقلاب لأنه كان انتقال للسلطة ليس عن طريق صناديق الانتخابات.