يلاقي سوق العطورات المقلدة رواجاً كبيراً بالرغم من عدم توافر أية معلومات حول سلامة استخدامها، والمخاطر الصحية التي تأتي من شراء هذه العطور، فالأسعار المخفضة التي تصل في بعض الأحيان إلى عشرين ريالاً، بالرغم من أن سعرها يتجاوز أربعمائة ريال، تعد جاذبة للمستهلك وتجعله لا ينظر إلى خطورتها وتأثيراتها على الجلد، بحسب ما أكده الأطباء. يقول فهد الزهراني «تعرفت على أحد الأشخاص من جنسية عربية وعرض عليّ العديد من العطور بمبلغ 25 ريالاً، وكانت لديه جميع عطور الماركات العالمية، فطلبت منه عطوراً تبلغ قيمتها في الأسواق ما بين 350 ريالاً و500 ريال، فأكد لي أنه مستعد لإحضارها، واشترط مبلغ أربعين ريالاً»، وأضاف «بعد أيام حضر الشخص ومعه العطور التي طلبتها، وكانت بنفس رائحة العطور الأصلية». ويقول سعود القحطاني «ينتشر عدد من الأجانب أمام الأسواق التجارية ويعرضون عطوراً غالية الثمن من حيث اسم الماركة، ولكنهم يبيعونها بأسعار رخيصة دون أن يكون هناك رقابة عليهم، كما أن بعضهم يعرض منتجات أخرى وكلها طبعاً مقلدة ومغشوشة». ويقول أحمد الغامدي، بائع في محلات العطور «محلنا يعد الوكيل الوحيد لعطور تعد من الماركات العالمية، ولا يوجد وكيل آخر في السوق، ولكن نتفاجأ بأن منتجاتنا تباع في المحلات الشعبية وبأسعار رخيصة جداً، والسبب أنها مقلدة ويتم تصنيعها محلياً، حيث توجد مصانع تنتج هذه العطور وبشكل مخالف، ولكن ليس هناك رقابة أو عملية ردع لكل من يقوم بتصنيع هذه المنتجات المقلدة». وأضاف «من يستخدم هذه العطور المغشوشة تظهر له آثار جانبية لما تحتويه من مواد خطرة لا يمكن استخدامها بعملية رشها على الجسم». كما أكد مدير مراقبة الأسواق دكتور بشير أبو النجم أن «تقليد العطور يدخل ضمن صلاحيات وزارة التجارة والأمانة، التي لها بعض المراقبين في لجنة مكافحة الغش التجاري، وتقوم بعملية تفتيش للمحلات التي تبيع هذه المنتجات ويتم تغريمها حسب النظام» وبين أبو النجم أن صناعة العطور وتقليدها لماركات عالمية يقع ضمن الغش التجاري، كما أن هذه المنتجات غير مرخصة. من جهتها حذرت اختصاصية الأمراض الجلدية دكتورة ريم حوراني من تأثير هذه العطور على الجلد، حيث تتسبب في حدوث نسبة عالية من الحساسية والأكزيما، خصوصاً بعد أن وجد في مكونات أحدث العطور المقلدة بكتيريا قد تسبب التهاب الجلد.