أوضحت المحكمة العليا أنها عقدت جلسة مساء أمس الثلاثاء السادس من شهر أغسطس 2013م للنظر فيما قد يردها من شهادات عن رؤية هلال شهر شوال 1434ه بعد مغرب أمس الثلاثاء. وقالت المحكمة، إنه بعد دراسة ما ورد إليها بهذا الخصوص فإنه لم يثبت لديها رؤية هلال شهر شوال البارحة. وسوف تعقد بمشيئة الله تعالى جلسة اليوم الأربعاء السابع من شهر أغسطس 2013م لهذا الغرض. من جهة أخرى، تباينت آراء المفكرين والمثقفين حول الطريقة المثلى لرصد الأهلة وخصوصا هلالي رمضان وشوال ، وبرز الخلاف واضحا من حيث دعوة البعض إلى استخدام التقنية الحديثة في الرصد بينما تمسك البعض بالطرق التقليدية التي جرت العادة على استخدامها كل عام . بداية قال الدكتور عبدالحميد أبو سليمان: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته كان هذا عامل توحيد فيما مضى لكننا الآن نعيش حالة تفريق والسبب اننا إذا افترضنا ثبوت رؤية الهلال في بلد معين وعلمنا أن بينها وبين بلد آخر مسيرة شهر على الركبان فسيكون من الصعوبة بمكان إخبارهم بثبوت الرؤية، وإذا علمنا أن الغيوم حجبت رؤية الهلال أو أي عوامل أخرى عن بلد معين فهذا لا يعني أنه ليس موجود فعلا». وأضاف الدكتور أبو سليمان: «وحتى لا نقع في مأزق ثبوت الرؤية من عدمها أرى أن يتم العمل بالحساب الفلكي لأنه أدق من الرؤية بالعين المجردة لأن علماء الفلك يستطيعون تحديد خسوف القمر في الثانية والدقيقة والساعة بعد مائة عام، ومن هذا المنطلق أرى أنه إذا أخذنا بالحساب الفلكي لتحديد رؤية الأهلة فسوف يكون ذلك أحد عوامل توحيد الأمة بينما الركون إلى الرؤية فقط فهذا أنه سوف نقع في التمزق والاختلاف، وبمعنى آخر أستطيع التأكيد أن الرؤية تمزق والحساب يوحد والأصل هو التوحيد. وعلق عمر طاهر زيلع بقوله إن الاجواء غائمة في معظم أنحاء المملكة واليمن وربما غيرهما كشمال افريقيا. ومن الصعوبة بمكان رؤيته بالعين المجردة وأضاف: «أنا مع الذين يرون ا?خذ بالحساب الفلكي واستخدام المرصد. المملكة فيها الحرمان ومهوى أفئدة المسلمين في كل أرجاء ا?رض وهي بذلك تمثل قدوة في توحيدهم على هذه المواقيت المباركة، نستخدم التقنيات في كل شئ فإذا تعلق ا?مر برؤية الهلال انخرطنا في محاورات مكررة». أما الإعلامية نوال بخش فقالت: «أعتقد أن ارادة الله شاءت أن يكتمل الشهر الفضيل وهذا مكسب لنا ليوم آخر في الشهر الكريم لمزيد من الطاعات وفرصة إلهية لنا لا تعوض للتوجه إلى الله بالدعاء والتقرب إليه. والتزود بما نستطيع من العمل الصالح لعام قادم فلا يعلم الإنسان هل يعود إليه أم هو الوداع الاخير له، واسأل الله القبول من جميع المسلمين وأرى أنها فرصة لإكمال بعض الأمور للأسرة التي تم تأجيلها وترتيب البيت لاستقبال أيام مباركة بشيء من سعة الوقت من شراء حلويات العيد والتنسيق مع بقية الأهل للتحضير لفطور العيد الجماعي الذي تعودنا عليه والحمد لله. أرجو أن يبلغنا الله فرحة العيد مع الأسرة الكبيرة ولكن تظل في الحلق غصة ونحن نعيشها لحال بعض المسلمين وظروفهم الصعبة في بلدانهم أسأل الله الكريم أن يعيده على الأمتين العربية والاسلامية بالخير والأمن والسلام». بدوره قال عبد العزيز الزاحم مدير البرامج بإذاعة الرياض: «عدم ثبوت رؤية هلال العيد ليلة البارحة منحنا يوما إضافيا لزيادة العمل الصالح في هذا الشهر الفضيل ونحن نتمنى ان تطول أيام رمضان حيث يزداد فيه الخير وتزداد البركة، وأكيد أنها فرصة مناسبة أيضا لكل الناس، أما من ناحية العمل فنحن أخذنا احتياطاتنا لكل التوقعات لأن الرؤية المفاجئة بدون استعداد كاف تسبب ربكة في العمل وهذا ما عملنا على تجنبه نحن في إذاعة الرياض». وعلى ذات المنوال قالت الإعلامية ميسون أبو بكر: «فرحت في عدم رؤية هلال العيد مساء أمس وذلك لأحضر ختمة القرآن وكنت أشعر بحزن شديد أنني لم أحضر ختمة القرآن هذا العام ولله الحمد والمنة كانت أمس من أروع ليالي رمضان بالنسبة للجدل حول بداية رمضان فأنا أؤمن بقول رسولنا الكريم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته واستحال رؤية شهر رمضان في بدايته وهذا يدل بأننا صيامنا صحيح. مباركة لقادتنا والمسلمين بالعيد السعيد أعاده الله باليمن والأمان والاستقرار وأدامه الله علينا وبارك لنا في ولاة أمورنا». وفي الطائف ظهرت على وجوه المواطنين علامات الراحة والسعادة لعدم ثبوت رؤية هلال عيد الفطر، وقال كل من محمد الشهراني وعبدالعزيز السفياني وعبدالرحمن الشهري، انهم ظلوا حبيسي الانتظار منذ ساعة الظهيرة لمتابعة اتضاح الصورة النهائية لرؤية الهلال في ظل تداول الرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن العيد سيكون اليوم الأربعاء وسيكون الصيام لهذا الشهر 28 يوما، مضيفين بأنهم فوجئوا بارتفاع في الأسعار خصوصا في المغاسل وصوالين الحلاقة الذين استغلوا ذلك في محاولة الربح غير المشروع حيث بمجرد أن يتم التعامل معهم لقضاء الحاجيات يواجهون الزبائن بالتسعيرة المحددة من وزارة التجارة مطالبين الجهات الرقابية متابعة ما يدور في هذه المحلات حتى لا يستغل المستهلك حتى ولو كانت ليلة العيد ، إلا أن عدم ثبوت رؤية الهلال مساء البارحة جعل الوضع يعود كما هو عليه في الأيام العادية بتسعيرة مناسبة. وفي السياق ذاته قال المواطن عايض العتيبي بأنه لم يستطع غسيل مركبته ظهر الأمس لرفض العمالة غسيل المركبة إلا بسعر محدد ومرتفع لما هو في الأيام الماضية، حيث برر العمالة بأن العيد سيكون اليوم الأربعاء، مضيفا بأنه شر البلية ما يضحك عندما يقع المستهلكون في ربكة هذه الأيام ولا يستطيع أن يقضي لوازمه ولو كانت بسيطة. وتباينت آراء أهالي جدة بين ما إذا كان الأربعاء عيدا أم لا وكان موقفهم تجاه من يفصلون في هذا الأمر من العلماء موحدا حيث اجمع الكل حول هذا الأمر انه يتكرر في كل عام في بداية رمضان ولكن نادرا ما يتأخر الإعلان عن العيد والتحري لهلال شوال. وقال مصعب الجهني بالرغم من أن رغبته في ان يكون الأربعاء هو مكملا لليالي رمضان المبارك إلا أن ظروف عمله والتي تحتم عليه الدوام إلى آخر يوم في رمضان جعلت من فكرة ان الأربعاء يوم العيد محببة لديه. و اعترض على ذلك سليمان السبيعي حيث قال إن العيد حتما مقبل أما رمضان للعام المقبل ان شاء الله ولم يفكر أبدا في ان ينتظر العيد أو يتعجل به. أما أصحاب المحلات والبسطات في البلد فقالوا إن كل يوم يزيد في رمضان يعد أرباحا إضافية، وعليه يقول عبدالرحمن باوارث معلقا على السؤال لو كان العيد بعد أسبوع لهو أفضل هذا شهر الخير، لكنني أنظر إليه بنظرة تعبدية فأفرح لقدومه. الرائي الخضيري: لم نتمكن من رؤية الهلال عوض الشتيلي (المجمعة) قال الرائي الأشهر على مستوى المملكة والوطن العربي والمتخصص في رؤية ومتابعة الأهلة محمد بن عبدالله الخضيري عبر تغريدة عبر حسابه في تويتر إنه بحمد الله وكرمه خرجنا مع اللجنة لترائي هلال شوال ولم نتمكن من الرؤية. يذكر ان اللجنة سوف تعاود الخروج مساء اليوم الأربعاء 29 رمضان الى مركز الرصد في العنانية والتي تقع جنوب مركز حوطة سدير التابع لمحافظة المجمعة وذلك لمحاولة رصد هلال شوال.