نعيش أياما مباركة جميلة في شهر رمضان المبارك، شهر كله خير وعمل، به تكثر الطاعات، أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فأهنئكم جميعا بقدومه، داعيا المولى أن يعيننا على صيامه وقيامه وإحياء لياليه كما يحب ويرضى.. وندرك جميعا ما لهذا الضيف الكريم من واجبات ومستلزمات، تفرض علينا مكانته العظيمة وأيامه المباركة القيام بها؛ استشعارا وتقربا إلى من أنزل كتابه فيه بقوله: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). ومن حكمة خالقنا جل شأنه أن فضل بعض الأزمنة على بعض، فكان شهر رمضان المبارك أفضل الشهور عبادة وأجرا، ففيه نزل القرآن، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات والعتق من النار، وأيضا هو شهر الصبر الذي لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في صيامه. كذلك من الخصائص الملازمة لهذا الشهر الكريم ونلمسها بصورة فريدة في بلادنا الكريمة كثرة الخير وحب الناس لفعله، وفوق ذلك كله فيه ليلة جعل الله العمل فيها خير من ألف شهر، وغيرها من السمات والمزايا التي تميز بها شهرنا الكريم عن سائر وبقية الشهور الأخرى. ذكرت ذلك وهو أمر ليس بجديد عليكم أحبتي وإنما هو من باب التذكير وكسب الأجر من خلاله.. فشهر هذه خصائصه وصفاته حري بنا أن نحرص على استغلال فرصه، واستثمار أوقاته فيما ينفعنا ويرفع من رصيد أجرنا عند خالقنا.. فلنغتنم ذلك.. وكل عام وأنتم بخير.