أجمع عدد من سكان أحياء طريق مكة القديم على أن الخدمات في أحيائهم مصابة بأنيميا الإهمال وأنه لم يتم تضمينها في خطة التطوير، مؤكدين أن هذه الأحياء هي كيلو 10،8،7،6 والتي قارب عمرها من ال 60 عاما ولا تزال تعاني من ضعف الخدمات وضيق الأزقة بين المنازل وتراكم النفايات حتى إن معظم سكانها هجروها بسبب نقص الخدمات وعدم شموله للتطوير واتجهوا إلى الأحياء الجديدة. وبين الأهالي في تصريحاتهم ل«عكاظ» عن طموحاتهم في تطوير أحيائهم على شكل مربعات أسوة بالمخططات النظامية من توسعة الشوارع الداخلية وإيجاد مداخل ومخارج للحي إضافة إلى الإسراع في إدخال الكثير من خدمات الصرف الصحي وسفلتة الشوارع وغيرها من الخدمات التي تعيد إلى هذه الأحياء عنفوان شبابها. وفي الوقت الذي أوضحت فيها أمانة جدة أن توقف السفلتة في هذه الأحياء يعود إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي أعاقت إعادة السفلتة بحكم أن المسؤول عن المياه الجوفية هي شركة المياه الوطنية، فإن الأهالي يطالبون بوضع خطة لانتشال الأحياء الأربعة من سلة الإهمال وفقا لوصفهم. وفي هذا السياق، أوضح سعد الحربي سكان حي كيلو 6 أن العمالة الوافدة أخذت تنتشر داخل الحي بشكل كثيف في ظل انتقال السكان إلى أحياء أخرى أكثر تنظيما منذ سنوات مضت مما جعل هؤلاء يمارسون بيع وشراء الممنوع من النشوق وأنواع التدخين وغيرها من الأمور التي تهدد المواطنين، مستغلين وسط الشوارع إضافة إلى تأخرهم في إقفال المحلات حتى وقت متأخر من الليل مما ساهم في كثرة السرقات وسط المنازل بشكل كبير وطالبوا بمتابعة ذلك وأخذ التعهدات اللازمة على هؤلاء العمالة. وقال محمد علي من سكان كيلو 10 إن الإنارة غير موجودة في الشوارع الداخلية للحي، حيث إن المصابيح مطفأة لعدم وجود صيانة لها منذ عدة سنوات رغم المطالبات الكثيرة بإصلاحها إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث حسب قولهم، حيث بقيت الشوارع على حالها دون صيانة مما جعل الحي يقبع في ظلام دامس منذ سنوات رغم الشكاوى المتكررة من السكان للمطالبة بإصلاحها إلا أن البلديات المشرفة وقفت تتفرج دون أن تقدم أي خدمات للحي. وأشار كل من بدر الزهراني وسالم السلمي من سكان كيلو 8 أن شوارع الحي وعرة ومليئة بالحفريات القديم، وقالوا: السفلتة مفقودة حيث أهملت البلدية المشرفة الاهتمام بسفلتة الشوارع الداخلية والرئيسية، ما أدى إلى كثرة الحفر والمطبات بشكل ملفت وأن المطبات تسببت في إتلاف السيارات وأصبحت الشوارع لا تسلكها إلا سيارات الدفع الرباعي فقط في ظل التلفيات التي أصابت سيارات المواطنين، كما شكا السكان من انتشار المياه الآسنة وسط الشوارع والتي ساهمت وبشكل كبير في انتشار مثل هذه الحفريات وسط الشوارع وأمام المنازل وقال إن هذه من المشكلات المتكررة في جميع الأحياء الواقعة على طريق مكة القديم. وطالب تركي المحمادي وعمر هزازي بسرعة إيجاد حلول لتوطين السكان بدلا من هجر هذه الأحياء والبحث عن أحياء أخرى بديلة، لا سيما وأن معظم السكان هم من ذوي الدخل المحدود وقالوا إن منهم من باع منزله بثمن بخس ومنهم من استثمره بالإيجار والذين اكتض بهم الحي القديم حتى أصبحوا جزءا منه بل ويخاف الكثير من الزوار على الدخول وسط شوارعه الضيقة والمظلمة في الليل والمخيفة نهارا. وشكا أهالي هذه الأحياء من كثرة النفايات المنتشرة وسط الشوارع وأمام المنازل بشكل متكرر، حيث إن عربات النفايات لا تدخل وسط الشوارع الضيقة في ظل عدم متابعة البلدية والمراقبين للنظافة التي أصبحت تتراكم بشكل مخيف مصدرة الأمراض والحشرات والروائح الكريهة لمنازل المواطنين. ويقول سامي الحربي إن من مشاكل الحي كثرة الانقطاعات للكهرباء المتكررة في ظل اعتماد الأهالي على عداد واحد فقط لكل منزل بحكم أن أغلب المنازل بدون صكوك، حيث تجد منزلا مكونا من ثلاثة طوابق يعتمد في الكهرباء على عداد 60 أمبير وطالب بفتح الكهرباء للمواطنين حتى يتم القضاء على هذه الإشكالية. استكمال العمل المتحدث الرسمي لأمانة جدة المهندس سامي نوار أوضح بأنه يوجد حاليا لدى الإدارة مشروع لتطوير وتحسين لكامل طريق مكة القديم وجاري العمل به، أما فيما يخص شوارع الأحياء المجاورة والمتضررة فسيتم إدراجها ضمن خطط الإدارة المستقبلية، موضحا أن الأمانة تعمل وفق استراتيجية لاستكمال العمل بالبنية التحيتة في كافة أحياء مدينة جدة.