يجمع أهالي حي الرحاب الشعبي الواقع شرقي شارع دلة وصولا إلى طريق الحرمين أن الحي يشكو من الإهمال، موضحين أنهم يدعمون تطوير حيهم، وإنهاء مشكلة نصف الحي الذي لايزال بدون صكوك . وأوضح الأهالي أن شوارع الحي تئن ما بين طلبات الأهالي، ونقص الخدمات وليس انتهاء بالشكوى الجماعية من انتشار الجرذان ليلا في أزقة وشوارع الحي متخوفين من أن تنتشر الأمراض والأوبئة بسببها . ورصدت جولة «عكاظ» معاناة أهالي الحي والذي يعتبر جزءا من حي الرحاب المصنف من الأحياء الراقية في جدة . ويشكل حي الرحاب الشعبي مربعا كبيرا، ويعد ذا موقع استراتيجي، حيث يقسمه شارع التضامن العربي من الجهة الشرقية إلى جزء شمالي وجنوبي ويعتبر شارع محمد بن جبير أحد معالم الحي، ويتميز الحي بقربه من شبكة الطرق المهمة والرئيسة مثل شارع فلسطين، وشارع التحلية، وشارع الأربعين وطريق الحرمين . ويرجع عدد من الأهالي سبب ظهور الجزء العشوائي من منطقة الرحاب كحي كبير لوجود جزء كبير من الحي العشوائي بدون صكوك شرعية، والمشيد في الحي أغلبها مبان شعبية، في حين يطالب الأهالي شركة الكهرباء منحهم حق الحصول على عدادات كهرباء إضافية، حيث يقطن البيت الواحد نحو أربع عوائل من نفس الأسرة، ويستخدمون عداد كهرباء واحدا، وهو ما يؤدي إلى تكرار انقطاع التيار عن بعض الأهالي. ويشكل المواطنون أكثر من 95 في المئة من سكانه وبعضهم يقول إنه أحيا الأرض إحياء شرعيا، وسكن فيها منذ ربع قرن، ولدى البعض معاملات في المحكمة بشأن توثيق تملكهم لتلك العقارات، لا سيما أن عدم وجود صكوك شرعية في بعض أجزاء الحي حرمه من الخدمات ومن التطور. ورغم أن الحي من الأحياء الراقية والحديثة في شمال جدة غرب طريق الحرمين السريع إلا أن البؤر العشوائية فيه شوهت جمال وتطور هذا الحي الذي بنيت فيه عمائر وفلل من الطراز الحديث، بل إن سعر متر العقار في هذا الحي قفز في السنوات العشرة الأخيرة لأكثر من 5 أضعاف . ويؤكد الأهالي واقع حالهم فيقولون إن ما بين حي الرحاب 2 وحي الرحاب 5 نمت بؤر عشوائية داخل الحي قبل ربع قرن، وتمددت معها مشاكلها فأصبحت تتمدد وتنمو من حين لآخر، في حين يرحب كثير من الأهالي بأي عملية لتنظيم وتطوير وتأهيل الحي، والعمل على الحد من تزايد رقعة العشوائيات دعما لتوجه إمارة منطقة مكرمة المكرمة في إعادة تأهيل وتنظيم بعض الأحياء العفوية. كما رصدت «عكاظ» البيوت الشعبية، والأزقة التي لا يزيد عرض بعضها عن نصف متر، ولا يمكن لسيارات الدفاع المدني الوصول إليها ،بل إن سيارات البلدية نفسها تعجز عن أن تصل للمواقع الداخلية في الحي، ويمكن للراصد لهذا الحي مشاهدة المنخفضات والمرتفعات في الشوارع الداخلية التي يعاني بعضها من عدم وجود الإضاءة الكافية ويقول أحمد علي من سكان الحي «إن طفح البيارات من المشاكل التي تؤرق الأهالي»، مؤكدا أن الجرذان انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل مخيف في الحي وأصبحنا نخشى من الأمراض بسببها، ويطالب شركة الكهرباء بمنح الأهالي تسهيلات لإضافة عدادات كهرباء إضافية مع دخول الصيف ، إذ يعاني الأهالي وفقا لقوله من مخاطر الأحمال الكبيرة لنقص العدادات الكهربائية، ويشير إلى أن جزءا من الحي بدون صكوك لكن أصحابه يملكون وثائق تملك وبعضهم لديهم معاملات الإحياء الشرعي في المحكمة. ويقول شعوان علي إن الحي أصبح واقعا، ويقطنه آلاف المواطنين، وعلى أمانة جدة أن تعترف بواقع الحي، ولا تهمله بإهمالها للخدمات. فالأهالي يشكون من سوء النظافة في بعض الشوارع (تم توثيق حديثه بالصور، حيث رصدت عدسة عكاظ الأسبوعية شواهد لما أدلى به الأهالي من شهادات حول تراكم النفايات ) ويقول خالد العمري إن نقص النظافة، وطفح البيارة، ونقص إمدادات المياه، وضيق الشوارع والممرات، وعدم تخطيط الحي فضلا عن عشوائية الحي من أبرز المشاكل التي تؤرق الأهالي. ويدلي ياسر الحربي بشهادته وهو من سكان الحي ويقول « الجرذان تشارك الأهالي السهر ليلا، وتراها تسرح وتمرح في الأزقة والشوارع، كما أن المطاعم التي تقع في نطاق الحي غير نظيفة، فمن يستطيع أن يتسلل، ويدخل من الأبواب الخلفية المغلقة لتلك المطاعم سيشاهد العجب من القاذورات في ظل غياب تام لمراقبي الأمانة» . وشدد الحربي على أن الحفريات التي تجري حاليا في أجزاء من الحي والخاصة بإحدى شركات الاتصالات أزعجت المارة، وانتهى بقوله : «البيارات عندما تطفح في الأزقة والشوارع الداخلية تشكل شلالات من المتاعب للأهالي». أما يحيى علي والذي استوقفنا وهو في سيارته الوانيت أثناء خروجه من أحد الشوارع فطلب إيصال صوته إلى المسؤولين، لأن النظافة مهملة كما قال، والجرذان بحجم القطط تجوب الأزقة والحي، والنفايات تتراكم من حين لآخر، والصرف الصحي أقلق مضجعنا، والحي يحتاج إلى غربلة شاملة، واهتمام أكبر من قبل الأمانة، وشركة الكهرباء، ونتمنى من المجلس البلدي زيارة الحي ميدانيا، وتسجيل ملاحظات الأهالي، ومتابعتها مع المسؤولين . ويقول محمد الحربي إن شوارع الحي تعتبر ضيقة، ولا تسمح بمرور دوريات المرور والشرطة أو الدفاع المدني، كما أن جل سكان الحي من السعوديين، ويقطن عدد من غير السعوديين الحي منهم باعة العربات لكنهم في حالهم ولا يوجد منهم أي مشاكل. ويقول كل من علي عسيري، وأحمد صالح، ومحمد شعوان إن مجمل مطالب أهالي حي الرحاب الشعبي تتمثل في الخدمات المنقوصة من البلدية في المقام الاول، حيث سوء التخطيط، والبيوت الشعبية، ونقص الإضاءة الداخلية في الشوارع و (الأزقة). عبدالله الشهري يشكو كثرة المياه الجوفية، ويقول في الرحاب «4» وتحديدا شارع ابن جبير وهو الشارع الذي يقسم حي الرحاب 2 4 تشاهد البيوت الشعبية، وجنوب القنصلية الإندونيسية ترصد الأزقة والبيوت العفوية والعشوائية، والشوارع الضيقة كما أن هناك مشكلة تتكرر وهي طفح (الصرف الصحي) بشكل ملحوظ . أمانة جدة أعلنت أن جزء من حي الرحاب يصنف ضمن المناطق العفوية، وأنه مدرج في قائمة الأحياء المزمع تحسينها، وإعادة تنظيمها وفق خطة تنفذها الأمانة فيما تؤكد بلدية العزيزية أنها مهتمة بشكاوى الأهالي . تلقي الشكاوى المهندس حسن الزهراني أمين جمعية مراكز الأحياء في جدة أوضح أنهم يتواصلون مع الأهالي لحل مشاكلهم؛ بالتنسيق مع الجهات المختصة، وأنهم يرحبون بتلقي أية شكاوى من الأهالي لعرضها أمام الجهة المختصة، في حين أكدت الشركة السعودية للكهرباء أن لديها اشتراطات محددة بالتنسيق مع الأمانة بشأن إيصال الكهرباء للمنازل، وأن أي طلب يخضع قبوله ورفضه للاشتراطات المطلوبة ومنها صك التملك، ورخصة البناء، وتقرير المساح الفني، وأن الشركة تسعى لتقديم الخدمة المطلوبة للمشتركين.