ماذا بعد 30يونيو؟ هذا هو السؤال المطروح الآن وبقوة، مهما كانت نتائج مظاهرات أمس، هذا السؤال الذي طرحناه على خبيرين استراتيجيين مصريين اللذين أكدا أن مصر تتجه نحو المجهول على استمرار حالة الغليان الداخلي. فمن جهته، أكد الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية أن مصر في حالة حرب وغليان داخلي مؤكدا أن الحكومة أخطأت لأنها لم تطبق نموذج مانديلا بمشاركة الجميع في الحكم، كما أن المعارضة في مصر كانت معارضة انقلابية تريد حرق الأرض. وأوضح أن العلاقة حاليا بين الرئاسة والمعارضة تحولت لحالة من الحشد الجماهيري علي الأرض، فالكل يعتبر 30 يونيو معركة فاصلة وهناك حالة من الصراع. وأضاف أن مصر تنزلق للهاوية وعلى الجميع التأسيس لثقافة لا غالب ولا مغلوب، مشيرا إلى أن هناك سيناريوهات عديدة تواجه مرسي على ضوء ما يجري على الأرض، منها إصداره قرارا بالقبض على المعارضة وهو ما فعله الرئيس عبدالناصر مع الإخوان، وكذلك السادات مع عناصر القوة وبالتالي ينهي المشكلة بانتصار طرف على حساب الآخر. كما أن هناك سيناريو مشابه سيناريو الترابي - البشير وهو أن تتخلى الجماعة عن الرئيس ويأتي رجل آخر يطبق التجربة التركية الناجحة لأردوغان ويحدث إصلاحات سياسية.من جانبه، أكد اللواء سامح سيف اليزل المحلل العسكري ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، أن الحديث الرئيسي بين جموع الشعب المصري المعارض لمرسي والمؤيد له، لا يخرج عن احتمالية تدخل الجيش في الأحداث الجارية، مؤكدا أن الجيش قد نزل بالفعل في المواقع المهمة أو المعرضة للاعتداء، كما بدأ في التواجد على الطرق الرئيسية والمحاور المؤدية إلى مدن القاهرة والجيزة وطبقا للمتغيرات التي ستحدث على الأرض ستكون تحركات القوات المسلحة وتواجدها في جميع محافظات مصر بناء على الأفعال وردود الأفعال من المتظاهرين. وأضاف إن الاحتمالات تدخل الجيش تجيء على ضوء جملة من التطورات منها إذا ما وصل العنف إلى سقوط قتلى في الشارع نتيجة اشتباكات، ثانيا: إذا ما بدأت الاعتداءات من بعض المتظاهرين ضد الأماكن العامة والخاصة للمواطنين، أو محاولة اقتحام وإحراق أو نهب الأماكن الحيوية المهمة، وثالثا: إذا ما ظهرت الأسلحة النارية والبيضاء بكثافة كبيرة بين المتظاهرين وبدأت تستخدم في ترويع وإرهاب المواطنين رافضة النداءات التي تطالبهم بمنع حدوث ذلك، ورابعا إذا ما وصلت الحالة الأمنية إلى وضع خطير ينبئ بخروج الأمور عن كامل السيطرة، وهذه قد تكون الحالة الوحيدة التي يمكن أن تطلب القوات المسلحة من رئاسة الجمهورية النزول بناء على طلبها وتقدير موقفها حماية للوطن والمواطنين.ولفت إلى أن البيان الذي صدر من عبدالفتاح السيسي مؤخرا، والذي أرسل من خلاله عدة رسائل، أهمها هو أن الجيش جيش الشعب كله وليس جزءا منه، وهي رسالة واضحة أن الجيش لن يعمل على حماية أنصار النظام ضد باقي الشعب.