أبدى مراقبون سياسيون وخبراء استراتيجيون ارتياحهم من تشكيل الحكومة المصرية المؤقتة، برئاسة الدكتور حازم عبدالعزيز الببلاوي، منوهين بالأبعاد الإنسانية لدعم المملكة، باعتبار ما يربط بين البلدين من علاقات تاريخية واجتماعية. وفي الوقت ذاته، دعوا إلى جملة من الخطوات الكفيلة بإخراج مصر من المأزق الذي تعيشه، والذي يأتي في طليعته الوضعان الاقتصادي والأمني، بما يحقق الاستقرار في أرجاء البلاد، ويوجد الحياة الكريمة للمواطن المصري. وأكد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر أن حكومة الببلاوي سوف تكسب مشروعيتها، كونها حكومة «تكنوقراط» وحكومة أداء عالية جدا، قادرة على تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وانتفاضة 30 يونيو، وذلك إن تغلبت على التحديات والصعوبات الراهنة، واستطاعت تلبية الاحتياجات المعيشية للشعب المصري، منوها بالأبعاد الإنسانية لدعم المملكة حكومة الببلاوي، لما يربط بين البلدين من علاقات تاريخية واجتماعية حميمية. وقال إنه بالرغم من وجود تأثير سلبي طفيف على مسار الحكومة المؤقتة بسبب انعدام وجود بعض القوى السياسية والأحزاب فيها، إلا أن ذلك التأثير يزول بمجرد شعور المواطن المصري بأن مطالبه تحققت، وأصبح الخبز متوفرا، والوقود والغاز متاحا بسهولة، وحركة النقل البحري تسير بسلاسة، لافتا إلى إمكانية استمرار هذه الحكومة، وخروجها من صفة «المؤقتة» بحسب النتائج التي تثبتها في الوقت الراهن. وأشار ابن صقر إلى أهمية الوضع الأمني في تسيير الانتخابات المبكرة، مؤكدا أن استقرار الوضع واستتباب الأمن يأتيان في طليعة التحديات التي تواجهها الحكومة الحالية، ومستشهدا بالوضع في العراق، حيث تأجلت فيه الانتخابات خمس مرات بسبب تردي الوضع الأمني العام في أرجائه. وأكد الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي قدرة الحكومة المؤقتة في التغلب على الظروف الراهنة، إذ تلاحظ الدقة في تشكيلها باحترافية وفنية عالية، من وزراء اختصاصيين، تتوفر لديهم متطلبات تسيير شؤون البلاد، واصفا إياها ب«الحكومة المثالية في هذه المرحلة»، ومشيرا إلى ما يتمتع به رئيسها الدكتور حازم الببلاوي من خبرة مديدة، سواء كرئيس وزراء سابق، أو مستشار في دولة الإمارات. وبين أن من الأولويات التي يجب أن تأخذ بها الحكومة المؤقتة بحكم الوضع الراهن، هو فك الاختناقات اليومية عن المواطن المصري، على أن لا يشعر بنقص المحروقات والمواد الغذائية، وأن لا يشعر السائح القادم إلى مصر بفقد الأمن وانعدام الاستقرار وصعوبة إيجاد مناخ ملائم لممارسة الحياة الطبيعية. وحول موقف بعض الأحزاب الإسلامية، قال التواتي «إنه بعد تشكيل الحكومة المؤقتة تأتي مرحلة الدستور والتصويت عليه، وهنا أعتقد دخول الإخوان وبعض التيارات الإسلامية، إذ لا تجد أمامها سوى المشاركة، وإلا اختارت لنفسها التهميش بذاتها». ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور خالد الدخيل أن إخراج مصر من الأزمة الحالية أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، وهو من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الحالية، خصوصا بعد التجاوز على النظام السياسي القائم، رغم فشل تجربة الإخوان في الحكم، وأن محمد مرسي غير مهيأ لإدارة ورئاسة دولة مثل مصر، وقال «شخصيا، لو أنني مصري وشاركت في الانتخابات لما أدليت بصوتي لصالح الإخوان». ولخص السبل الكفيلة للخروج من المأزق الحالي، واستحضار الاستقرار العام وإعادة الحياة إلى طبيعتها في تفعيل المصالحة، من خلال أربع خطوات، تكمن في صدق موضوع المصالحة التي دعت إليها الرئاسة، إطلاق سراح مرسي، إيقاف سلسلة التحفظ على رموز الإخوان وغيرهم، وإجراء مفاوضات واسعة على عناصر الموضوعات المطروحة على طاولة المصالحة.