أنجزت أمانة المدينةالمنورة نحو 90 في المائة من مشروع إزالة جبل السلام من أجل إيصال شبكة المياه إلى سكان حي السلام ونظيره حي جامعة طيبة، وذلك بعد أربع سنوات من العمل في المشروع. وأجمع عدد من الأهالي على أن الجبل ظل يكتم على أنفاس هذا الأحياء ويمنع عنها إيصال شبكة المياه ما جعلهم يعانون من العطش لعدة سنوات، وأن مشروع تفتيت الجبل طال انتظاره وينتظر الأهالي أن يتم توصيل الشبكة إلى الأحياء المتضررة. وأضافوا أن الجبل يقف حجر عثرة أمام إيصال المياه لسكان الحي بعد أن ربط فرع وزارة المياه في المدينة إيصال المياه للسكان بإزالة الجبل الصخري، حيث انتظر السكان أكثر من أربع سنوات لإزالة الجبل، وفي حينه طالب سكان السلام وحي جامعة طيبة فرع المياه بالإيفاء بوعده والبدء في إيصال الخط الرئيسي للحي بعد الانتهاء من إيصال الخطوط الفرعية للمنازل، حيث سبق أن أعلن فرع وزارة المياه أن وصول المياه لهذه الأحياء بإزالة الجبل الصخري للبدء في أعمال الحفريات والتمديد للخط الرئيسي، وكان المقاول الخاص للمشروع سحب الكثير من المعدات الخاصة في المشروع بعد إزالة جزء كبير من الحاجز الصخري. وفي هذا السياق أوضح أحمد الحيجلي أن أمانة المدينةالمنورة بعد سنوات طويلة من الانتظار بدأت في إزالة الجبل، فيما ظل السكان يعتمدون على صهاريج المياه التي أصبحت عنوانا رئيسا في الحي، وقال: «الآن جاء دور فرع المياه في المدينةالمنورة للبدء في إيصال الخط الرئيسي للحي بعد أن كان في السابق يتحجج بعدم الانتهاء من إزالة الجبل الصخري». موضحا أن هناك الكثير من الأهالي يسكنون هذا الحي منذ العام 1425ه ومازالوا ينتظرون وصول المياه إلى منازلهم من دون أن يروها تجري في الشبكات حتى الآن. واعتبر كل من محمد الحربي وراشد الحسني ومحمد السعيد أن القاطع الصخري للجبل الصغير الذي يقع بين امتداد طريق السلام وطريق الإمام مسلم منع وصول شبكة المياه إلى منازلهم، موضحين أنهم يزورون وبشكل يومي الموقع ولكن للأسف يجدون الأعمال تسير بشكل بطيء جدا حتى تم الانتهاء من جزء كبير من المشروع. وينتظر استكمال الانتهاء تماما وإزالة القاطع الصخري في فترة زمنية وجيزة. وقال ساعد الحربي: «من الصعب أن نتحدث عن معاناة السكان مع صهاريج المياه والتي استنزفت جيوبهم وكانت تشكل ضغطا نفسيا وعصبيا لهم عند نفاد المياه والبحث عن صهريج». من جانبه قال عبدالعزيز الردادي إن السكان أبدوا ارتياحهم بشكل كبير بعد إنجاز الأمانة لأكثر من 90 في المائة من إزالة الجبل الصخري، وقال: «للأسف المشروع تأخر كثيرا رغم أنه كان باستطاعة الشركة المنفذة إنهاء العمل في زمن قياسي وخلال أشهر فقط». ويرى سعيد المحمدي أن الأعمال والمعدات التي كانت تعمل في السابق على إزالة الجبل غير كافية وعملها استغرق فترة طويلة وانتظر السكان سنوات طويلة لإنجاز هذا المشروع، مبينا أن المياه أصبحت تمثل القلق الرئيس للسكان، وقال إن فرع المياه قام بإيصال التمديدات إلى منازل الحي من دون أن تستطيع مدهم بالمياه. وأضاف بقوله: «إننا ننتظر فترة ليست بالقصيرة لإزالة الجبل الصخري وكنا نطالب بتكثيف العمل وزيادة عدد العمال والمعدات»، مشيرا إلى أنها سبق أن أزالت قاطعا صخريا في حي شوران بزمن قياسي لإيصال المياه إلى المنازل. أما عبدالله إبراهيم فقال إن سكان الحي يعانون بشكل يومي من البحث عن صهاريج المياه، ويمثل ذلك ضغوطا نفسية ومادية، خصوصا مع دخول فترة الصيف، حيث يجدون صعوبة في الحصول على صهريج في أوقات الذروة، نظرا لأن الحي بات ينمو بشكل كبير وأصبح يتكون من خمسة مخططات رئيسية، الأمر الذي يزيد من الطلب على المياه في ظل انتشار المخططات السكنية مثل «واحة السلام» ومخطط «العيسائي»، ويصبح الأمر أكثر صعوبة في شهر رمضان المبارك، حيث تصل أسعار الصهاريج إلى أكثر من 500 ريال وهو مبلغ يعجز الكثيرون عن توفيره باستمرار. ومن جانبه أوضح محمد الصقري أنه لا حجة بعد اليوم باستحالة إيصال شبكة المياه إلى الأحياء المتضررة، حيث إن الجبل في طريقه إلى الزوال وتم تمديد شبكة المياه ولكن ما زالت الخزانات عطشى حتى تاريخه. من جهته أوضح كل من عبدالعزيز الحربي وسعيد النزاوي وباهر عبدالكريم أن إطلاق شبكة المياه في حي السلام ونظيره حي جامعة طيبة سوف يسعد الأهالي الذين ينتظرون دخول المياه إلى منازلهم، كما أن الحراك في هذه الأحياء سوف يتغير بدخول الشبكة والتي طال انتظارها. وفي هذا السياق فإن فرع وزارة المياه في المدينةالمنورة سبق وأن أوضح أنه بمجرد إزالة الجبل الصخري سيتم تمديد الخط الرئيسي إلى الخطوط الفرعية لحي السلام وفتح شبكة المياه للمنازل. مخططات تصميمية «عكاظ» سبق وأن رفعت شكاوى الأهالي إلى مدير إدارة الإعلام في أمانة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي الذي قال إن الأمانة سبق وأن خاطبت فرع وزارة المياه وزودته بالمخططات التصميمية لطريق الملك سعود بن عبدالعزيز مع تقاطع طريق السلام، وحتى تقاطعه مع طريق الإمام مسلم المزمع تنفيذه مع خط مياه بقطر 500 مليمتر. وبين البليشي أن أعمال القطع في الجبل تهدف إلى توصيل شبكة المياه إلى حي السلام وحي جامعة طيبة.