يتميز صوم شهر رمضان في هذا الوطن - بلاد الحرمين الشريفين - في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بجو روحاني فريد، لا مثيل له، يندر وجوده في أي بقعة من بقاع العالم كله.وصوم شهر رمضان جاء ذكره في محكم التنزيل، قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه" سورة البقرة آية 185 شهد أي "حضر".وقال رسول الهدى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم: "بني الاسلام على خمسة شهادة أن لا اله الا الله وان محمداً رسول الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت".فمع رؤية ثبوت هلال رمضان في كل عام تعم الفرحة بلاد الحرمين الشريفين ويتبادل أهلها عبارات التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك اسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه، رمضان مبارك، جعله الله شهر خير وبركة.وتتردد عبارة اللهم اني صائم لكل من شاتمه أي لا يرفث ولا يصخب.ويكثر في شهر رمضان التزاور بين الأسر والأقارب والأصدقاء لتناول الافطار أو السحور "الأكل في آخر الليل" معاً.وتنشط الجمعيات الخيرية، وجمعيات البر في شهر رمضان لتوزيع الافطار على الصائمين، وتفتح ابوابها لاقامة الموائد الرمضانية، وتوزيع افطار رمضان على المحتاجين والمساكين والأيتام والأرامل، بالاضافة إلى تلقي المساعدات والتبرعات والصدقات عبر مواقع المصارف الالكترونية، واستقبال اموال الزكاة لتوزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين. وهناك من يكثر الصدقة في شهر رمضان المبارك سواء بالمال أو الطعام فهي من افضل القربات إلى الله تعالى، قال عليه افضل الصلوات وأتم التسليم: الصوم جنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" رواه أحمد والترمذي. شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع في التقويم الهجري والاسلامي شهر الخير والبركات، شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".. يحتفل فيه المسلمون في بلاد الحرمين وفي مشارق الأرض ومغاربها بحلوله لأن الله عز وجل اختص لنفسه الصيام من سائر اعمال بني آدم فيكون اجر الصائم عظيماً، ففي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزئ به، والصيام جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا افطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".وفي رواية لمسلم "كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال تعالى إلأ الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به يدع شهوته وطعامه من أجلي". إن الصيام سبب لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات، فعن ابي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".وقال عليه افضل الصلوات وأتم التسليم: الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار" رواه أحمد.رمضان في بلاد الحرمين عطاء لا ينضب معينه، صيام في نهاره وقيام في لياليه وتواصل وتراحم يعم الأسر والأقارب والأصدقاء.