لم يغير مرور نصف قرن على إنشاء حي الكيلو 8 جنوبي جدة، أيا من معالمه، بل على العكس يرى السكان أن الخدمات أكل عليها الدهر وشرب، وبلغت المرحلة «صفر» بعدما لم يحظ الحي بأي نوع من الخدمات التي تطوره أو على الأقل تبقي على ما فيه بصورة جيدة، الأمر الذي جعل المرور في جنباته أشبه بعبور أنفاق صغيرة في ظل صغر الشوارع وضيق الأزقة، فيما النفايات تملأ الشوارع. ويبدو أن حال الحي دفع الكثير من أصحاب المنازل الذين في داخله إلى بيع أملاكهم والرحيل إلى أحياء أخرى تتوفر فيها ولو أبسط مقومات الخدمات، فيما قرر البعض الآخر الإبقاء على منزله، واستثماره بتأجيره لعمالة وافدة لا يهمها وضع الحي بقدر قيمة الإيجار المنخفض، فاكتظ الحي بالعمالة الوافدة إلى الدرجة التي طمست معالمه، الأمر الذي دفع الأهالي إلى المطالبة بالإسراع في تطوير الحي إلى مربعات أسوة بالمخططات النظامية من توسعة للشوارع الداخلية وإيجاد مداخل ومخارج للحي، وتوفير الخدمات من صرف صحي وسفلتة أملا في استعادة الخدمات المفقودة في الحي. وأكد عدد من أهالي الحي منهم: علي الزهراني وخالد الحربي وسعد الأحمدي وتركي الهزازي أن العمالة الوافدة أخذت تنتشر داخل الحي بشكل كثيف في ظل انتقال السكان إلى أحياء أخرى أكثر تنظيما منذ سنوات مضت مما جعل هؤلاء يمارسون بيع وشراء الممنوع من النشوق وأصناف السجائر وغيرها من الأمور التي تهدد المواطنين مستغلين وسط الشوارع إضافة إلى تأخرهم في إقفال المحلات حتى وقت مأخر من الليل مما أسهم في كثرة السرقات وسط المنازل بشكل كبير، مطالبين الجهات المعنية والجهات الأمنية بمرورها داخل أزقة الحي وطالبوا بمتابعة ذلك وأخذ التعهدات اللازمة على هؤلاء العمالة. ويشير حمود العتيبي إلى عدم وجود إنارة في مصابيح الشوارع الداخلية حيث توقفت عن العمل لعدم وجود صيانة لها منذ عدة سنوات رغم المطالبات الكثيرة بإصلاحها إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث حسب قولهم، حيث بقيت الشوارع على حالها دون صيانة مما سهل السرقات وتواجد المشبوهين من أرباب السوابق يهددون صغار السن عند اللهو في الشوارع المظلمة في ظل كثرة تجمعات الشباب أمام المنازل ووسط الشوارع لاسيما أن الكثير منهم يأتي من خارج الحي مما سبب الإزعاج للسكان. وبين خالد الجيزاني أن الأهالي يصفون شوارع الحي بالوعرة نظرا لكثرة الحفريات المنتشرة وسط الحي القديم: «السفلتة مفقودة منذ عشر سنوات تقريبا حيث أهملت البلدية المشرفة الاهتمام بسفلتة الشوارع الداخلية والرئيسية، حيث كثرت وبشكل ملفت انتشار الحفريات التي أتلفت السيارات وأصبحت الشوارع لا يسلكها إلا سيارات الدفع الرباعي فقط في ظل التلفيات التي أصابت سيارات المواطنين كما شكا السكان من انتشار المياه الآسنة وسط الشوارع التي ساهمت وبشكل كبير في انتشار مثل هذه الحفريات وسط الشوارع وأمام المنازل». كما شكا الأهالي من كثرة النفايات المنتشرة وسط الشوارع وأمام المنازل بشكل متكرر حيث إن عربات النفايات لا تدخل وسط الشوارع الضيقة في ظل عدم متابعة البلدية والمراقبين للنظافة التي أصبحت تتراكم بشكل مخيف مصدرة الأمراض والحشرات والروائح الكريهة لمنازل المواطنين. وأضافوا: إن محلات الحي أصبحت تبيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية أو التي يتبقى عليها أيام معدودة بهدف الكسب بحكم أنهم يبيعونها بثمن بخس والتي تتاجر بها العمالة الوافدة على المواطنين وصغار السن والتي تسيطر على هذه المحلات والبقالات الصغيرة تحت كل منزل في ظل ضعف متابعة مراقي البلدية بشكل يومي أو أسبوعي على الأقل، فميا تعمل معظم هذه البقالات دون تراخيص. وقال فايز السلمي إن من مشكلات الحي كثيرة قطوعات الكهرباء المتكررة في ظل اعتماد الأهالي على عداد واحد فقط لكل منزل بحكم أن أغلب المنازل بدون صكوك حيث تجد منزلا مكونا من ثلاثة طوابق يعتمد في الكهرباء على عداد بقدرة 60 أمبير، مطالبا بفتح الكهرباء للمواطنين حتى يتم القضاء على هذه الإشكالية.. مشروع ضخم وأوضح رئيس بلدية الجامعة المهندس حسن غنيم أن إدارته تعمل حاليا على توسعة شوارع مداخل ومخارج الحي وهو حسب قوله مشروع ضخم تعمل عليه أمانة جدة حاليا لتطوير الأحياء العشوائية، مشيرا إلى أن توقف السفلتة يعود إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي أعاقت إعادة السفلتة بحكم أن المسؤول عن المياه الجوفية هي شركة المياه الوطنية، مضيفا: إن إدارته رفعت طلب صيانة مشروع إنارة شوارع الحي إلى الأمانة وأنها تنتظر الرد من أجل إضاءة الشوارع وصيانتها.