الدعاء.. عبادة من أجل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، ولذلك لها أهميتها ومكانتها في حياته، سواء كان في السراء أو الضراء، فهو سرعة في الفرج وتفريج الكرب، وسلاح يتقي به المؤمن سوء القضاء، ويجلب له المصالح ويدفع عنه المفاسد. معنى ذلك، أن الدعاء تفويض الأمر لله تعالى في كشف الشدائد، ونيل الرغائب، وتفريج الكربات، وحل الأزمات، وتحقيق المرغوبات، وشعور بالأنس والتأييد من المولى عز وجل، وكسر لحاجز الغفلة وترقيق القلب. ذلك هو الدعاء طوال أيام وليالي العام، فما بال الدعاء في أوقات الإجابة، كمثل هذه الأيام من ليالي العشر الأواخر من رمضان التي يتحرى فيها المسلمون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ثمة أسباب في استجابة الدعاء، أولها وأبرزها أن لا يشتمل على ما نهى الله عنه، إضافة إلى بر الوالدين والصدق مع الله والابتعاد عما نهى عنه، والإخلاص، والتضرع، والتوبة، والإلحاح في الدعاء، والتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، والطهارة، والإقرار بالذنب، والبكاء. ذلك كله لا يلغي الاكتفاء بالدعاء وترك العمل، فالدعاء مكمل للعمل، حيث قال الله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». تقبل الله دعاءنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وجمع كلمة الأمة، وحفظ أمنها، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة. «عكاظ»