جأر عدد من المواطنين والمراجعين بالشكوى من البطء الشديد في إنجاز المعاملات لدى أمانة منطقة جازان، حالها كحال عدد من البلديات التابعة لها بسبب غياب الموظفين وعدم ملاءمتهم أو كفاءتهم للعمل، واصفين ما يحدث في الأمانة بأنه كركبة وضياع للطاسة. وفي الوقت الذي نفى فيه المتحدث الإعلامي في الأمانة طارق رفاعي ادعاءات المواطنين مؤكدا أن ذلك من شأن الأمانة وليس لوسائل الاعلام دخل بها، أبدى ل «عكاظ» عدد من الأهالي استياءهم من بطء العمل وسوء التعامل وركضهم من صالة إلى أخرى للبحث عن الموظف أو عن جواب شاف لمعاملاتهم. يقول أحمد عبدالله: أراجع الأمانة منذ شهر، لأتابع معاملة تتعلق باستخراج صك على أرض امتلكها وكلما راجعت الموظف الذي توجد لديه المعاملة، يأتي رده: راجعني الأسبوع المقبل، حتى مضت فترة طويلة، مضيفا: موظفو الامانة يفتقدون حس التعامل مع المراجعين، كما أنهم يفتقدون الآلية المثلى للقيام بأعمالهم على أكمل وجه، ما يشعر معه المراجع بضياع الموظف وعدم تركيزه مع مشاكل المراجعين على حد تعبيره، لدرجة أنك تتوجه لأحدهم بسؤال عن أمر معين يرسلك إلى مبنى آخر، وما تلبث أن تصل حتى تجد الرد: اذهب إلى المبنى الأول، وهكذا دواليك، فيظل المراجع يدور في دائرة مفرغة، وكأنهم يفتقدون الخبرة وطبيعة الخدمة التي يقدمونها للمراجعين، ناهيك عن النبرة التي لا تخلو من الغضب. ويشير مرعي الفيفي إلى أنه يراجع الأمانة منذ أكثر من شهرين بشكل يومي، حيث توجد لديه معاملة مازالت لم تنجز بعد، رغم أنه يقطع مسافة تزيد على 300 كلم يوميا، إضافة إلى كونه موظف ويصعب عليه الاستئذان من عمله بشكل يومي لإنهاء معاملته في الأمانة، لافتا أن هذا دليل على عدم مراعاة الموظفين ظروف المواطنين الآخرين. أما خالد حكمي فيؤكد أنه يراجع الأمانة منذ ثلاثة أشهر لمتابعة معاملة تتعلق بتوصيل التيار الكهربائي إلى منزله، فيجد الموظف مشغولا مرة، ويخبره أنه لا يمكن إنجاز معاملاته إلا في وقت آخر تارة، ومرة ثالثة غير متواجد على مكتبه، ويحكي أنه في إحدى المرات عند مراجعة الأمانة وجد الموظف يستأذن لتناول طعام الإفطار في الوقت الذي يضج المكتب بالمراجعين، فيما ظل الجميع في انتظاره حتى قبل انتهاء الدوام بوقت قصير، وعند عودته اعتذر بأنه اضطر لإحضار ابنه من المدرسة، واصفا الوضع في الأمانة بالمخجل والكركبة وضياع الطاسة في معظم المكاتب. وخلال تجوال «عكاظ» في مقر أمانة منطقة جازان فوجئت بمكتب المهندس عبدالله القرني أمين منطقة جازان مغلقا في ظل تواجد عدد كبير من المراجعين خاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة والمسنين الذين قدموا للتقديم على منح أعلنتها الأمانة - حسب قولهم - بالإضافة إلى معاملات أخرى. كما لوحظ وجود عدد كبير من المراجعين والغضب يعلو وجوههم نتيجة خلو المكاتب من الموظفين، في حين أن المعاملات مبعثرة على المكاتب والدواليب اضافة إلى انتشار المتسولين في أقسام مبنى الامانة وانقطاع التيار الكهربائي وتعطل أجهزة الحاسب الآلي والتي يستغلها الموظفون لمغادرة مكاتبهم في ظل غياب الرقابة.