حرصت نسوة يعملن في سوق النساء الشعبي في الدمام على الاستمرار في نشاطهن الذي بدأ قبل نحو ثلاثة عقود بعد أن اعتبرنه مصدر رزقهن الوحيد والمعيل لأطفالهن وبيوتهن لكن عددا منهن أبدين خشيتهن أن يتعرض نشاطهن للخطر وبعض المعيقات بعد كل هذه السنوات الطوال وجاءت المخاوف بعد إنشاء السوق الجديد بواسطة أمانة المنطقة الشرقية التي تعمل حاليا على بناء سوق نموذجي للنساء. 30 عاما أم فرج السبيعي بائعة في السوق قالت إنه منذ أن نشأ سوق النساء بالدمام قبل أكثر من 27 سنة وهي تبيع فيه وتشتري لتؤمن حياة أولادها وأسرتها وكان السوق يعمل به عشرات النسوة اللاتي اعتبرنه مصدر دخلهن الوحيد. وقالت إن السوق في الوقت الحالي لم يعد يجذب الكثير من النساء أو المتسوقين مقارنة بوضعه سابقا بسبب استغناء الكثير من الناس عن مقتنياته ما جعل العمالة الوافدة تحل محل النساء، وبينت أم فرج السبيعي أن العمالة الأجنبية أصبحت تنافس النساء في السوق حيث أنه بمقدورهم السفر إلى جدة ومدن أخرى لجلب البضاعة وهو ما يعتبر عائقا للنساء في السوق لعدم قدرتهم على السفر والشراء من مناطق أخرى مما أثر على بيعهن، وأشارت إلى أنها لا تبيع أحيانا في اليوم سلعا أكثر من قيمة 30 ريالا. الإعفاء من الإيجار أم فرج تقول إن الأمانة تعمل في الوقت الحالي على توسعة السوق ما يعد مؤشرا إيجابيا لزيادة الحركة على السوق إلا أن ذلك سيوقعهم في مشكلة زيادة الإيجار عليهن ما يقف حائلا دون القيام بكل الالتزامات، إلى ذلك طالبت النساء اللاتي يبعن في سوق النساء الشعبي مراعاة أمانة المنطقة الشرقية لظروفهن المادية وإعفائهن من الإيجار والتخفيف عليهن حال انتقالهم إلى المبنى الجديد مستقبلا. كما طالبن في الوقت نفسه منع العمالة الأجنبية التي تعمل في السوق من كسر سوقهن ومنح المزيد من التسهيلات للنساء في العمل الذي لا يجد الكثير من النساء مصدر دخل غيره. بائعات سوق النساء يطالبن كذلك بمعالجة مشاكل الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة بسبب الضغط المتواصل حيث جرى تمديد كيابل لهن من أحد المواقع التي تتعرض للخلل والعطل الأمر الذي يتطلب منهن سداد قيمة إصلاحه عن طريق التقاسم والمشاركة. سوق نموذجي الناطق الرسمي في أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ذكر أن الأمانة تعمل في الوقت الحالي على إنشاء مقر لسوق النساء الجديد، لافتا إلى أنه تم حصر جميع من لديهن عقود بسطات في الموقع وتم تسجيل أسمائهن بغرض تعويضهن ببسطات بديلة. وتابع الصفيان أن السوق يشتمل على موقع للبسطات ومحلات تجارية متعددة الأنشطة ما يزيد ويضاعف عدد الزوار والمتسوقين مما سينعكس إيجابيا على القوة الشرائية كما سيشكل السوق عنصر جذب رئيسي ليس على مستوى مدينة الدمام فحسب بل على مستوى المنطقة الشرقية والخليج بشكل عام. وعن توفير مواقع للأسر المنتجة في السوق أشار الصفيان إلى أن معظم البسطات بالسوق للأسر المنتجة حيث يتم تجهيز كثير من المعروضات بالأسواق الشعبية من المنزل وتخصيصا مواقع بالسوق للأسر. وبين الصفيان أنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع خلال مدة أقصاها عام وأنه تم الفراغ من 70 % من المشروع.