لا يحلو الإفطار عند بعض الصائمين في طيبة الطيبة إلا بوجود مشروب «السوبيا» على مائدة الإفطار، ما يجعله يتسيد المرتبة الأولى بين مشروبات شهر رمضان المبارك، إذ تتلون السفرة في رمضان بأطايب المأكولات الرمضانية، بدءا من الشربة سيدة المائدة ووصيفة الشرف السمبوسة التي تكاد تصبح من فروض المائدة. ومع دخول شهر رمضان المبارك، تبدأ بسطات السوبيا في الانتشار في مناطق البيع، الأكثر ازدحاما خاصة الأسواق الشعبية، وما بين المحلات التي تحرص على بيعها، وتحاول جاهدة الاحتفاظ بزبائنها، حتى تبدأ هذه البسطات في المنافسة على بيع السوبيا باعتبارها الأجود، إلا أن شهرة بعض العائلات المدنية بشكل خاص بصناعتها، والتي توارثتها عن الآباء والأجداد، تظل علامة مسجلة عند بعض الزبائن. وأوضحت أم فيصل ربة منزل أن السوبيا مشروب أساسي لا يمكن أن تكتمل السفرة إلا بوجودها ومهما عملت في المطبخ من عصائر بنكهات عديدة إلا إنها ترى إجماع عائلتها عليها، «فنشأت فكرة أن أصنعها في المنزل بدلا من شرائها حيث يراودني دائما الخوف من شرائها فلا نعلم هل عملت بنظافة أم لا، كون البعض يستخدمون الخبز المجفف لأيام في الشمس والبعض يستغني عنه بالشعير وأنا استخدمت شوفان الكويكر الشهير لصنعها وكانت محل إعجاب أسرتي». وتقول فاتن سليم إن مشروب السوبيا يتسيد المائدة في منازل المدينة ولا يمكن أن يتجاهل وجوده على الأطلاق لأنه مشروب تقادم عهده واحتفظ بمكانته لدى جميع الأسر، والكل يفضله باللون الأبيض والبعض يتحيز للسوبيا الحمراء ولكنها الوان والطعم واحد. أما الخالة فاطمة فوصفت السوبيا ب«المعشوقة»، مشيرة إلى أن كثيرات من النساء يفضلن تصنيعها في مطبخهن من باب الحرص على النظافة، مؤكدة أنها منذ 10 أعوام لم تشترها من البائعين. وعن كيفية عملها أوضحت أنه يتم تحضير بقايا الخبز لنقعه في الماء وتضاف له حبات الهيل، ثم تتم تصفيته على مرحلتين الأولى من خلال المصفى، ثم تتبعها تنقيته من خلال قماش الشاش الأبيض، لتنتهي رحلة تحضير السوبيا بإضافة السكر ومكعبات الثلج وصبه في الكاسات، لتقدم على مائدة الإفطار بعد عناء صوم يوم حار.