بدأ مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون أول محادثات سلام بينهما في حوالي ثلاث سنوات في مسعى ترعاه الولاياتالمتحدة يأمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن ينهي الصراع بين الجانبين على الرغم من انقسامات عميقة. وبدأ معاونون بارزون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس المحادثات حول مائدة إفطار رمضانية أقامها كيري في مقر وزارة الخارجية الامريكية. وحث كيري الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل "لحلول وسط معقولة". لكن بدا واضحاً من بعض التصريحات العلنية بشان جدول موضوعات المحادثات التي من المتوقع أن تستمر تسعة أشهر ومن تعليقات للرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه توجد خلافات كبيرة حول قضايا مثل الحدود والأمن. وقال كيري وقد جلس إلى جواره مارتن انديك مبعوثه الذي عينه حديثاً لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وهو سفير سابق لدى اسرائيل "ليس سراً أن هذه عملية صعبة. لو كانت سهلة لكانت حدثت قبل وقت طويل." وأضاف كيري قائلاً: "توجد خيارات صعبة كثيرة أمام المفاوضين وأمام الزعماء ونحن نسعى إلى حلول وسط معقولة لقضايا صعبة ومعقدة ومفعمة بالمشاعر والقيم الرمزية."وضم الوفد الإسرائيلي في المحادثات تسيبي ليفني وزيرة العدل واسحق مولخو وهو مساعد مقرب لنتنياهو. وفي الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات ومحمد اشتيه. وفي مقابلة مع تلفزيون رويترز عبرت ليفني عن بعض الأمل بشأن المحادثات قائلة: "هذا ليس معروفاً نسديه للولايات المتحدة أ للفلسطينيين.. هذا شيء نحتاج إلى أن نفعله." وتسعى الولاياتالمتحدة للتوسط في اتفاق يتعلق بحل الدولتين تقوم بموجبه بشكل سلمي إلى جانب دولة اسرائيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.وتشمل القضايا الرئيسية التي يلزم حلها لانهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاماً قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.ويعتبر استئناف محادثات السلام إنجازاً لكيري الذي قام بست جولات إلى المنطقة في الشهور الأربعة المنصرمة ليقنع الطرفين بذلك. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجانبين في بيان على التفاوض بنية حسنة. وقال: "الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق. وأنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين. "الولاياتالمتحدة مستعدة لدعمهم طوال المفاوضات." واشار انديك الذي عمل في السابق مبعوثاً رفيعاً لأمريكا للشرق الأوسط وعمل مرتين سفيراً لبلاده لدى اسرائيل إلى أن أحداً لم يتوقع تقريباً نجاح كيري حين بدأ جهوده لاحياء المفاوضات هذا العام. وقال انديك موجها حديثه إلى كير "لقد قبلت التحدي حين كان معظم الناس يرون أنك في مهمة مستحيلة." وانديك خبير بالجهود الأمريكية لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد كان مسؤولاً رفيعاً في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي أشرفت على قمة فاشلة في 2000 تفجرت بعدها أعمال العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية. وانهارت المحادثات المباشرة السابقة في 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الأرض المحتلة. وخلال المحاولات السابقة لحل الصراع الممتد منذ عقود سعى المفاوضون لتجنب الوصول لطريق مسدود واندلاع أعمال عنف من خلال تناول خلافات أقل حدة أولا وتأجيل القضايا الصعبة مثل مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال سيلفان شالوم الوزير الاسرائيلي والعضو في حزب ليكود اليميني لراديو الجيش الاسرائيلي إنه سيجري هذه المرة "التفاوض في ذات الوقت على كل القضايا التي تمثل محور أي اتفاق دائم." وقال ياسر عبد ربه المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية إن خطاب الدعوة الذي أرسلته الولاياتالمتحدة لحضور محادثات واشنطن لم يحدد أي الخلافات التي سيجري بحثها. لكن عبد ربه قال لإذاعة صوت فلسطين:"من حيث المبدأ صحيح أن يبدأ البحث في قضايا الحدود والأمن." ووافقت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد على الإفراج عن 104 سجناء فلسطينيين في قضايا أمنية على مراحل فيما وصفته بأنها بادرة على حسن النوايا. وما زال آلاف آخرون قابعين في السجون الاسرائيلية. وقال كيري لدى اختياره انديك إنه اختار شخصاً له دراية عميقة بالمنطقة ويحظى بثقة الجانبين.