على رغم تنوع المشروبات بنكهاتها المختلفة المستوردة إلا أن مشروب «السوبيا» يواصل احتلال المركز الأول بينها على مائدة الإفطار الرمضانية، والأقوى حضوراً في شهر رمضان بخلاف بقية أشهر السنة. وتعتبر «السوبيا» الشراب المفضل للصائمين في منطقة الحجاز، خصوصاً على رغم أنه اكتسب شهرة على مستوى السعودية وخارجها، واشتهرت في الحجاز أسر عدة بصنع وبيع السوبيا على مدار عقود مضت. ويأتي «السوبيا» على رأس قائمة المشروبات الشبابية في رمضان والمتوارث عن الأجداد، يقول بندر إنه اعتاد على مشاهدة مشروب السوبيا سيداً للمائدة الرمضانية منذ صغره. ويلجأ الشاب أحمد المقيم في مدينة الرياض إلى أخذ كميات كبيرة من مشروب «السوبيا» المجمد من مدينة جدة إلى مدينته حتى يتمكن من شربه خلال شهر رمضان. وتشهد فترة ما بين العصر والمغرب إقبالاً شديداً من الصائمين على محال «السوبيا» وعند الباعة الجائلين أصحاب العربات التي تحتوي على أكياس السوبيا بألوانها المتعددة الأبيض والأحمر والبني، والتي تباع بأسعار معقولة لا تتجاوز الريالات العشرة. وعلى رغم الوفرة ورخص الثمن، إلا أن عائلات لا تفضل شراءها بل تصنيعها بالمنزل حتى تضمن جودتها ونظافتها، وهذا ما يفعله الشاب السعودي خالد أحمد إذ عرف بين أهله وأصحابه بصنع «السوبيا» بنفسه، ويعتبره المشروب الشعبي الأصيل الذي لا يستغني عنه الصائم كونه مرطباً يروي العطش بعد الصيام لما يحمله من نسبة عالية من الماء. وتوارث خالد هذه الصنعة من والدته وأجداده، واعتاد سنوياً على صنعه وتوزيعه على أصحابه وذويه. وعدد خالد مكونات السوبيا الأصلية ذات اللون الأبيض التي يدخل فيها الخبز بصورة رئيسة مضافاً إليها الشوفان والماء والسكر والهيل والقرفة وماء الكادي، ولإضفاء اللون الأحمر عليها، يضاف عليها الزبيب وصبغة التوت، مشيراً إلى أنهم كانوا يعتمدون سابقاً على الشعير في صنع السوبيا، ولكونه يستهلك وقتاً وجهداً من حيث تنقيته من الشوائب وغسله وتجفيفه ومن ثم طحنه، بدأ البعض يستغني عنه بالخبز الذي يؤدي الغرض ذاته. وعن طريقة إعداده، بين أنه يقوم بخلط مكوناته في «حافظة» لمدة 24 ساعة لتتجانس وتصفى بعد ذلك. وأشار خالد إلى أن النظافة أمر مهم أثناء التحضير، خصوصاً في اختيار الماء، إذ إنه يستخدم المياه المنقاة الصحية في صنع السوبيا، لذلك يفضل صنعه بنفسه بدلاً من شرائه، إذ لا يضمن مدى نقاء المياه المستخدمة في صنعه.