سنوات من الانتظار قاربت على الخمسين عاماً تعيشها البائعات في سوق الحريم الشعبي بالثقبة ينتظرن ساعة الفرج والتخلص من المباسط المكشوفة التي لاتقيهن من حرارة الصيف ولا من برد الشتاء في حين تؤكد أمانة المنطقة الشرقية قربها افتتاح السوق الجديد الخاص بهن والذي رصدت له قرابة الأربعة ملايين ريال ليتم تجديده وتطويره. يعد هذا السوق النسائي من أعرق وأقدم الأسواق الشعبية في مدينة الخبر إذ يمثل الوجهة الأولى للنساء الراغبات في اقتناء الموروث الشعبي القديم من اللباس والزينة حيث يتواجد فيه عدد كبير من البائعات اللاتي يعتمدن في دخلهن الأسري وتأمين مستلزمات أسرهن من دخل«البسطة» التي لا تتجازو المترين المربعة. تقول «أم سالم» التي تتخذ من السوق موضعاً في السوق أن سوق الحريم يعتبر من الأسواق المهمة في الخليج فبضائعه ذات جودة عالية فهناك الجلابيات والعبايات والطِرح والبخور والحناء، مضيفة بأن الأسعار ثابتة على الرغم من الموقع السيئ وتحمل حرارة الجو والرطوبة العالية في موسم الصيف، وكذلك البرودة في وقت الشتاء. أما أم «محمد» التي تعمل في هذا المكان منذ أكثر من 15 عاما تشير إلى أن إنشاء هذا السوق تم في عهد الملك فيصل، وما يزال يتمتع بنفس الصفات السابقة مؤكدة أن الدخل اليومي لايزيد عن 100 – 150 ريالا. أما أم «عبدالله» فقالت لدينا معاناة ونتمنى إيجاد الحلول المناسبة لها من البلدية وهي صعوبة الوصول للموقع خصوصاً الموقع الجديد وعدم توفر مواقف للسيارات فهناك حديقة مقابلة للسوق لايمكن الاستفادة منها ويستخدمها العمال المخالفون في غسيل السيارات مسبيبن بذلك الروائح ومرمى لنفايات الغسيل. من جهته أوضح رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا أن سوق النساء بالثقبة يعد واحدا من المشاريع الجديدة التي تساهم في إيجاد فرص عمل للنساء وتوفير بيئة مناسبة لممارسة نشاطهن التجاري، حيث قامت بلدية محافظة الخبر قبل نحو 6 أشهر بالعمل على مشروع السوق الجديد فيما قامت بتوفير سوق مؤقت تم نقل البائعات إليه بعد توفير كافة الخدمات الضرورية له، والذي يقع على الشارع نفسه وعلى مسافة أقل من 50 مترا من الموقع السابق للسوق، بعد أن وفرت البلدية موقعا مؤقتا لحين الانتهاء من إنشاء السوق الجديد، حيث تم توصيل التيار الكهربائي له وتغطية سقفه لحماية النساء من الأمطار والشمس. موضحا بأن سوق النساء الجديد بالثقبة يضم عند الانتهاء منه 40 بسطة للنساء موزعة على دورين، متوقعاً الانتهاء منه خلال بعد 5 أشهر، وتبلغ تكلفته 4 ملايين ريال ويوفر خصوصية للنساء وصمم وفق معايير معمارية متميزة وبنمط تراثي على مساحة 600 متر مربع ضمن دورين يحتوي كل دور منهما على 20 بسطة ودورتي مياه ويحتوي على بوابتين ومصلى للنساء. أهازيج البحر تتناقلها الأجيال كثيرة هي الألوان التراثية التي تزخر بها المنطقة الشرقية ومنها مدينة الخبر، وقد شكل الغوص وصيد الأسماك رافدا مهما لتقديم الأهازيج في هذه المنطقة، فعرفت وتناقلت من جيل إلى جيل، ومن بين تلك الأهازيج، أهزوجة ياليل دانة، يرددها البحارة عندما تتحرك السفينة للرحيل. أما بريخة فيرددها البحارة بشكل جماعي عندما ينوون السفر فيرفعون المرساة ويرددونها. الغجرى، وهو عدة أنواع الغجرى الحدادي، الحساوي، المخولفي، الحجازي، العدساني والنجلي، وكلها تشبه بعضها البعض ولا تختلف إلا في طريقة الإيقاع. وهناك أيضا الطنبورة والليوة، فيما يتواجد بمساحات كبرى الغناء الشعبي ويختلف باختلاف المناسبات، فالصوت غناء منفرد يغنيه المطرب مع العود والمرواس. بالبلدي الثقبة تحتاج اهتماما أكبر خالد البلاهدي تعد منطقة الثقبة من أقدم وأهم أحياء مدينة الخبر وذلك نظراً لموقعها وكبر مساحتها فهي المدخل الرئيسي للخبر عبر طريق الظهران وتربط الخبر بمملكة البحرين ومدينتي الدماموالظهران ويوجد بها أكثر المراكز والمحلات التجارية والمرافق الحكومية والخاصة. تم إنشاء حي الثقبة على يد أرامكو السعودية في بداية الخمسينات الميلادية، وسميت بهذا الاسم لوجود ثقب ماء حلو وقد كانت قبل أن يستوطنها الناس أرضاً خالية لا يوجد بها أحد، فمنذ تلك السنوات والثقبة تحتفظ ببنائها القديم وشوارعها الفسيحة، إلا أن سكانها القدامى هجروها بحثاً عن أحياء جديدة تاركين مساكنهم للإيجار على العمالة الوافدة، فأصبح جزء كبير منها مأوى لهم وانتشرت فيه المخالفات السلوكية وترويج المخدرات والسرقات، قبل أن تتبنى فيه مراكز الأحياء دورها في التثقيف والتوعية. وعلى الرغم من احتلال الخبر ثاني أجمل مدينة عربية إلا أن هذا الحي يعتبر بقعة مهمة تحتاج من أمانة الشرقية عموماً ومن بلدية الخبر خصوصاً زيادة في العناية والاهتمام.