شيعت جموع غفيرة من أهالي صبيا الشاب أبو الحسن مظفر (31 عاما) الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في تثليث في الثاني عشر من رجب الماضي، حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة الخالدية غرب صبيا، وسط مشاعر حزن عميقة ممن شاركوا في مراسم الدفن لما عرف عن الشاب الراحل من علاقات اجتماعية رفيعة وأخلاق حميدة. وثمن خال الفقيد الشيخ على أحمد الأشهل اهتمام أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بحالة ابن أخته، مشيرا إلى أن الراحل متزوج ولديه خمسة أطفال آخرهم رضيع عمره أربعة أشهر. واستدرك بالقول: «لكن لا راد لقضاء الله وقدره، وزوجة وأبناء الراحل يمرون بحالة نفسية صعبة بعد سماعهم لنبأ وفاة والدهم، فالأمر لم يكن سهلا أبدا لا يزالون يسألون ببراءة متى يعود والدهم ليشترى لهم الهدايا»، لافتا إلى أنهم يحاولون قدر الإمكان مواساتهم والتخفيف عنهم. وبين الأشهل أن والدته لا تزال ترقد في حالة حرجة، سائلا الله أن يثبتها ويصبرها ويلطف بحالها، موضحا أنها أصيبت بعد وفاة نجلها أبو الحسن بجلطة في القلب بينما جدته لحقت به وتم دفنها منذ أسبوعين. إلى ذلك، أثار أحمد الابن البكر للفقيد أبو الحسن أحزان المشيعين، فبعد أن سجي والده في لحده وانهمر عليه التراب، ارتمى الطفل الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره بعيدا عن قبر والده وأطلق نظرات تجسد الحزن العميق والأسى الذي سيخلفه هذا الوداع المرير وهو في هذه السن الصغيرة برفقة أشقائه الأربعة، وانخرط أحمد في نوبة بكاء لم تخففها سوى أحضان جده ومواساة الحاضرين.بينما تحامل الجندي أحمد الأشهل أحد منسوبي حرس الحدود بمنطقة نجران على نفسه وإصابته من أجل المشاركة في تشييع ودفن ابن خاله أبو الحسن مظفر. وكان الجندي الأشهل أصيب الأسبوع الماضي بطلق ناري من قبل أحد المتسللين أثناء قيامه بمهام عمله في أحد المراكز الحدودية بين المملكة واليمن بمنطقة نجران، وبحسب التقرير الطبي فإن إحدى الرصاصات أصابته في الفخذ الأيمن وتم إجراء عملية جراحية في الفخذ، حيث تم استخراج الرصاصة وعمل ثلاثين غرزة في مكان الإصابة وحالته الآن مستقرة.وأكد الجندي الأشهل أنه على الرغم من آلامه وتوصية الطبيب له بالراحة إلا أنه فضل السفر لصبيا لأداء صلاة الجنازة والمشاركة في تشييع وتوديع ابن خاله، للعلاقة الوطيدة التي تربطه بالفقيد منذ أيام الطفولة.