تسببت الساعات الأخيرة قبل اول يوم من رمضان في إرباك حركة السير في شوارع جدة للزحام الخانق الذي حاصر شوارع المحافظة ومراكزها التجارية والأسواق والمجمعات، فالجميع خارج منازلهم للتبضع وشراء مستلزماته من مواد غذائية وأوان خاصة بالشهر الفضيل. «عكاظ» خرجت الى الاسواق والتقت عددا من المتسوقين والباعة الذين عبروا عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم. عم عبدالله (أحد الباعة في مركز تجاري) قال ان الزحام الشديد قبل رمضان بساعات يجبر إدارة المركز على انتداب بعض الموظفين ومنحهم (خارج دوام) مقابل حضورهم في غير أوقات دوامهم الرسمي حتى يتسنى للجميع قضاء حوائجهم في اسرع وقت. وأضاف: ومع ذلك لم نستطع التقليل من الزحام، ناهيك عن الأخطاء التي تحدث في الحساب بسبب ذلك، وبعض المواد الغذائية غير مكتوب سعرها، وهناك زبائن يتجادلون معك على السعر في وقت الزحام، وكل تلك العوامل وغيرها تتسبب في زحام شديد في المراكز التجارية ومشاجرات في بعض الأحيان وتسابق لإنهاء إجراءات الحساب والخروج من المركز التجاري. ويقول فواز الغامدي (أحد الزبائن): أحضر مع عائلتي للسوبرماركت في كل عام لشراء احتياجات رمضان، فلدي قائمة كبيرة بكل مستلزماته حتى نهاية الشهر، وأعتقد أن تلك مشكلة كبيرة لأننا نقوم بشراء احتياجات الشهر كاملا في يوم واحد، ولو كل شخص فينا اشترى ما يكفيه لأسبوع فقط لما تسببنا في الزحام بالشكل الذي هو عليه الآن، والغريب أن كل الاحتياجات موجودة في المحلات الصغيرة بجوار منازلنا، ويمكننا شراء النواقص منها، إلا أن ثقافة الذهاب إلى المراكز التجارية برفقة العائلة لا يمكن الاستغناء عنها، بالرغم من أنها تكلفنا الكثير، ونشتري أشياء لا نحتاجها في كثير من الأحيان، ولا نستخدمها طوال شهر رمضان ولكن جرت العادة على شرائها، حيث لا تجد رجلا من غير زوجته في الوقت الحالي، واحتياجات النساء كثيرة، والمشكلة أيضا في المقاسات، ولكن إحساسنا بالذهاب إلى المراكز التجارية الكبيرة والشراء لرمضان يشعرنا بأن ذلك واحد من المظاهر الرمضانية التي لا يمكن الاستغناء عنها. محمد المطيري أفاد بأنه لاي ستطيع الذهاب إلى المركز التجاري لشراء أغراض رمضان من غير زوجته لأن الاحتياجات تختلف، ومستلزمات الطعام لا يعرفها حتى ولو دونتها له كالبهارات والزيوت وبعض الأغراض المهمة الاخرى، وكل العائلات مشكلتها واحدة عند استقبال الشهر الكريم، ويتسببون في زحام خانق في الشوارع وفي المراكز التجارية، والغريب أن بعض العائلات تجلس في السوبرماركت حتى قبل الفجر بقليل لشراء أغراض رمضان، فلماذا لم ينهوها قبل ليلة رمضان بل ان أغلب العوائل تشتري ما لا تحتاجه فتتكدس الأغذية والأطعمة داخل العربات وتقف للمحاسبة لساعات، لأن كل عربة مكتظة بالأطعمة، والطابور طويل.