يشارك بعض الوافدين من غير المسلمين في شهر رمضان الكريم، سائر المسلمين فيمتنعون لساعات طويلة عن الأكل والشرب في الأماكن العامة استجابة لقرار وزارة الداخلية احتراما لقدسية هذا الشهر الفضيل وتقديرا لمشاعر المسلمين في نهار رمضان، ومنهم من يدفع الفضول إلى صوم يوم كامل على سبيل التجربة فيجدون أنفسهم وقد أشهروا إسلامهم متأثرين بالمعاملة الحسنة، ومنهم من يحرص على تغيير مواعيد تناول الوجبات اليومية لكي توافق المسلمين، وليس بالغريب أن تجد في موائد الرحمن المنتشرة في مختلف مناطق المملكة من غير المسلمين الذين يشاركون الصائمين إفطارهم دون أن يسألهم أحد عن دينهم أو أسباب تواجدهم. «عكاظ» استطلعت آراء بعض من العمالة الوافدة الذين يدينون بغير الإسلام وتعرفت على أوضاعهم خلال الشهر الكريم. سعادة كبيرة في البداية، ذكر الوافد جوزيف فلبيني الجنسية، أنه يعمل في أحد المستوصفات، ويشعر بسعادة كبيرة بحلول شهر رمضان المبارك بالرغم من كونه غير مسلم، وقال «أحرص خلال شهر رمضان على عدم تناول الطعام أمام الصائمين، وأحاول جاهدا تغيير مواعيد الوجبات المعتادة قبيل رمضان لكي لا أقع في الحرج مع أصدقائي المسلمين في العمل. وأضاف جوزيف «تاثرت كثيرا باجتماع المسلمين من كل الجنسيات على سفرة واحدة في وجبة الإفطار». أما (سيسي) عاملة منزلية من جنسية إثيوبية، فقد اضطرت إلى تغيير مواعيد تناول الطعام خلال شهر رمضان احتراما لمشاعر من أعمل لديهم، ولا أتناول الطعام في نهار رمضان، ويعجبني كثيرا اجتماع أفراد الأسرة حول وجبة الإفطار مع حلول أذان المغرب. وقال الوافد راجو (هندي الجنسية) إنه أمضى نحو 14 عاما في المملكة، ويضيف: أمارس عملي بشكل طبيعي خلال شهر رمضان وأقدر مشاعر زملائي في العمل، لذلك أتحاشى الأكل أو الشرب أمامهم، ويتابع: نتشارك مع أصدقائنا المسلمين في نفس السكن والأكل والشرب، وهذا أكثر ما شدني، كما أعجبني تعامل المسلمين في هذا الشهر، لذلك تعود غير المسلمين على أسلوب العمل والحياة في رمضان. احترام متبادل وأبدى (سريما) عامل نظافة من الجنسية النيبالية، إعجابه بمعاملة المسلمين لغير المسلمين، وقال: أمضيت تسع سنوات في المملكة، وتعودت على نمط الحياة في المملكة، وروحانية هذا الشهر تستميلنا إلى الدخول في الإسلام، وشخصيا أشارك الصائمين إفطارهم في السفر الرمضانية ولم أجد من يسألني عن ديني أو يمنعني من تناول الطعام. من جانبه يروي (هاري، ينتمي لديانة بوذية) أنه يعمل في المملكة منذ أكثر من عامين، وقال: وجدت بيئة العمل هنا جميلة، وتأكد لي أن المسلمين يحترمون معتنقي الديانات الأخرى ولديهم الإيمان بالاحترام المتبادل، وشهر رمضان منحني فرصة التعرف على طرق المسلمين ومنهجهم في العبادة وحب الغير والتماسك فيما بينهم، وأضاف: أشعر براحة كبيرة بالعمل في رمضان بسبب تقليل ساعات العمل إلى ست ساعات. وبين «كيم» من الجنسية النيبالية ويدين الهندوسية أن شهر رمضان الكريم يختلف عن بقية أشهر السنة بعاداته وتقاليده لدى المسلمين، مضيفا أنه حين قدومه إلى المملكة لم يكن يعرف شيئا عن الإسلام، وبدأ التعرف على تلك العادات والالتزام بالأنظمة والقوانين وذلك بمراعاة مشاعر المسلمين في الشارع والعمل والسكن حتى بدأ بمشاركتهم بأكلهم وطقوسهم بشكل طبيعي. وأضاف «أحرص خلال شهر رمضان على تغيير مواعيد تناول الوجبات اليومية، وبما يتوافق مع الصيام»، مبينا سعادته الكبيرة بهذا الشهر بالرغم من كونه غير مسلم، وقال: العمل خلال شهر رمضان لم يكن بتلك الصعوبة في ظل تقليل ساعات الدوام الرسمي، وذكر أن النفس تهفو إلى تجربة الصيام مع المسلمين لأن الكثير من الأطباء ذكروا فوائده الطبية. التقيد بالأنظمة من جهته، بين جون فلبيني الجنسية (مسيحي) ، مقيم في المملكة منذ ثلاث سنوات أنه وجد التعامل الراقي واللطيف من قبل المسلمين، وأضاف: تجذبني شعائر المسلمين الدينية، وكان هذا دافعي للتعمق أكثر في هذا الدين الذي تمتزج فيه روح الأخوة وخاصة عند اجتماعهم على موائد الإفطار في شهر رمضان، وكان هذا دافعا لي لمحبتهم أكثر والتقرب منهم، ولي أصدقاء من نفس الجنسية يدينون بالإسلام، وذكر أنه يتقيد بالأنظمة وعدم المباهاة بالأكل أو الشرب أو نحو ذلك، احتراما لمشاعر المسلمين خلال شهر الصيام، وقال «لم أسمع ولم أعرف عن الإسلام شيئا إلا بعد قدومي للمملكة، فتعرفت على الكثير من المسلمين وزادني الدافع إلى الاطلاع والقراءة لمعرفة هذا الدين القويم ويحدوني الأمل إلى أن أكون مسلما في ذات يوم لاتصف بهدي المسلمين وتعاملهم القويم. وبينت (سيتا) عاملة منزلية من الجنسية الفلبينية أن الاحترام النابع من العوائل الإسلامية في المنزل جعلني ألتزم معهم في الصيام برغم أنني أدين بالمسيحية وباختلاف ديانتي عن النهج الإسلامي إلا أن التعامل فرض علي أن أكون ملتزمة في عادات العائلة التي أعمل في منزلهم. وذكر سومنتا الذي يعمل سائق معدات ثقيلة ويدين بالديانة الهندوسية أنه يحبذ مشاركة المسلمين مأدبة الإفطار في الأماكن المخصصة لتفطير الصائمين من المسلمين وكرم المسلمين في عدم سؤالي عن أنني مسلم أو غير مسلم هو من غير لدي الطابع الذي أخذته قبل مجيئي إلى المملكة، وقال «من خلال مشاركتي وجبة الإفطار تعرفت على فضائل الشريعة الإسلامية وهو الاتصاف بالخلق ومحبة الآخرين». المعاملة الحسنة إلى ذلك، أوضح الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي عضو مجمع الفقه الإسلامي، أن العمالة غير المسلمة تجب معاملتهم معاملة حسنة، وأن يأخذوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، قال الله تعالى (لا ينهاكم اللّه عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم...) وهذه الآية القرآنية دليل واضح بحسن المعاملة، فيما أكدالشيخ فهد الصوينع مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبحائل دخول 32 وافدا إلى الإسلام في منطقة حائل خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، ويضيف «برنامج وجبة دعوية لتفطير الصائمين من الوافدين (مسلمين وغير مسلمين) يشمل إلقاء المواعظ الدينية باللغات المختلفة للمستفيدين من التفطير». وأكد الشيخ الصوينع تأثر الكثير من غير المسلمين بحسن التعامل في المنازل أو في المجتمع الإسلامي، كما يتأثر أكثر من أراد دخول الإسلام بشعيرة الصوم في هذا الشهر المبارك، وقال «لمكاتب الجاليات دور كبير في جذب غير المسلمين للدخول إلى الإسلام، مبينا وجود أربعة مكاتب لتوعية الجاليات في حائل، مشيرا إلى حاجة هذه المكاتب لدعم المواطنين حتى تحقق أهدافها.