تباينت مواقف القوى السياسية المصرية تجاه تسمية الخبير الاقتصادي، الدكتور حازم الببلاوي، رئيساً للوزراء خلال المرحلة الانتقالية، ففيما تجنب الإخوان المسلمون التعليق على القرار استناداً إلى رفضهم الوضع الانتقالي برمّته، ومطالبتهم بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، أبدى حزب النور السلفي ارتياحه لاختيار الببلاوي رئيساً للحكومة، فيما تحدث قيادي ليبرالي عن تحفظات حول آلية الاختيار. وأرجع الإخوان رفضهم التعليق على الإجراءات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة إلى عدم اعترافهم بأوضاع ما بعد الثالث من يوليو، وهو اليوم الذي أعلنت فيه قيادة القوات المسلحة المصرية الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. من جانبه، أكد القيادي في حزب النور السلفي، الدكتور شعبان عبدالعليم، أن الحزب لا يمانع في تولي الببلاوي رئاسة الوزراء لكونه بعيدا عن العمل السياسي ومستقلا إلى حد كبير رغم انتمائه إلى الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي. وأوضح عبدالعليم ل «الشرق» أن الحزب، الذي شارك في رسم خارطة الطريق بعد عزل مرسي، يرى أن الببلاوي اختيار أفضل من المرشحَين السابقين محمد البرادعي وزياد بهاء الدين لكونهما منخرطين في جبهة الإنقاذ المعارضة للرئيس المعزول وجماعة الإخوان. وأضاف أن «النور» علق مشاركته في خارطة الطريق بعد أحداث دار الحرس الجمهوري أمس الأول «لكن انسحابه لا يعني وقف تنفيذها لأن الحزب لا يمسك بكل خيوط اللعبة السياسية»، حسب تعبيره. وعن تسمية البرادعي نائباً للرئيس المؤقت للعلاقات الخارجية، قال عبدالعليم إن الحزب كان يعترض على تسميته رئيساً للوزراء لكنه لم يتخذ موقفاً بعد من اختياره كنائبٍ للرئيس، وإن ألمح إلى إمكانية موافقته على هذا القرار. وفي سياقٍ متصل، أشار عبدالعليم إلى عدم وجود أية اتصالات بين «النور» وحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، وأرجع ذلك إلى «إصرار الإخوان على عودة الدكتور مرسي إلى موقع رئيس الجمهورية». بدوره، تحفظ القيادي في حزب الدستور الليبرالي، باسل عادل، على تسمية الببلاوي رئيساً للوزراء، لافتاً إلى عمره البالغ 77 عاماً. كما أبدى عادل، الذي كان عضواً في مجلس الشعب السابق، تحفظه على آلية الاختيار، وقال إنها لا تعتمد على التشاور مع الأحزاب والقوى السياسية وتفتقر إلى التخطيط الجيد. إلى ذلك، قال الإعلام الرسمي المصري أمس الثلاثاء إن حازم الببلاوي سيعرض مناصب وزارية في الحكومة الجديدة على أعضاء في حزب الحرية والعدالة وعلى حزب النور السلفي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن متحدث رئاسي قوله «لا مانع على الإطلاق من انضمام عناصر من هذين الحزبين إلى هذه الحكومة».