يجسد منسوبو الصحة مثالا حيا في الإيثار والتضحية بتقديمهم الخدمات الطبية للمرضى وتضميد جراح المصابين طوال العام، لكن ذلك يظهر بجلاء خلال الشهر الكريم، حين يحرمون من تناول الإفطار والسحور مع ذويهم في المنازل، متنازلين عن أهم وقت يعيشونه مع أهاليهم ربما على مدى العام، من أجل تقديم الخدمات الطبية للمحتاجين وتوفير سبل الراحة للجميع، سواء في عملهم مع الجهات الأمنية أو الصحية أو الهلال الأحمر، وغيرها من القطاعات الخدمية الأخرى. «عكاظ» عاشت اللحظات الحيوية في غرفة عمليات الصحة في محافظة الطائف، وشاهدت عددا من الأشخاص خلف أجهزة الاتصالات المرتبطة بكافة القطاعات الحكومية الخدمية، يسهلون مهام المرضى المنقولين في الحوادث المرورية وتوجيههم للمستشفيات، حيث يجري تجهيز الإجراءات كافة لهم وتقديم العناية لهم في أقسام الطوارئ. وأوضح المتحدث الإعلامي لصحة الطائف سراج الحميدان أن العاملين في غرف العمليات أو أقسام الطوارئ الخاصة في صحة الطائف يقدمون كافة الخدمات والرعاية للمرضى في أوقات الصيام والإفطار، لافتا إلى أن صميم عملهم يحتم عليهم تقديم ذلك في جميع الأوقات. وأكد أن الإفطار مع الأسرة مطلب للجميع ولكن الرعاية للمرضى شرف كبير لا يضاهيه شرف، لافتا إلى أن رسم الابتسامات على شفاه المرضى أو ذويهم له أجر كبير. إلى ذلك، اعتبر محمد العتيبي في قسم الطوارئ أن العمل في أوقات الإفطار متعب، بيد أن المعاناة تتلاشى حين يدركون أنهم يكسبون الأجر وثواب نظير ما يقدمون من عمل ومساعدة للمرضى في وقت يقضي المواطنون أوقاتهم في راحة مع أسرهم وأبنائهم، وقال: «لكننا نستمتع بهذا العمل ونسعد بمساعدتنا لهم في جميع الأوقات». بينما، يرى محمد الزايدي أن العمل في رمضان له طعم ومذاق خاص، موضحا أنهم على الرغم من حرمانهم من تناول وجبتي الإفطار والسحور مع أسرهم، إلا أنهم سعداء بتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين، وأضاف: «رغم بعدنا عن أبنائنا وقت الإفطار والعمل في المستشفيات أو أقسام الطوارئ إلا أننا سعداء بهذا الواجب الذي نقدمه للمرضى».