طالب مساعد الخويطر المدير التنفيذي في إحدى شركات المسابقات الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى تقديم الدعم لرياضة السيارات والمساهمة فيها بشكل فاعل لرعاية مواهب الشباب، منتقدا في الوقت نفسه التركيز فقط على رياضة واحدة «كرة القدم».. واقترح في حوار مع «عكاظ» إلزام الشركات الوطنية برعاية مواهب الشباب، باعتبارهم القناة التي تحقق أرباحا ومكاسب، مشيرا إلى أن الشركات تتباهى بفئة الشباب في الصحف المحلية لعكس صورة إيجابية لوكلائها في الخارج، فيما لا تقدم شيئا من تلك الأرباح للمجتمع. واشار إلى أن الأخطار الناجمة عن ممارسة التفحيط تتمثل في انتشار الحوادث المرورية، فضلا الخسائر في الأرواح والمواهب، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالمجتمع، مؤكدا أن ساحات التفحيط بيئة مناسبة للمروجين وتجار الممنوعات. ما هي الأسباب الحقيقية وراء ممارسات التفحيط؟ - التفحيط هواية مثل أي هواية في العالم.. وانتشرت بشكل كبير وتنوعت أشكالها وأسرارها وأصنافها مثل «تفحيط العقدة أو السلسلة أو الاستفهام أو التعريض» وجميعها أساليب خاطئة لأنها لا تمارس بطريقة صحيحة داخل ساحات خاصة تتوافر فيها وسائل السلامة.. ولعل برامج السيارات والسرعة ساهمت في تعزيز الطاقة الموجودة داخل الشباب وجعلتهم يخرجونها بطريقة سلبية على الطرقات. ما هي الأخطار الناجمة عن استمرار الممارسة سواء على الهاوي وعلى المجتمع؟ - الأخطار كثيرة ولا نستطيع حصرها لأنها تتطور مع استمرار الخطأ، فمثلا عند بداية ممارسة التفحيط انتشرت الحوادث المرورية، ومع استمرار التفحيط انتشرت مشكلات الشباب نتيجة لتجمعاتهم حول الأماكن التي يمارس فيها المفحطون هواياتهم، كما تطورت المشكلات إلى القتل والتحطيم وأخيرا التجمعات السلبية وممارسة التفحيط في ساحة «عويرض» كما يفضل بعض الشباب تسميتها، والتي أدت إلى الاشتباكات، كما أن مواقع التفحيط تحولت إلى بيئة مناسبة لمروجي الممنوعات. وما أريد أن أقوله إن هذه التجمعات السلبية لا تؤدي إلا للخسائر في الأرواح والمواهب، بل تلحق الضرر أيضا بالمجتمع وأمنه واستقراره. هل تعتقد أن الحلول المطروحة كافية لاستقطاب الشباب المفحط نحو الاستثمار الأمثل؟ - من وجهة نظري لا توجد حلول، وجميع ما تشاهده أو تسمع عنه عبارة عن اجتهادات شخصية ولا تقدم شيئا، لأن الأفكار الجيدة تحتاج إلى أصحاب الخبرة والمال، ولن يتأتى ذلك إلا بشراكة القطاع الخاص الذي يوفر المال للشباب لكي يتمكن من ممارسة رياضته إما بالاستثمار في أندية تصقل مواهب الشباب بطريقة علمية كما يحدث في الخارج أو دعمهم ليشاركوا في مناسبات محلية وإقليمية وعالمية، فرياضة السيارات مكلفة وتحتاج المال، والقطاعان العام والخاص مسؤولان عن ذلك، فالأول يقدم الأنظمة والتسهيلات، والثاني يقدم الدعم من باب المسؤولية الاجتماعية. هل النوادي الرياضية للسباق كافية في الوقت الراهن.. هل هناك محفزات من الأجهزة الحكومية للتوسع في إنشاء الأندية الرياضية للسيارات؟ - لا توجد أندية بالمعنى الكبير ولكنها حلبات للسباق مؤهلة بشكل احترافي، مثل حلبة الريم وديراب في الرياض، وحلبة الكابتن عبدالله باخشب في جدة، والآن لدينا حلبة الشرقية التي تخضع تحت إدارتنا وتستضيف بطولات محلية.. وكل ذلك أعتبره نواة لتأسيس رياضة السيارات، ولو تلاحظ فإن جميع الحلبات أنشأها أبطال ومحبون لهذه الرياضة، وأتمنى أن تعمم هذه الفكرة وتصبح أكثر احترافية، فلو وجدت حلبة في كل منطقة تستوعب الشباب وتدربهم لنجحنا في القضاء على مشكلات التفحيط. كيف تنظر لرياضة سباق السيارات؟ وما أهم الأخطار المترتبة عليها؟ - السعودية تعتبر أكبر سوق لصناعة السيارات في الخليج، وبالنسبة للشركات فإن المملكة تعتبر سوقا مهم لرواج تجارتها في هذا القطاع، ولكن للأسف لا يوجد توسع لهذا الاهتمام فالشركات لا تساهم في فتح أندية حتى على مستوى شركاتها إلا بعد اقتناعها بما يحقق لها الترويج إعلاميا من خلال رعايتها لشاب.. ولدينا أبطال حقيقيون حققوا إنجازات عالمية باجتهادات شخصية وللأسف لم يلتفت لهم أحد لا إعلاميا ولا حتى على المستوى المحلي، وأقترح أن تلزم الشركات برعاية مواهب الشباب، فهم يحققون أرباحا خيالية ويتباهون بها في صحفنا المحلية ليعكسوا صورة إيجابية لوكلائهم في الخارج. باعتبارك أحد ممارسي التفحيط سابقا، ما هي جهودك لاستثمار التجربة في تحويل الشباب نحو نشاطات أخرى؟ - أنا كنت من المفحطين السابقين ولكنني استطعت تغيير مساري والتوجه إلى الرياضة السليمة بجهود شخصية وتعاون من الأصدقاء، استطعت تحقيق أحلامي في افتتاح حلبة لرياضة السيارات وهي تعد الأولى في المنطقة، وعانيت كثيرا واجتهدت ولم ألتفت للإحباطات والعقبات حتى أحقق أهدافي. ما هي المواصفات التي تشترط في الممارس لرياضة سباق السيارات؟ - رياضة السيارات لها أنواع عدة ولا تشترط مواصفات معينة ولكنها تحتاج اللياقة البدنية، ونحن في حلبة الشرقية نوفر ما يحتاجه الشاب المتسابق في المرحلة التأسيسية والمراحل المتقدمة، ونوفر له المكان المناسب ليمارس هوايته. ومن وجهة نظري لن يرتفع مستوى الوعي إلا بتعدد وكثرة النشاطات في هذه الرياضة وابتكار أفكار جديدة وإبداعية للبرامج والسباقات التي من خلالها ستستمر الرياضة وستتطور.