تدخلت ثلاث جهات حكومية وأهلية يوم أمس لكشف حقائق استخدام مزارعي المدينةالمنورة لأحماض الكبريت في إنتاج التمور، حيث انضم إلى وزارة الزراعة كل من المركز الوطني للنخيل والتمور ومنظمة الفاو؛ وذلك بعد الأنباء التي تم انتشارها بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي ساهمت في إلحاق خسائر كبيرة تكبدتها سوق التمور في المدينةالمنورة وصلت إلى نحو 90 في المئة، وعلمت « عكاظ» من مصدر موثوق في وزارة الزراعة أن الجهات الثلاث تتبعت مصدر تلك الأنباء، ووصلت إليه؛ وذلك بعد دلائل قدمها مزارعو المدينةالمنورة لفرع وزارة الزراعة في المدينةالمنورة ، وجاء تحرك هذه الجهات بعد أن رصدت جولات ميدانية الإحجام عن شراء تمور المدينةالمنورة في عدد من مناطق المملكة مثل ( جدة، والقصيم، وحائل ) ، كما علمت « عكاظ» أن مزارعي المدينةالمنورة قدموا عددا من الصور التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن موقع التقاط الصورة والذي تم تحديده في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين أن الصورة أظهرت وضع البلح داخل قدر كبير لطبخه ، وهذه طريقة لا تستخدم في منطقة المدينةالمنورة . ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة كشف حقيقة استخدام مزارعي المدينةالمنورة لحمض الكبريت بقصد سرعة نضجه قبل وقته المقرر وهو الأمر الذي نفاه مزارعو المدينةالمنورة ، مؤكدين أن هذا ساهم في تكبدهم خسائر فادحة مطالبين الجهات المختصة بكشف الحقائق. في المقابل، شهدت المدينةالمنورة يوم أمس تجمع عدد كبير من مزارعي المدينةالمنورة، مطالبين بسرعة تدخل الجهات المختصة لإيضاح الحقائق ومحاسبة المتسببين في نشر معلومات مغلوطة عن عملية إنتاج تمور منطقة المدينةالمنورة ، وحدد المزارعون العالم في أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل الدكتور فهد الخضيري المسؤول الأول عن تلك الخسائر؛ وذلك من خلال حديثه عن عدم شراء الرطب والتمور قبل يوم 25 يوليو ، حيث أورد أن المزارعين يقومون برش الكبريت للمساهمة في نضج الثمار قبل وقتها، مؤكدين أن ما ينطبق على مناطق أخرى لا ينطبق على المدينةالمنورة ، وهو مايدل على عدم علمه بآلية نضج التمور في المدينةالمنورة ، وذكروا أن حديث الخضيري تم تداوله بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ضاعف الخسائر ، وكشف ل«عكاظ» الدكتور فؤاد الشريف رئيس لجنة التمور في الغرفة التجارية في المدينةالمنورة أن ما تم تداوله عن استخدام حمض الكبريت في تمور المدينةالمنورة هو أمر مخالف للحقائق، مؤكدا أن الكبريت يتم استخدامه على نطاق ضيق لمقاومة الآفات وتحديدا مايعرف بالحلم الغباري ، مؤكدا أن تمور المدينة يتم إنتاجه بطرق طبيعية جدا ، وأضاف الشريف أن مفعول الكبريت لا يستمر أكثر من 15 يوما، و أن الكبريت مبيد وقائي يتم وضعه على جذوع النخيل والثمرة قبل نضج التمور ولاعلاقة له بالنضج. وذكر العميد محسن الردادي أن الكبريت علاج لبعض الآفات الزراعية بما فيها ثمار النخيل ، نافيا استخدام الكبريت في نضج التمور بشكل أسرع، وأضاف أن الكبريت قبل أن تتلون الثمار ، وذكر أنه يستخدم للوقاية فقط. في المقابل أكد رئيس اللجنة الزراعية في غرفة المدينة أن تمور المدينة تنضج يوم 5 يونيو وهو أواخر شهر رجب ، وذكر أن ما تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي مخالف للحقيقة تماما. في المقابل قال مدير الجمعية التعاونية الزراعية في المدينةالمنورة المهندس حمود عليثة الحربي «إن المنطقة من المناطق المبكرة في إنتاج التمور على مستوى المملكة، وهو بشائر ثمار النخيل في المملكة» ، وأضاف أن ما ذكره الدكتور الخضيري أشعر الناس أن تمور المدينة نضجت قبل موعدها من خلال استخدام أحماض الكبريت، وذكر أن الكبريت مادة غير عضوية، وتستخدم في الأساس قبل الإثمار كوقاية من بعض الآفات التي تصيب التمور.