بدأت الأسواق الشعبية النسائية في الدماموالخبر، في فقدان هويتها، على رغم عمرها الذي تجاوز 30 سنة، بسبب غياب الاهتمام في تطويرها، أو تحسين موقعها، فيما تشهد إقبالاً كبيراً وملحوظاً من الكثير من النساء والسائحين وزوار المنطقة الشرقية، فهي تحوي سلعاً قديمة وتراثية لا تتوافر إلا في مثل هذه الأسواق. وتراوح الأسواق الشعبية النسائية في الشرقية، مكانها من دون أي تغيير، فالسوق الشعبية النسائية في حي الثقبة (محافظة الخبر)، عبارة عن قطعة أرض صغيرة، مُغطاة بسقف من صفيح متهالك. كما تفتقر السوق إلى وسائل السلامة، ودورات مياه، وعدم توفر أماكن مناسبة للبائعات، إضافة إلى ضيق المكان، والروائح الكريهة التي تنبعث من المحال المجاورة للسوق، وتؤثر في شكل سلبي على حركة التسوق. فيما لا تزال السوق النسائية الشعبية في حي القزاز في الدمام، على وضعها، إذ تسيطر عليه العمالة الوافدة بنسبة 80 في المئة، إضافة إلى قلة البائعات، وعدم توفر أماكن جيدة لهن. كما يعانين من مشكلات عدة، وأهمها «سيطرة العمالة الوافدة على السوق، وعدم تطويره منذ فترة طويلة» بحسب قول البائعة أم محمد، التي تعمل في السوق منذ نحو ربع قرن. وهي لا تعتبر هذا المكان «مصدر رزق فقط، بل من أهم المعالم التراثية في المنطقة الشرقية». وتحدثت بائعات، ل«الحياة»، عما يعانين منه في السوق. وتذكر أم عبد الرحمن، التي تمارس البيع في السوق منذ فترة طويلة، أنها مع مجموعة من البائعات «لا نجد مكاناً غير الرصيف لبيع بضاعتنا، نظراً لقلة الأماكن، فالمساحات داخل السوق محجوزة لبائعات قديمات»، إضافة إلى «عدم وجود دورات مياه مخصصة لنا، ما يضطرنا أحياناً إلى اللجوء إلى دورات مياه المساجد». كما يعانين من «ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، لعدم وجود أي ملطفات للجو، أو أماكن مظللة تحمينا من حرارة الشمس العالية». ولم تختلف أم سالم، التي تبيع في سوق الخبر، عن سابقتها في الدمام، إذ تذكر أنهن طالبن بلدية محافظة الخبر، أكثر من مرة ب»تطوير السوق، وإعادة بنائها من جديد، وأبلغنا ذلك لمراقبي البلدية، الذين يقومون بجولات ميدانية على السوق. وطلبت منا البلدية أكثر من مرة، تسجيل أسماء البائعات اللائي يرغبن في الحصول على مكان مخصص للبيع داخل السوق. وقمنا بتسجيل الأسماء. ولكن لم يحصل شيء منذ ذلك الوقت»، معتبرة قيامهن بالبيع على الأرصفة بالقرب من الشارع، «منظراً غير حضاري، وخطراً علينا، نظراً لقربه من الشارع والمركبات والمحال التجارية»، مشيرة إلى عدم وجود حراس في السوق «يحموننا في حال تعرضنا إلى السرقة». وطالبت البائعات ب «تطوير السوق، وتوسيعها على غرار ما قامت به أمانة الأحساء، التي خصصت موقعاً جديداً للسوق النسائية، وبنائها على شكل معماري حديث، وتوفير جميع الخدمات المناسبة للبائعات».