ارتفعت حدة التوتر أمس داخل ميداني رابعة العدوية والنهضة، خصوصا بعد أنباء عن فض الاعتصام في أية لحظة، بعد القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع الوطني أمس الأول، حيث حذرت وزارة الداخلية المصرية أمس من مغبة إقدام معتصمي رابعة على اقتحام قاعة المؤتمرات في مدينة نصر، وقالت في بيان رسمي أمس وحصلت «عكاظ» على صورة منه «توافرت معلومات عن اعتزام عدد من أنصار جماعة الإخوان المعتصمين في رابعة اقتحام قاعة المؤتمرات، لذا فإن الأجهزة الأمنية سوف تتصدى بكل قوة وحسم لتلك المحاولات، ولن تسمح بمثل تلك الممارسات التي تعد انتهاكا لسيادة الدولة وتهديدا لمصالح الشعب». وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية أن إجمالي عدد الجثث المنقولة من منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة، وبها آثار تعذيب أدت إلى الوفاة بلغت 11 جثة، ست من ميدان النهضة، وخمس من رابعة. وأضاف المصدر في بيان رسمي أن عدد المواطنين الذين تقدموا ببلاغات للأجهزة الأمنية بتعرضهم للتعذيب داخل ميداني النهضة ورابعة العدوية، وصل إلى 10 مصابين، ثلاثة في النهضة، وسبعة في العدوية، حيث اتهموا عناصر الجماعة بالتعدي عليهم. وكانت الأجهزة الأمنية قد تمكنت من كشف غموض واقعة العثورعلى ثلاث جثث مجهولة الهوية بها آثار تعذيب داخل قطعة أرض فضاء بمنطقة العمرانية محافظة الجيزة، حيث تم تحديد شخصياتهم، وكذا تحديد المتهمين وضبط أحدهم ويدعى أحمد كمال محمود كامل، مقيم في منطقة بولاق الدكرور، وهو من المنتمين لجماعة الإخوان، والذي اعترف بأنه وآخرين من معتصمي ميدان النهضة بالجيزة جار ضبطهم اشتبهوا في المجني عليهم وسط المعتصمين، وتعدوا عليهم بالضرب في إحدى الخيام، وتخلصوا منهم بإلقائهم في مكان العثور على جثثهم، وأنه احتفظ بهاتف أحد المجني عليهم باعتباره حقا له كغنيمة. وتزامن ذلك مع طلب نيابة مدينة نصر بسرعة تحريات الأمن الوطني، حول بلاغات سكان رابعة العدوية لوجود أسلحة داخل خيام المعتصمين كما طلبت النيابة من هيئة الطرق تقريرها عن وجود قطع للطريق، على يد المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول. واستمع إبراهيم لاشين وكيل أول نيابة مدينة نصر لأقوال عدد من سكان رابعة العدوية، المتضررين من اعتصام أنصار الرئيس المعزول بالمنطقة. وأكد سكان رابعة العدوية أمام النيابة أن حياتهم تحولت إلى جحيم بسبب الاعتصام، فأطفالهم لا يستطيعون النزول إلى الشارع، منذ شهر خوفا عليهم وأصيبوا بحالة نفسية سيئة. وأضاف السكان أنهم لا يمتلكون شققا أخرى للعيش فيها، مؤكدين أن أنصار المعزول يحتلون مداخل منازلهم ويقضون حاجتهم بها، مما أدى إلى انبعاث رائحة كريهة لا يستطيعون تحملها بالإضافة إلى تفتيشهم يوميا في الدخول والخروج مما جعل الحياة مستحيلة في المنطقة، وطالب سكان رابعة بفض اعتصام أنصار مرسي. من ناحية أخرى بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض عليهما، بدأت النيابة العامة المصرية تحقيقاتها مع أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والمحامي عصام سلطان نائب رئيس الحزب، في القضايا الصادر فيها بحقهما أوامر ضبط وإحضار لاتهامهما بالضلوع في وقائع التحريض على العنف والقتل التي شهدتها مصر مؤخرا. وكلف المستشار مصطفى خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، فريقا من محققي النيابة برئاسة أحمد حنفي، بالتوجه إلى سجن طرة لبدء التحقيقات مع عصام سلطان في قضايا تتعلق باتهامه بالتحريض على القتل والشروع في القتل والتعذيب بحق 3 مواطنين، والتحريض على حرق مقر إحدى الشركات الحكومية، والتحريض على أحداث العنف الدامية التي جرت أمام دار الحرس الجمهوري. كما كلف المستشار ياسر التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية، فريقا من محققي نيابة قسم الجيزة برئاسة حاتم فاضل، بالتوجه أيضا إلى سجن طرة لاستجواب عصام سلطان وأبو العلا ماضي، في ضوء ما هو منسوب إليهما من اتهامات بالاشتراك بالتحريض على أحداث ووقائع العنف بميدان النهضة وأحداث المصادمات منطقة بين السرايات، التي قتل فيها 23 شخصا وأصيب قرابة 250 آخرين.