حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من ظلم المعقبين والكفلاء للعمالة الوافدة، لافتا إلى أن تحميلهم التبعات ومساومتهم على البقاء فترة طويلة ظلم وعدوان وأكل مال بالحرام. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض: عندما سعت الدولة في تصحيح أوضاع إخواننا الوافدين وتنظيم العمالة وتخليصها من ظلم الظالمين وتنظيم الأمور كان هذا مقصدا حسنا وغاية نبيلة المقصود منها المحافظة على حقوق العمالة وعدم ظلم بعض الكفلاء لهم، وهذا أمر طيب، تبعه إسقاط الدولة جميع المخالفات عن كل من تقدم لتصحيح الأوضاع حرصا منها على ضبط الأمور والتنظيم والمحافظة على النظام. وأضاف: لكننا ابتلينا للأسف الشديد بالمعقبين وبعض الكفلاء الذين يضرون بهذا العامل المسكين ويحملونه ما لا يطيق ويساومونه على بقائه بأموال طائلة، وهم لم ينفقوا إلا القليل، فيطالبوا هذا المسكين بمبالغ طائلة يتحملها ديونا؛ فالمعقب يأخذ مع من يتفق معه من أي جهة كانت، فأصبح رهينة لتلاعب الكفلاء والمعقبين والمتعاونين معهم الذين لا يبالون حين يأخذون هذه المكاسب أكانت حلالا أو حراما، فأين الرحمة والإحسان والشفقة والحنان، فتكليف العامل ما لا يطيق ويعجز عنه ظلم وعدوان. وزاد «كيف يعقب المعقب أعمالا سيئة ويتواطأ مع من تواطأ ليحملوا هذا المسكين التبعات ويفوزوا بهذه الأموال فيأخذوها ظانين أنها حلال، ولكنها حرام وسحت عليهم، أخذوها وقبضوها بغير حق»، داعيا إلى التوبة وإعطاء الناس حقوقهم والحذر من ظلم العباد، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. وسرد سماحته عددا من صور الزور المنهي عنها، والتي وردت في أحد الأحاديث الشريفة المتعلقة بشهر رمضان، مبينا أن منها إيواء المفسدين والمجرمين والتستر عليهم والحماية والدفاع عنهم مع علمك بفسادهم وشرهم، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من أوى محدثا)، مضيفا «من أنواع الزور نشر الشائعات التي تؤدي إلى زعزعة أمن الأمة وإخافتها»، وقال: الشائعات لا تصدر من قلب فيه إيمان. ودعا آل الشيخ جميع المسلمين إلى أن يجعلوا شهر رمضان فرصة لتغيير الأخلاق السيئة واستغلال الشهر الفضيل في التوبة إلى الله والتضرع إليه والإنابة بين يديه.