ينتظر أهالي محافظة الوجه بفارغ الصبر الاستفادة من مشروع «برنامج خادم الحرمين الشريفين لترميم المساجد» أسوة بباقي المناطق، ورغم أن أعمال الترميم شملت بعض المساجد كالنحاس والشهداء، ومازال العمل جاريا في ترميم مساجد حماص والصمدة والرس، إضافة إلى مصلى العيد، فيما لايزال البعض منها متوقفا تماما. «عكاظ» التقت عددا من مؤذني وأئمة هذه المساجد للوقوف على حالتها، حيث أبدى الشيخ سليمان الجزيري إمام مسجد النحاس دهشته لاقتصار الترميم على أعمال الدهانات على رداءتها، وتغيير مصابيح الإضاءة فقط مع تدعيم السطح دون أن يشمل ذلك الفرش والتكييف، على حد قوله. وشاركه الرأي الشيخ حمدان بن عبدالله الوابصي إمام مسجد الشهداء، مضيفا أن المؤسسة المنفذة لم تقم حتى الآن بتغطية علب الكهرباء. فيما أظهر سليم بن سعد الجوهري من مسجد الرس عدم رضاه عن الكيفية التي تسير بها عملية الترميم شأنه شأن جميع أهل الرس وذلك لمرور أكثر من عام كامل دون أن تنتهي. وفي مصلى العيد الذي يقوم بالترميم فيه عاملان فقط من جنسية عربية، أوضح حسن أحمد الدهان أنه على كفالة إحدى المؤسسات من محافظة الوجه وقد تم الاتفاق معه من قبل أحد الأشخاص من بني جلدته على القيام بكامل أعمال الدهانات لهذا المصلى. وزاد زميله أشرف فوزي أن هذا المصلى لم يكن الأول بالنسبة لهم إذ سبق لهم العمل بمساجد أخرى عن طريق الوسيط نفسه والذي دأب على التعامل معهم في أعمال الدهانات دون أن يعلموا شيئا عن المؤسسة القائمة بأعمال الترميم. وعن جماعة مسجد الصمدة، تحدث علي سالم البلوي مؤذن المسجد قائلا: «لنا ما يزيد على أربعة أشهر وهي المدة التي بدأت بها أعمال الترميم ونحن نصلي تحت لهيب الشمس الحارقة حتى أصابت الحساسية العديد من جماعة المسجد لتعرض الفرش لحرارة الشمس والغبار، وذلك للطريقة التي تسير بها أعمال الترميم، فالعمالة تأتي على فترات متباعدة وحين حضورهم يتم العمل لمدة قصيرة جدا دون أن ينجزوا شيئا يستحق الذكر. وبسؤالهم عن ذلك يقولون نحن مأمورون وليس بيدنا غير ذلك». كما ناشد عايد البلوي، من جماعة المسجد، المسؤولين لبناء مظلة مؤقتة لتخفف عنهم بعضا من حرارة الشمس خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك. وتحدث من مسجد حماص كل من كاتب بن عبدالله غزالي وبدر بن مرزوقي معيطي، لافتين إلى توجه المصلين للصلاة في مساجد خارج الحي لعدم توفر مسجد، مشيرين إلى أن العمل بالمسجد متوقف منذ ما يزيد على خمس سنوات «وطوال هذه المدة ونحن على هذه الحالة حيث كنا نصلي في مسجد صغير ونظرا لزيادة عدد سكان الحي اقترح إمام المسجد الرفع للأوقاف لعمل توسعة له وتم بالفعل القيام بذلك من فاعلي خير لم يستطيعوا إكماله بعد عام من هدمه بعد أن قاموا بعمل جزء بسيط جدا من أعمال البناء». ويرى الشيخ محمد بن حسين الصالح آخر إمام للمسجد قبل عملية الهدم أن ما شجعهم على الفكرة هو تكفل أحد أقارب باني المسجد بهذا العمل، ولكنه واجه عقبات حالت دون قيامه بذلك مما جعل إدارة الأوقاف تتجه لفاعلي خير توقفوا عن العمل به بعد مضي عام من الهدم. ومن جانبه، أوضح مدير أوقاف الوجه منصور البلوي أن هذا المسجد قد تم رفعه مؤخرا إلى وزارة الشؤون الإسلامية للنظر في موضوعه. ومن ناحيته، أفاد ل«عكاظ» مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة تبوك الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المبارك أن التأخير في الأعمال لا يخرج عن حالتين، إما أن يكون المتبرع ببناء المسجد أو ترميمه فاعل خير وفي هذه الحالة علينا أن نصبر عليه فهو في الأصل لم يقم بذلك إلا لكسب الأجر والثواب من الله، ولكن الفرع لا يتركه تماما بل يقوم بالتواصل معه من باب المشورة والمساعدة حتى يتم له إكمال عمله، والحالة الثانية أن يتم ترسية المشروع على مؤسسة ما، ويكون التأخير داخل إطار المدة الزمنية المتفق عليها في العقد، أما من يتأخر بشكل كبير دون إنجاز ملحوظ فيتم مخاطبته مباشرة وعليه تقديم مرئياته حول هذا التأخير.