أوضح ل«عكاظ» الدكتور صالح الصعب المشرف على المركز الوطني للفلك سابقا أنه تم تحديد 9 مواقع لترائي أهلة الشهور القمرية تشارك فيها الجهات المختصة المعنية بما فيها وزارة العدل وإمارات المناطق في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورةوالرياض والمنطقة الشرقية والقصيم وحائل وتبوك وسدير وشقراء. وبين أن اختيار المناطق روعي فيها مناسبتها لأغراض الرصد الفلكي للهلال باستخدام تقنيات حديثة وتلسكوبات متطورة وأجهزة حاسب آلي ومناظير يدوية حديثة تسهم في تصوير الهلال في أول رؤيته من خلال التلسكوب، لافتا إلى أنه يتم تصوير التحري وتكتب تقارير فورية ترسل مباشرة من المواقع إلى المحكمة العليا ووزارة العدل، وأن التصوير يعتد به لدى المحكمة العليا. ولفت إلى أن هناك قضاة يشاركون مع فريق الرصد يكونون على رأس الفريق، فيما يبلغ عدد المشاركين من جميع الجهات في الشهور العادية 10 أشخاص، بينما يبلغ المشاركون في شهري رمضان وشوال على وجه الخصوص أكثر من 40 مشاركا ويشهد الفريق كثافة ملحوظة من حيث المشاركين، بالإضافة إلى المختصين والمهتمين الذين يحضرون إلى تلك المواقع بصفة غير رسمية. وذكر أن فرق الرصد ستسخدم هذا العام وسائل حديثة تساعد المترائين على ترائي وتحديد مواقع الهلال كتقنية نوافذ الهلال التي تعد وسيلة حديثة لتحديد موقع الهلال بشكل يدوي. وفيما يتعلق بتصريحات الفلكيين باستحالة رؤية الهلال ليلة الجمعة، أفاد الصعب بأنه من الصعوبة بمكان رؤية الهلال تلك الليلة، نظرا لأن الهلال غروب في الرياض بعد دقيقتين من غروب الشمس. وأشار الصعب إلى أنه يشارك ضمن فريق عمل رصد الأهلة لأكثر من 30 عاما متنقلا بين المواقع المحددة بالمناطق، موضحا أن المشاركين من الفلكيين يتم تدويرهم بين تلك المواقع ولا يمكثون في موقع واحد لسنوات طويلة. من جهة أخرى، قال المشروع الإسلامي لرصد الأهلة ومقره أبو ظبي، إن جل الدول الإسلامية ستتحرى هلال شهر رمضان سوية يوم الخميس 29 من شعبان الموافق 19 يوليو، وفي هذا اليوم تستحيل رؤية هلال رمضان 1433ه من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وجزءا من الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أما ما تبقى من مناطق العالم العربي فإن رؤية هلال شهر رمضان منها يوم الخميس غير ممكنة إطلاقا بسبب غروب القمر مع الشمس أو بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية. لكن رؤية الهلال يوم الخميس ممكنة بالتلسكوب من أقصى جنوب القارة الأفريقية ومن أمريكا الجنوبية فقط. وناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المسؤولين في الدول الإسلامية التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الخميس، إذ لم يثبت من خلال المعايير وسجلات أرصاد الأهلة العالمية الممتدة منذ العهد البابلي وحتى يومنا هذا تسجيل رؤية للهلال سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في مثل هذه الظروف الموجودة في العالم العربي يوم الخميس. ورأى المشروع أن الإعلان عن رؤيته في ذلك اليوم بمثابة تكرار الإعلان للعالم أننا نمتلك في منطقتنا من بصره أقوى وأفضل من أكبر التلسكوبات العالمية. ويأتي حرص المشروع على عدم قبول أي دعوى برؤية الهلال من منطقتنا يوم الخميس حتى لا نكون مهملين للعلم والعقل، اللذين دعت شريعتنا الغراء إلى إعلاء أمرهما. وأضاف: كانت إحدى توصيات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني والذي حضره فقهاء ومتخذو قرار من العديد من الدول الإسلامية ما نصه: «إذا قرر علم الفلك أن الاقتران لا يحدث قبل غروب الشمس أو أن القمر يغرب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر فلا يدعا لتحري الهلال». وقد أقر الفقهاء أن لا تعارض بين هذه التوصية وبين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال، إذ أن هذه التوصية متعلقة فقط بالحالات التي نعلم فيها مسبقا أن القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية. ومن بين الفقهاء الذين دعوا لمثل هذه التوصية حتى قبل انعقاد المؤتمر معالي الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومستشار الديوان الملكي هناك، وهي توصية معتمدة بطبيعة الحال في بعض الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال أساسا لبدء الشهر الهجري. وخلص البيان إلى القول: في بعض البلدان تقبل شهادة الشاهد حتى لو تعارضت مع معايير رؤية الهلال بحجة أنه لا يمكن رد شهادته والقمر موجود في السماء. وفي بلدان أخرى، يبدأ الشهر إذا غرب القمر بعد غروب الشمس بغض النظر عن إمكانية رؤيته. إلا أننا حقيقة نتمنى أن يتحسن الوضع في عالمنا العربي، وأن يصبح للعلم احترام أكبر، فإما أن يعلن أننا سنصوم يوم الجمعة لا لرؤية الهلال بل لوجود القمر في السماء بعد غروب الشمس أو أن يعلن بدء الصوم يوم السبت لعدم إمكانية رؤية الهلال يوم الخميس.