«بلاكليبل» «واين» «سميرنوف» «شيفاز» «فودكا» «بودوايزر» «هنكن» مسميات لمشروبات كحولية ممنوعة نظاما في المملكة، رصدها مجمع الأمل ليس كضبطيات من قبل الجهات المعنية مثل مكافحة المخدرات أو الجمارك أو الشرط أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو حرس الحدود، بل من خلال جولة قام بها المجمع في عدد من المحلات بالرياض التي تقوم بعرضها وبيعها على شكل عطور. حيث نشرت مجلة الأمل في عددها الثالث تجولها في عدد من هذه المحلات واطلعت على هذه العطور والتي يقوم البائعون بتخبئتها في أماكن بعيدة عن أعين المراقبين، وإظهارها فقط للأشخاص الذين يطلبونها بالاسم أو عرضها عليهم بطريقة حذرة وبأسلوب تسويقي لم تحظى به غيرها من العطور في هذه المحلات، طريقة تجعل الشخص يقبل على اقتنائها دون تفكير أو وعي بخطورتها إما لجهل بدلالات أسمائها أو تحت تأثير رائحتها أو للتظاهر بها بين أقرانه. وأوضح رئيس الإرشاد الأسري بقسم التوعية الصحية في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد بن محسن إسحاق أن هناك العديد من الأساليب المستخدمة لتغيير نظرة المجتمع نحو الأشياء والسلوكيات الخاطئة ومن هذه الأساليب ما تقوم به شركات التبغ وشركات المشروبات الكحولية، حيث تقوم بإنتاج ونشر منتجات مرغوبة وتسويقها في المجتمع بذات الاسم وشكل مقارب للمنتج المرفوض لكي تعتاد العين على رؤيتها والأذن على سماعها فيصبح وجودها مستساغا لدى المجتمع، ولا يكون هناك إنكار لها ويتم استخدام هذا الأسلوب مع الفئات الأكثر قبولا للجديد كالأطفال والمراهقين، فيتم تبني تلك المنتجات بل تصبح أحد مظاهر الفخر والإنجذاب ولا سيما إذا ما تم توفيرها بشكل جذاب وأسعار مناسبة لهما ويعتاد بعد ذلك الشباب عليها ولا تستنكر إذا توفرت المواد الممنوعة كالتبغ أو الكحول، وتكمن الخطورة في الاندفاع على تناولها وربطها بالمنتج التجاري. ويؤكد بائع بأحد هذه المحلات أن الإقبال على هذه العطور كبير من قبل الزبائن بعضهم يطلبها بالاسم والبعض الآخر يطلبها من خلال السؤال عن الرائحة أو بعد عرضها عليهم من قبل البائع، مشيرا إلى أن أكثر المقبلين على هذه العطور هم من الشباب وتعتبر أسعارها معقولة جدا مقارنة بغيرها من العطور ذات التركيز العالي وتتراوح أسعارها ما بين 100 إلى 250 ريالا. من جانبه، قال حمد بن مشخص العتيبي مدير العلاقات والإعلام الصحي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض إن مثل هذا العمل هو جريمة غير مباشرة وانتهاك لقوانين منع المخدرات والخمور والتسويق لها. ونوه إلى أن الخمور والمسكرات تعد محرمة شرعا وممنوعة نظاما ولها آثار صحية سيئة جدا على متعاطيها وزيادة على ذلك آثارها الاجتماعية التي تسبب تشتت الأسر ونشر الرذيلة والفساد في المجتمع حيث يعد الخمر مفتاح للشر وتسهيل لارتكاب المعاصي ونشر العداوات والجرائم. وطالب مدير العلاقات والإعلام الصحي الجهات المعنية من البلديات ومكافحة المخدرات وغيرها بالوقوف بحزم تجاه هذه الممارسات وتوحيد الأنظمة وتوزيع الصلاحيات بشكل يساهم في منع تكرار مثل ذلك.