اتفق القائمون على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمملكة على نجاح مشروع تفطير الصائمين التي يقيمونها، وذلك للنتائج الكبيرة التي حققها هذا العمل الخيري في شهر رمضان المبارك. وأثره على المسلمين الجدد خاصة. وقدم المشايخ مسؤولي المكاتب التعاونية مجموعة من المقترحات لتطوير مشروع إفطار الصائم. «الجزيرة» رصدت تلك الرؤى وكانت على النحو التالي: جوائز مغرية يقول مدير المكتب بجبة بمنطقة حائل سالم خميس الثويني: إن الطريق الأمثل لتطوير إفطار الصائم هو إبرازه في مكان عام والإعلان عنه مبكرا وإقامة الكلمات قبل الإفطار مع وضع جوائز للحضور يوميا وإقامة مسابقة ووضع جوائز لها مغرية تسلم في نهاية الشهر وكذلك لا يمنع من أراد الحضور من غير المسلمين. دعوة غير المسلمين أما مدير المكتب بمحافظة البدائع بمنطقة القصيم محمد بن صالح المطيري فيؤكد أن السبيل الأمثل لتطوير مشروع إفطار الصائم الذي تقوم به أغلب المكاتب التعاونية يدعى لحضوره غير المسلمين ليشاهدوا هذا الجمع المبارك. تصحيح العقائد ويوضح مدير المكتب بالرين بمنطقة الرياض سعد بن عبدالله بن بجاد: الأثر على الجاليات عموماً أثر بارز في تصحيح العقائد والتحذير من البدع وتفقيههم في أمور الدين واجتماع المسلمين وتكافلهم, وأما على المسلمين الجدد فهو من أبرز الأسباب للإسلام والثبات عليه بإذن الله وضرورة تطوير مشاريع الإفطار والارتقاء بمستواها خاصة دعوياً وسلوكيا مما يسهم بشكل فاعل في أمن هذا البلد المعطاء. حسب الإمكانات ويبين مدير المكتب بالعزيزية بمدينة الرياض حمد بن عبدالعزيز العتيق: أن مشروع إفطار الصائم وتطويره يعود إلى ظروف كل مكتب وموقعه الجغرافي وظروفه وإمكانيته المادية، فكل يطور حسب نياته ولكن يبقى أنه أرض خصبة لنشر الإسلام الصحيح المتسامح الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق. ولكن هنا خاطرة أمل أن لا يطغى جانب الدعوة بالتوجيه والكلام والمحاضرات على جانب الكرم ولين الجانب وحسن المعاملة في مشاريع إفطار الصائم حتى لايشعر غير المسلم أو الصائم عموماً بشيء من الاستهداف في هذا المشروع. فقول ومعروف ومغفرة خير من صدقة لها أهداف. الناتج ضعيف ويجزم مدير المكتب في سكاكاالجوف حمدان بن محارب الوردي أن برنامج إفطار صائم الذي تقوم به المكاتب التعاونية, وأن الناتج الدعوي الحاصل من هذا البرنامج قد يكون ضعيفاً لأن البرنامج يحتاج إلى تركيز أكثر، وذلك لوضع خطة تستهدف فقط المسلمين الجدد, والمشكلة التي تواجهها المكاتب التعاونية أن المسلمين الجدد قد يكونون متفرقين في أماكن عدة. دعم خاص أما مدير المكتب بمحافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة محمد مزعل الرشودي فقال: توفير دعم خاص لهذا المشروع أو يخصص من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد له تأثير كبير جداً. امتلاك أرض ويشير مدير المكتب بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية جمعة بن مبارك الرميحي: إن امتلاك أرض وإنشاء البنية التحتية اللازمة لاستخدامها لسنوات وقد لوحظ أثره البالغ على المسلمين الجدد من خلال تواجده مع الدعاة لمدة 30 يوماً يقوم بالتعلم والثبات على الدين. خطوات للتطوير أما مدير المكتب بسلطانة بمدينة الرياض عبدالله بن ناصر الصالح فقال: يعتبر مشروع تفطير الصائمين من المشاريع الناجحة بحمد الله تعالى وفضله، وله أكبر الأثر على كل المساهمين فيه. وللمكاتب دور كبير في هذا المشروع الذي يعتبر فرصة لإظهار أخوة المسلمين وتكاتفهم، وله أثر كبير على حديثي الإسلام حيث يرى الشخص إخوانه من مختلف الجنسيات والطبقات معه على مائدة واحدة لا فرق بينهم. وقد كان لمشهد الإفطار أثر على بعض غير المسلمين ممن يحضرونه مما كان سبباً في إسلامهم. ويمكن تطوير هذا المشروع واستثماره من خلال استغلال المشروع في الدعوة إلى الله تعالى واستنفار كل الطاقات والإمكانات المتاحة للاستفادة من هذا المشروع دعوياً وتربوياً واجتماعياً، ترتيب البرامج الدعوية وتنويعها وطرحها بالأسلوب الأمثل الذي يناسب الحضور، تشجيع الحاضرين ومحاولة ربطهم بالدروس المصاحبة للإفطار عن طريق وضع حوافز وجوائز تقدم للمتميزين منهم ومن الحوافز الرحلات الترفيهية ورحلات العمرة وما شابه ذلك ووضع الإعلانات المناسبة لها، دعوة سكان الحي للمشاركة في هذا المشروع طلباً للأجر واستشعاراً للأخوة الإسلامية وتربية لأبنائهم على أعمال البر، والإسهام في المشاريع الخيرية، وتبادل الخبرات مع المكاتب الأخرى للاستفادة من كل فكرة إيجابية، وتلافي السلبيات. صالات خاصة ويقول مدير المكتب بالخبراء بمنطقة القصيم محمد بن عبد الله العطيفي: إن السبيل الأمثل لتطوير مشروع إفطار الصائم يكمن في وضع أماكن مخصصة (صالات) لتفطير الصائمين حيث يوجد لدينا ولله الحمد (5) صالات مجهزة لإفطار الصائمين، والتعاون بين جميع الجمعيات الخيرية على أن تقوم جهة واحدة برعاية المشروع، والدعم المادي من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة، والإشراف من وزارة الصحة على موائد الإفطار، ومنع إقامة أي مواقع لإفطار الصائمين غير تلك التي يشرف عليها مكتب الدعوة. وجبات للمسافرين أما المدير التنفيذي للمكتب بمحافظة شقراء بمنطقة الرياض إبراهيم بن عبدالرحمن الشويعر فقال: بالنسبة لنا في مكتب الدعوة فقد اتبعنا طريقة في مشروع التفطير الأولى تشمل توزيع وجبات للمسافرين حيث إن محافظتنا على طريق المعتمرين تحتوي على وجبات مغلفة صحية وبرفقتها نشرات أذكار وبض الأشرطة تكون بعدة لغات حيث يعطى المسافر الوجبة التي تحتوي على اللغة التي يتحدث بها. والثانية: مشروع تفطير الصائم، حيث يقيم المكتب بعد الأذان مباشرة إفطاراً وبعد صلاة المغرب كلمة دعوية بخمس لغات للجاليات لمدة ربع ساعة ثم توزع لهم وجبة العشاء، وهذا ظهر له أثر على الجاليات المسلمة وغير المسلمة حيث يسود الترابط بين المسلمين، وكذلك لما يرونه من تواصل الشباب السعودي معهم وحسن معاملتهم لهم مما كان له أكثر الأثر في تحبيبهم لهذا الدين. لا للتطوير.. !! ويختلف مدير المكتب في محافظة مرات بمنطقة الرياض محمد بن سليمان اليوسف مع جميع الآراء وأنه لاسبيل لتطويره خصوصاً أنه إفطار ثم صلاة ثم درس ثم عشاء والعمالة في رمضان عملهم في الليل. توجيهات خاصة وأما مدير المكتب بمحافظة رابغ بمنطقة مكةالمكرمة عبدالحميد بن محمد العصلاني فقال: السبيل الأمثل لتطوير مشروع إفطار صائم هو: اختيار وجبات تتناسب مع الجاليات المختلفة مع التمر والماء، وإيجاد شاشة عرض لرؤية المسلمين في الحرم المكي أو المدني أثناء الإفطار, وإيجاد سفر خاصة لغير المسلمين للدعوة إلى الإسلام، مع إعطاء توجيهات خاصة بالصيام من الدعاة حسب الأيام المباركة من شهر رمضان تتحدث عن ( صفة الصوم وصلاة التراويح وصلاة القيام وليلة العيد وزكاة الفطر وأجر الصيام وفوائد الصيام)، وكذلك إعطاء توجيهات في العقيدة الإسلامية لتصحيح المفاهيم المغلوطة على الإسلام، واستقبال استفسارات المسلمين وغير المسلمين والرد عليها، وعمل مسابقات حول شهر الصيام وبعض أمور العقيدة المهمة في حياة الفرد، إضافة إلى عمل حفل معايدة للجاليات المسلمة لإتمام الصيام. دعاة متخصصون ويؤكد مدير المكتب بالسويدي بمدينة الرياض عبد الرحمن بن عبد الله العجلان: أن مشروع التفطير, مشروع مبارك، وله الأثر البالغ في حياة المسلم الجديد الذي سيحس بلا شك بوحدة الشعور بين المسلمين والتحام الصف، وأنه أصبح وإياهم كالقلب الواحد في القالب الواحد، وسيشعر بأنه يعيش في بلده وبين أهله وإخوانه وبالتالي لن يحس بوحشة الغربة، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } (10) سورة الحجرات، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) ولكي تؤتي مشاريع التفطير ثمارها اليانعة وتحقق أهدافها المرجوة، فلابد من تطويرها والارتقاء بها إلى أسمى المقامات، ومن تلك المقترحات التطويرية على سبيل المثال مايلي: استقطاب الدعاة المتخصصين في دعوة الجاليات، لإلقاء الدروس العلمية والكلمات الوعظية على هؤلاء الصائمين، التي تتضمن أحكام الصيام والقيام، وإقامة برامج دعوية للجاليات تصاحب مشروع التفطير، كالمسابقات الثقافية مثلاً وتحفيزهم بالجوائز العينية، وتوزيع الأشرطة والمطويات والرسائل الدعوية بلغة الجاليات تتضمن سماحة الإسلام ومحاسنه، والتعريف بأحكام الصيام والقيام، والعقيدة السلفية الصحيحة، وتنظيم رحلات العمرة الجماعية لهم، وإرسال الدعاة معهم لتفقيههم بمناسك العمرة وأحكامها، وإمدادهم بالكتيبات والمطويات المتعلقة بها, إلى غير ذلك. تآلف المسلمين ويتفق مدير المكتب في الروضة بمدينة الرياض صالح بن عبدالله الدليقان مع الرأي السابق على أن تفطير الصائمين من المشروعات الناجحة لعدة أسباب منها: أجر إفطار الصائم، وإطعام الطعام، وتجمع الجاليات لدعوتهم وتوعيتهم، وتآلف المسلمين غنيهم وفقيرهم، ورفع روح المحبة بين الجاليات والمواطنين، والسبيل الأمثل لتطوير مشاريع إفطار الصائمين يتمثل في وضع خطة واضحة الأهداف والبرامج والقياس، وتوزيع المواد الدعوية المناسبة من كتب وأشرطة وإجراء المسابقات، وإلقاء الدروس الممنهجة والتي تمس حاجة الجاليات المسلمة، مع التنظيم والترتيب الجيد للمكان وتقديم تغذية جيدة. دعم جيد ويشير المشرف العام على المكتب بخميس مشيط بمنطقة عسير د. عبدالله بن هادي القحطاني أن البرنامج يحظى بدعم جيد، وأيضاً برامج متنوعة وهادفة وتتميز بنوع من الترفيه المباح، وأيضاً يكون الهدف هو تغذية الروح، إضافة إلى تغذية البدن، وقد رأينا أثر البرنامج خلال سنوات عدة على المسلمين الجدد وحتى مع غير المسلمين وحرصهم على الدخول في الإسلام لما يرون من مظاهر الوحدة والمحبة بين المسلمين. اختيار الأماكن وبين رئيس مجلس إدارة المكتب بمحافظة حوطة بني تميم بمنطقة الرياض علي بن إبراهيم الرويغ السبيل الأمثل لتطوير مشروع إفطار الصائم، وإيصال فكرة مشروع تفطير الصائم للمجتمع. وذلك بأن يكون مخطط للمشروع تخطيط محدد ومقنن من حيث: توفير وجبات مناسبة في أماكن مناسبة من حيث النظافة والتكييف، واختيار الأماكن التي يتواجد فيها أكثر عدد من الجاليات، وتوعية الجاليات بفضل الصوم وعظم منزلة الصائم عند الله تعالى، مع دعوة جميع الجاليات من قبل دعاة المكتب وذلك بالترغيب في الإفطار الجماعي وذلك ليصل المكتب إلى الفائدة المرجوة من مثل هذا المشروع. إشراف يومي ويؤكد مدير المكتب بمحافظة ثادق بمنطقة الرياض محمد بن عبدالعزيز السويلم أن مشاريع إفطار الصائم من المشاريع الناجحة للمكاتب التعاونية التي حققت نتائج مباركة في لم شمل الجاليات ومن خلالها دعوة غير المسلمين لدخول الإسلام، وإبراز المعاني الطيبة والقيم الإسلامية النبيلة للإسلام. والسبيل الأمثل لتطوير هذه المشاريع هو وضع مشرفين على هذه المشاريع بإشراف يومي يلاحظ من خلاله ويعالج الأخطاء التي تقع فيها الجاليات خلال وجبة الإفطار أو الطعام الزائد. وكذلك وضع خطة قبل حلول شهر رمضان _ وتحديد الموضوعات والدروس والكلمات الموجهة لهم في هذا الشهر المبارك. والاستفادة من التقنيات الحديثة في عرض المادة الدعوية لأن الجاليات مثلها مثل غيرها قد تأثرت بالعولمة ورياحها فالواجب الاستفادة منها في دعوتهم، وبيان فضل الصيام وأحكامه والأخطاء التي يقع فيها الصائمون. والاستفادة القصوى من هذا المجتمع الرمضاني المبارك وفي هذا توسعة لأفق المسلمين الجدد في بيان سماحة الإسلام.