ما أن يهل شهر رمضان المبارك، حتى تنتشر الاكشاك التي تبيع البليلة والترمس، في مظهر ألفه أهالي طيبة الطيبة منذ عشرات السنين، وبات لا يخلو اي حي من بسطة تقدم تلك المأكولات الشعبية، التي يتناولها الأهالي ساخنة بعد إضافة التوابل والبهارات والمخلل عليها. وأوضح بائع البليلة قاسم محمد انه يبدأ في عمله بعد المغرب وينتهي من تحضير البليلة بعد صلاة العشاء، ليشرع في عمله بعد التراويح، لافتا إلى أنه يحرص على تقديمها للزبون طازجة وساخنة. وذكر أنه يزاول هذا النشاط منذ أكثر من 10 سنوات، ملمحا إلى أن دخله يزيد عاما بعد آخر، بفضل الله تعالى، ثم بالإقبال المتزايد على ما يقدمه من بليلة وترمس. وقال: إذا كان صاحب كشك البليلة من سكان الحي تجد أن جيرانه يفضلون الشراء منه، لثقتهم فيه ودعمهم له، مشيرا إلى أن أسعار البليلة مناسبة للجميع، إذ تبدأ بريالين للطبق وتنتهي بخمسة ريالات، واصفا الارباح من البليلة ب «المعقولة والمناسبة». بينما، اعتاد عبدالرحمن غلام كل عام على مزاولة بيع البليلة في كشك صغير في طرف الحي الذي يقطنه، لافتا إلى أنه يعمل ليساعد أسرته في توفير متطلبات الحياة. وأشار إلى أنه تعلم المهنة من والده أطال الله في عمره، وأوصاه على الالتزام بالأمانة والنظافة وتجنب الغش، لافتا إلى أنه يكسب جيدا منذ أن طبق نصائح وإرشادات والده. وقال غلام: اعمل في بسطتي من بعد صلاة المغرب إلى قبيل صلاة الفجر بربع ساعة، ويكون الربح جيدا في أول عشرة أيام من رمضان لإقبال الناس على البليلة بعد غياب. وفي السياق ذاته، ألمح عباس أحمد أنه أمضى أكثر من شهر للبحث عن موقع مناسب يضع فيه كشك البليلة، حتى وفق في ذلك، لافتا إلى أنه يزاول هذه المهنة منذ خمس سنوات. وأفاد أن زبائن البليلة يقبلون عليها في أي وقت وليس لهم زمن محدد، ناصحا الشباب كافة بالإقبال على العمل وشغل وقت فراغهم فيما هو مفيد. في حين، ذكر فاروق خالد أنه اعتاد على تناول البليلة الوجبة الرمضانية الخفيفة، بعد فراغه من صلاة التراويح من كشك البليلة الموجود في الحي، ملمحا إلى أنها تكون طازجة ولذيذة طالما تعدها أيدي سعودية تبحث عن الرزق الشريف. واتفق معه لؤي مدني مبينا أنه يفضل تناول البليلة الممزوجة بالخل والبهارات الحارة التي تجعل مذاقها له طعم فريد، موضحا أنه يتناولها مع اسرته في المنزل. في المقابل أوضح المتحدث الإعلامي في أمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي أن أمانة المدينة ومن خلال الفرق الميدانية تراقب هذه البسطات وتشدد على التزامها بالاشتراطات الصحية وتضبط المخالفين وتنفذ فيهم الاجراءات المحددة في هذا الجانب.