كشف الأمير بندر الفيصل الرئيس الفخري لحلبة الريم، عن تقديمه 80 مليونا لإنشاء حلبة الريم دعما منه للشباب لممارسة هذه الرياضة، مؤكدا أن الميزانية المعتمدة سنويا تقدر ما بين 55 إلى 65 مليون ريال، واعتبر الأمير بندر الفيصل أن هدفهم في الوقت الحاضر زيادة عدد الحلبات، أسوة بتلك الموجودة في لندن والتي تصل عددها ل35 حلبة، موضحا في هذا الحوار أن الهدف الأساسي من إنشاء حلبة الريم هو تحقيق الإثارة والمتعة لعشاق هذه الرياضة التي تعتبر من أقدم الرياضات عالميا، إذ بدأ بها اليونان (الأومبكس) منذ القدم، واعتبروها نوعا من الثقافة والرقي، مطالبا الشركات بالتوجه لرعاية هذه الرياضة، لتحقيق النجاح المعهود ولوضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذه اللعبة، حديث الأمير بندر الفيصل نستعرضه في السطور التالية: • في البداية حدثنا عن حلبة الريم؟ حلبة الريم الدولية خلقت في قلب الطبيعة لتقدم مزيجا فريدا من الإثارة والاسترخاء لجميع أفراد الأسرة، وهي عبارة عن إنشاء أول منصة لصناعة رياضة السيارات والترفيه العائلي في المملكة، كما ستركز الحلبة على أن تكون المركز في هذه الصناعة، وأن تصبح الوجهة الإقليمية لتعليم رياضة السيارات والترفيه العائلي، وهي تقع غرب مدينة الرياض وتبعد عنها قرابة 70 كيلو مترا بالقرب من المزاحمية. تربية رياضية • ما هي الأهداف الحقيقية وراء إنشاء هذه الحلبة؟ في المقام الأول تطوير وإنشاء ناد ومنتجع رياضة السيارات الأكثر تميزا في المنطقة، والذي يؤمن المتعة والإثارة في آن واحد، والتربية الرياضية للسيارات، وتستضيف الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، ووضع المملكة على الخريطة العالمية لرياضة السيارات، ولتوجيه طاقة الشباب الوطني بالاتجاه الصحيح لرياضة السيارات واستثمارها في تكنولوجيا المحركات وهندسة وإدارة السباقات وتخريج أبطال سعوديين. حلبة دولية • كم سباقا يقام على حلبة الريم؟ الحلبة الأولى مرخصة من الاتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية على المستوى العالمي الثالث، لتكون موطنا للمحترفين والهواة من عشاق هذه الرياضة، ليعيشوا تجاربهم ويكشفوا عن مهارتهم، وتعتبر الحلبة من أكثرا الحلبات الفنية في المنطقة، حيث يمكن تقسيم الحلبة لعدة حلبات وتشغيل سباقات مختلفة بمهارات مختلفة على كل حلبة في آن واحد، بالإضافة إلى ذلك هذه الحلبة المتطورة تجذب سباقات وأحداث لم تكن موجودة في الماضي القريب، حيث استضافت الحلبة أهم السباقات الإقليمية والمحلية (سباق المبرجيني سوبر لجيرا، بطولة المني السعودية، بطولة الردكال السعودية، بطولة كأس لوتس الشرق الأوسط، كأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط، بطولة شفورلية سوبر كار الشرق الأوسط، والعديد من الأحداث كإطلاق نادي بورش في السعودية، والبنتلي جي5، ورولز رويز هذا هو الموطن المثالي لإطلاق المنتجات)، ولن نستطيع أن ننسى الصانع الأول لأبطال رياضة السيارات (الكارتنغ)، حيث يبلغ طول الحلبة 1.2 كلم وقد استضافت أول بطولة وطنية للكارتنج (بطولة الاتحاد السعودي للكارتنج). شريك الإنجازات • ما هو دور الإعلام تجاه هذه اللعبة؟ دوره مهم جدا فهو شريك لأي منجز، فالصحافة والثقافة تختلف عن التعليم، والإعلام سواء كان المرئي أو المقروء له دور مهم وكبير في تثقيف الشعوب، وإرسال رسائل تعكس الواقع والتطور التي تشهده المملكة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين، والصحافة السعودية تطورت وحققت مكاسب كبيرة وحملت على عاتقها مسؤولية إظهار التطور الحقيقي التي تشهده المملكة بدون رقابة ولا متابعة وبحرية تامة وفقا لمعايير وأسس تحددها الصحافة بحسها وتقديرها وتأثيرها الواضح، وهناك تفاعل من قبل الإعلام السعودي لإظهار هذه اللعبة للشباب، ولتوضيح الصورة الجميلة التي تكنها اللعبة. خدمة الشباب • ما هي الدوافع الأساسية للتفكير في إنشاء هذه اللعبة؟ الدافع الأساسي هو الشباب، فأنا بنيت هذه الحلبة لخدمة الشباب وأنا لا ناقة لي ولا جمل من ناحية المردود المادي، ولا أملك فيها سهما واحدا ودفعت من جيبي الخاص أكثر من 80 مليون ريال تكلفة بناء الحلبة من غير قيمة الأرض، ويصرف عليها سنويا ما يقارب 36 مليون ريال. رعاية اللعبة • ما هو الواجب على رجال الأعمال السعوديين تجاه النهوض بالألعاب المختلفة؟ يجب علينا كسعوديين من جميع الجهات تشجيع هذه الرياضات ليس كرة القدم ولا رياضة السيارات، ولكن جميع الرياضات الأخرى وتكون في نفس المستوى من التشجيع والرعاية من الشركات التي تملك المال؛ لأننا نريد النهوض بالمملكة بجميع الاتجاهات والمجالات، ونطلب من رجال الأعمال التعاون من ناحية الرعاية، لأنهم سيدعمون ويطورون اللعبة وتساعد على النهوض بها إلى المصاف العالمية. ثقافة ورقي • متى عرفت هذه الرياضة؟ هذه الرياضة معروفة عالميا من قديم التاريخ من أيام ما بدأ بها اليونان (الأومبكس)، وهي نوع من الثقافة ومن الرقي، فيجب على شركاتنا أن تتعاون في هذا الصدد وتعيد للوطن بعض الأشياء التي كسبوها من الوطن فهو (رد جميل) بتشجيع الشباب في الرياضات بصفة عامة، ورياضة السيارات بصفة خاصة، يجب علينا إذا أردنا منافسة دول العالم الأول والثاني أن نعتمد ونعمل لهذا الشيء. منافسة عالمية • ما هي النظرة المستقبلية للعبة؟ نتطلع أن تنتشر هذه اللعبة في أرجاء المملكة وننتج سائقين وسيارات منافسة في العالم؛ لأن في لندن ما يقارب 35 حلبة، وهي ليست كلها عالمية، فبتالي يجب أن تنتشر هذه اللعبة تحت مضلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوجود اتحاد السيارات الذي يضع الأنظمة، فنحن ننتظر مستقبلا زاهرا بمساعدة الآخرين، وأنا شخصيا سأقف مع كل من يريد أن ينهض بهذه اللعبة وأشجع كل من يعمل حلبة. تقنية متطورة • ما هي التقنية المستخدمة في الحلبة؟ التقنية المستخدمة في حلبة السيارات من نفس التقنية التي تستعمل في الفضاء والطيران وبنفس المستوى والدقة، وأتمنى أن تنتشر هذه اللعبة في مناطق المملكة، وتكون لدينا حلبات في مختلف المناطق. حلبات متعددة • ما هو جديد حلبة الريم في هذا الموسم؟ إنشاء فندق صغير مطل على الحلبة، كما سيتم افتتاح حلبات أخرى في نفس الموقع، والسبب وراء تأخير إنشاء الحلبة هو تأخر الدفعات من قبل الشركات الراعية، فلم تدفع لنا شيئا حتى الآن، لذلك أضطررت لدفعها من جيبي الخاص. تجمع سباقي • بعد عدة سنوات كيف ترون حلبة الريم؟ أملي شخصيا أن تصبح حلبة الريم أكبر تجمع في العالم لسباقات السيارات والمواصلات بجميع أنواعها في العالم؛ لأن طريقة عرض الحلبات في أوروبا تكون بحلبات متفرقة وفي أماكن متباعدة، فأنا أريد أن أجمع الحلبات في موقع واحد على أساس أن المتفرج يأتي برفقة أصحابه وعائلته، والكل يشاهد ما يحب من أنواع السباقات تحت مضلة واحدة وفي موقع واحد. مواقع للعائلات • ما هي الأعمال القائمة الآن في الحلبة؟ جار العمل الآن على إنشاء أماكن للعائلات وللأطفال ليستفيدوا منها، ونظرا لقصر المدة التي منحت لنا تأخرنا في إنشائها، ولكن العمل مستمر لإنشاء المباني بطراز حديث لتوفير المتعة للمتابع لأنه الهدف الحقيقي لنا. رعاية الشركات • ما هي تكلفة ميزانية الموسم الواحد، وكيف يتم توفيرها؟ الميزانية صعب تحديدها؛ لأن هناك أجزاء مختلفة وأطرافا عدة متفرقة، مثل الحلبات التي يتم تأجيرها للشركات الراعية، وننتظر المبالغ التي تدفعها الفرق المشاركة في السباقات، وبالتالي يصعب تحديدها؛ كون العلاقة بين زيادة الشركات الراعية وارتفاع المبالغ طردية، بحيث يزيد المبلغ في حال تعدد الشركات الراعية، والعكس صحيح في حال قل عددها، ونحن متفائلون أن الشركات ستتنافس على الرعاية؛ لأن الحلبة لاقت قبولا واسعا من أطياف المجتمع، والميزانية الثابتة التي يعد لها كل موسم هم لموظفي الحلبة وفريق الصيانة لهم ميزانية ثابتة تجهز قبل كل موسم، وما أتى بعدها يعتمد بالدرجة الأولى على التسويق وهناك فريق مكون من خبراء في التسويق لجلب الشركات الكبرى سواء داخل المملكة أو خارجها لرعاية هذه الحلبة، ميزانية الريم للموسم الجديد زادت عن الموسم الماضي فهي تقريبا من 55 إلى 65 مليون ريال. دعاية قوية • هل الوصول لأن تكون الحلبة عالمية يتطلب جهدا وعملا كبيرا؟ طبعا لا؛ لأن العالمية هي عبارة عن شركات عالمية تأتي من خارج المملكة لترعى السباقات، وقدومها يتطلب دعاية قوية واهتماما باللعبة بشكل جيد، فنحن نوفر لهم المكان والجو المطلوب وهم يستأجرونه وفقا لمعايير يحددونها. تخطيط مسبق • هل هناك معوقات واجهتكم في البدايات؟ لا يوجد أي معوقات واجهتنا؛ لأننا وفقنا في اختيار التوقيت المناسب لإطلاق هذه اللعبة، كون فكرة هذه الحلبة تراودني منذ أكثر من 20 سنة، وكنت أنظر في وضع الشباب في تلك الفترة وكان الوعي بهذه اللعبة غائبا تماما، فأرتأيت أن تؤجل لأنها لو افتتحت هذه اللعبة في تلك الفترة (لفشلت فشلا ذريعا)، ولكن من ملاحظتي خلال الخمس السنوات الماضية هناك وعي من قبل الشباب واهتمام ورغبة لتعلم هذه اللعبة، فبدأنا بالتخطيط من خمس سنوات حتى تم إنشاء هذه الحلبة بحمد لله. صعبة للغاية • ما هي مميزات حلبة الريم؟ الحلبة مصممة تقنيا على أن تكون صعبة جدا؛ لأن توجهي في الحقيقة ليست السرعة ولكن بناء السائق الممتاز والمتنافس الذي يعرف كيف يتحكم في سيارته، ولذلك فهي ثاني أصعب حلبة في العالم وليست مثل الحلبات الموجودة في البحرين والإمارات والكويت، فالسائق هنا في الريم لو يذهب للحلبات الأخرى يجدها سهلة جدا فيتفوق بكل سهولة؛ لأن حلبة الريم لم تبن للسرعة ولكن لتعليم القيادة الفعالة. أكاديمية الريم • هل هناك كليات أو معاهد لتعليم القيادة؟ نعم هناك أكاديمية الريم هي أول أكاديمية عالمية في الشرق الأوسط، وهي أحد أهم الأساسات في فلسفتنا من خلال تخصيص مدربين عالمين لإعداد وتطوير عشاق رياضة السيارات والعمل كخطوة أولى على أرضية صلبة، وتقديمهم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في عالم رياضة السيارات، وهي أكاديمية ستحمل على عاتقها مبادرة تحويل الاعتقادات الخاطئة عن رياضة السيارات على أنها قيادة متهورة إلى أنها قيادة احترافية آمنة، والهدف الأساسي للأكاديمية تعليم الجيل الجديد من السائقين المسؤولية وترسيخ أهمية السلامة من خلال برامج ودورات تدريبية على القيادة الدفاعية وبرامج القيادة التنافسية، وتعمل على أساس إنتاج شباب سعودي محترف أعمارهم بين 1419 عاما ووفقنا في ذلك، حيث إن السباق الأخير الذي أقيم الأسبوع الماضي كان هناك شباب أعمارهم 14عاما، وهذه القاعدة التي نبحث عنها، وهي تبني المستقبل لإنتاج سائقي فرق، وفي المستقبل سيتم توسيع الكلية بإنشاء مبنى كبير وحديث ومعلمين متخصصين لأبطال عالميين في اللعبة، لتعليم الشباب الطرق السليمة لأبجديات اللعبة وأحد أهم أركان نجاح الحلبة، حيث يرحب النادي بعالم جديد مميز بالفخامة والمتعة لنخبة المجتمع ولعشاق هذه الرياضة، حيث سيجدون ما يفتقدون. • رسالتك للشباب؟ أتمنى من شبابنا أن يحافظوا على أنفسهم أولا ولا يتهوروا في القيادة في الأماكن العامة؛ لأنك لو كنت ماهرا في قيادة سيارتك فحتما الذي أمامك لن يكون مثلك، فالحذر والاحتياط واجب، والحمد لله الآن هناك أندية لتعليم القيادة السليمة، فما عليكم يا شبابنا إلا التوجه إلى هذه الأندية لتتعلموا منها الطريقة السليمة للقيادة، وأنا أدعوا من منبر «عكاظ» الشباب في جميع مختلف مناطق المملكة أن يزوروا حلبة الريم ويستمتعوا بأجواء السباقات الممتعة، وأتمنى التوفيق للجميع.