أنشأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عام 1410 ه، على إحدى القمم الجبلية غرب مدينة مكةالمكرمة وعلى مسافة قدرها 17 كلم على طريق جدة السريع، المرصد الفلكي بمكةالمكرمة، وقد استكمل إنشاؤه عام 1412ه. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية منصور العتيبي ل«عكاظ» إن مرصد البيروني الفلكي بمكةالمكرمة يحتوي على منظار فلكي قطره 14 بوصة، استبدل بعد ذلك بمنظار حديث قطره 16 بوصة، إضافة إلى ذلك فقد تم توفير منظارين متنقلين قطر كل منهما 8 بوصات. وأضاف أن النشاط الفلكي في هذا المرصد الذي أطلق عليه مرصد البيروني، نسبة إلى العالم المسلم أبو الريحان البيروني، يركز على عمليات رصد الهلال وإجراء بعض البحوث والدراسات الفلكية بالأشعة غير المرئية التي تصدر من الشمس وبعض الأجرام السماوية. وأشار إلى أن عدة مجموعات من الطلاب والطالبات المهتمين بالرصد الفلكي، زاروا المرصد في مناسبات فلكية وعلمية عدة، موضحا أن المدينة تخطط لإنشاء قبة فلكية لاستكمال المنظومة التعليمية والبحثية في هذا المرصد. يذكر أن من أهم أهداف مرصد الأهلة رصد الأهلة شهريا وجمع البيانات المتعلقة بالرصد من طرف المشاركين في المشروع، وتحليل نتائج الأرصاد والبيانات وتقديمها للمؤسسات العلمية والفقهية والشرعية المعنية، وإشاعتها للخاصة والعامة، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة، تاريخية ومعاصرة، متعلقة برصد الأهلة حسب الظروف، وإنشاء وتطوير معايير علمية حسابية، للتنبؤ بإمكانية رؤية الأهلة، وتمحيصها من خلال قاعدة البيانات، إضافة إلى إنشاء وتطوير تقويم هجري عالمي، تأسيسا على قاعدة البيانات ومعايير التنبؤ، والإسهام في توحيد جهود العاملين في ميدان التقويم الإسلامي، وصولا إلى تأصيل «تقويم عالمي معتمد»، وتطوير برنامج دقيق لمواقيت الصلاة، يصلح لبقاع الأرض المختلفة العامة والخاصة والشاذة، وتقديم الخدمات اللازمة لتحديد جهة القبلة في الظروف المختلفة، والعناية بالتراث الفلكي المتعلق بعلم الفلك الشرعي وصولا إلى ربط الأصالة بالمعاصرة. ويعمل المركز الوطني للفلك في مدينة الملك عبدالعزيز والتقنية على إعداد التقارير الفلكية والبيانات الخاصة بالهلال للأشهر الهجرية القمرية مسبقا، وإرسالها إلى الجهات المعنية (وزارة العدل وزارة الداخلية مجلس القضاء الأعلى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الرئاسة العامة للبحوث العلمية الإفتاء وغيرها). ويذكر أن هناك عدة مراصد فلكية لرؤية الهلال تابعة للمركز الوطني للفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهي مرصد البيروني الفلكي في منطقة مكةالمكرمة في جبل ظلم على طريق مكةجدة السريع مفرق الشميسي، ومرصد ابن يونس الفلكي منطقة تبوك الموجود في حالة عمار، ومرصد الصوفي الفلكي في منطقة تبوك قرب مدينة الوجه، والمرصد الفلكي في المدينةالمنورة (تحت الإنشاء)، ومرصد البتاني الفلكي في جبل ضبع الشقيق بموقق منطقة حائل، والمرصد الفلكي في الفرعة بالنماص منطقة عسير، والمرصد الفلكي في الخضراء بالنماص منطقة عسير، والمرصد الفلكي في الحريق، وكل هذه المراصد مجهزة بمناظير «تلسكوبات» فلكية متنوعة يتم تشغيلها بالكمبيوتر مع قباب فلكية لحماية هذه المناظير. ومن أهم أهداف هذا المركز هو تحري رؤية الأهلة بواسطة المناظير الفلكية (التلسكوبات) وتحديد أوائل الشهور الهجرية القمرية بأساليب وتجهيزات علمية متقدمة، وقد تم تجهيز المراصد بالخدمات الأساسية الأخرى كالمولدات الكهربائية ونحو ذلك، ومن أجهزة الرصد الفلكي الحديثة للهلال المنظار المقراب التلسكوب يستخدم المنظار الفلكي (التلسكوب) في تحري ورؤية الهلال (القمر) في آخر ليلة من الشهر الهجري القمري حيث يتم توجيهه من خلال برامج حاسوبية محددة إلى موقع الهلال (القمر) مباشرة ويتابع حركة القمر لحظة بلحظة وقد تستمر هذه المتابعة لعدة ساعات وبموجب حسابات فلكية دقيقة ومؤكدة من خلال التجربة والبرهان. الرصد المتنقل يوجد في المركز الوطني للفلك عدد من المناظير الفلكية «التلسكوبات» بقطر 10 و8 و7 بوصات تستخدم للرصد المتنقل وذلك لتفادي بعض المشاكل والعوائق المتعلقة بالظروف الجوية للمراصد الثابتة، كذلك يتوفر عدد من أجهزة التصوير الفلكي ذات التقنية العالية.