أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس في تصريح ل«عكاظ» أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي بدات في واشنطن أمس الأول سوف تركز على ملفين فقط هما الأمن والحدود، مشيرا إلى أن هناك جدول زمنى للمفاوضات من 6 - 9 شهور وبعد الانتهاء من هذين الملفين سيتم الانتقال إلى ملفات الوضع النهائى. وحول الضمانات التى قدمتها الولاياتالمتحدة للجانب الفلسطينى لإنجاح المفاوضات قال أبو مازن ردا على اسئلة عكاظ في المؤتمر الصحفي على هامش زيارته للقاهرة إن أكبر ضمانة هى جدية الرئيس الإمريكى باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى، مؤكدا أن أمريكا جادة جدا في الوصول إلى تسوية، وتم إبلاغنا أن أوباما وكيري تعهدا بدعم هذه المفاوضات للوصول الى نتيجة، وبالتالي نحن جادون في إنجاحها خلال السقف الزمني، والمفاوضات بدأت برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وسيبدأ الحوار بشكل ثنائي وثلاثي، ومن ثم سيعودوا إلى المنطقة لبدء المفاوضات في كل الأوجه السياسية والاقتصادية والأمنية، مع التركيز على الأمور السياسية بحضور المبعوث مارتن انديك الذي تم تعينه من قبل الإدارة الإمريكية مبعوثا لها بالمنطقة، والذي نعرفه جيدا منذ عام 1993 ونعرف خبرته الطويلة بهذا المجال، ونستطيع أن نتعامل معه، وأوضح عباس أن لجنة المتابعة العربية اجتمعت مع وزير الخارجية الأمريكي في عمان، وأكدت له تأييد 18 دولة عربية لاستئناف المفاوضات. وحول موضوع الأسرى قال «إن قضية أسرى ما قبل 1993 كانت مستعصية جدا لكنا تمكنا من حلها وتم الإعلان من قبل الجانب الاسرائيلي عن اطلاق سراح هؤلاء الأسرى على 3 أو 4 دفعات من خلال مراحل المفاوضات، وهم من كل أطياف الشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بمستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس -وهي من أصعب القضايا الشائكة التي تواجه الجانبين- لم يبد عباس ما يشير لأي تخفيف في موقفه. وقال إن الجانب الفلسطيني قدم بالفعل كل التنازلات الضرورية. وأضاف أن القدسالشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وأنه إذا كان من اللازم مبادلة مساحات صغيرة من الأرض فلابد أن تكون مساوية في الحجم والقيمة وأن الجانب الفلسطيني مستعد لبحث هذا الأمر لا أكثر ولا أقل. في هذه الأثناء استأنف الفلسطينيون والإسرائيليون مساء أمس في واشنطن المفاوضات المباشرة المتوقفة بينهما منذ 2010 برعاية الولاياتالمتحدة التي حثت الجانبين على التفاوض بحسن نية بهدف التوصل الى تسوية. حيث جلست رئيسة الوفد الإسرائيلي وزيرة العدل تسيبي ليفني بالقرب من كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في قاعة توماس جفرسون في وزارة الخارجية عل مائدة إفطار رمضاني إقامه وزير الخارجية جون كيري، وشارك في الأفطار عدد كبير من مساعدي كيري وليفني وعريقات ومن بينهم المبعوث الأميركي الخاص للمفاوضات مارتن انديك. من جانبها، أكدت ليفني أن هذه المفاوضات قد استؤنفت في «أجواء إيجابية» مشيرة إلى أن «كل المواضيع مطروحة، لكننا قررنا ألا يخرج إلى العلن ما نقوله في قاعة المناقشات». لكنها أقرت مرة أخرى بوجود خلافات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية. وقالت ليفني «ثمة وزراء لا يريدون التوصل إلى اتفاق وطرح فكرة الدولتين، ووزراء آخرون غير مبالين لكنهم يأملون في ألا تسفر المفاوضات عن نتيجة، وأعضاء آخرون في الحكومة يريدون الوصول إلى نهاية النزاع».