أجرى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري (محادثات مكوكية) على مدى يومين، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس، ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في عمان ناقلا رؤية الجانبين في شأن استئناف مفاوضات السلام المعلقة. أوساط سياسية رفيعة المستوى سربت أنباء عن استبعاد أن تسفر الجولة الحالية لكيري عن إعلان استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، حيث قدم الفلسطينيون مطالب للقبول باستئناف المفاوضات أولها وقف الاستيطان والتزام خط الرابع من حزيران (يونيو) والقبول بالقدسالشرقية عاصمة للفلسطينيين، والإفراج عن المعتقلين، خصوصا الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو. والتقى كيري الذي يحاول كسر جمود طال أمده في مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني أكثر من مرة خلال اليومين الماضيين لسماع وجهة نظره الطرفين في شأن عملية السلام. واستكمل معهما ما تم بحثه خلال لقاء يوم الجمعة لإحياء عملية السلام مع الإسرائيليين. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن كيري طالب نتانياهو ب(خطوات لبناء الثقة) مع الفلسطينيين تقنعهم بعقد لقاء أولي بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي برئاسة وزيرة القضاء تسيبي ليفني والفلسطيني برئاسة صائب عريقات يمهد ربما للقاء بين نتانياهو وعباس. وأضافت أن كيري اقترح أن تطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين من السجون قبل اتفاقات أوسلو عام 1993. ويعتبر كيري أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط أولوية وزار المنطقة خمس مرات منذ تسلمه منصبه. وقلل مسؤولون أمريكيون من أهمية الآمال بتحقيق اختراق، إلا أن كيري عبر عن أمله بإحراز تقدم قبل أيلول (سبتمبر)، محذرا من إمكانية حشد عباس الرأي العام الدولي ضد إسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهدف كيري المباشر الآن ليس إيجاد تسوية للنزاع بقدر ما هو استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات.