شيعت قرية الملحاء التابعة لمحافظة صبيا بمنطقة جازان أمس جثمان شهيد الواجب الجندي حسين بواح زباني والذي لقي ربه في خدمة الوطن ومدافعا عنه، أثر إصابته برصاصات غادرة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية مساء الجمعة. حضر تشييع الجثمان مدير شرطة منطقة جازان اللواء عبدالله المشيخي وعدد من القيادات الأمنية بالمنطقة وكبار المسؤولين والمشايخ والأعيان وزملاء الشهيد وأهالي القرية. عاش ومات بطلا وبالرغم من مرارة الفراق إلا أن الشيخ بواح علي إبراهيم زباني والد الشهيد (حسين) بدا مختلفا تماما، إذ بدا عليه التماسك والشجاعة، مؤكدا ل«عكاظ»: «اعتز وافتخر بوفاة ابني وهو يدافع عن وطنه، وقد مات بطلا كما عاش بطلا طوال حياته، حيث استشهد وهو يحرس ثغر من ثغور الوطن ويحمي الآلاف من أبناء الوطن المخلصين للبلاد من كيد الكائدين، وعلى الرغم من ألمي الشديد وحزني وأنا أقلب جثمانه، إلا أنني افتخر بالنصر الذي حققه رجال الأمن البواسل بإيقاف المعتدين والقبض عليهم، وأسأل الله لابني أن يحشر مع الشهداء والصديقين وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن ينصر المولى عز وجل وطني على المعتدين». يذكر أن عم الشهيد الشيخ عبدالله غازي زباني ألقى كلمة قبل صلاة الجنازة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين ووزير الداخلية وكبار المسؤولين والمشايخ والأعيان وأبناء القرية والقرى المجاورة وكل من حضر وواساهم في وفاة ابنهم، مؤكدا أن: «استشهاد ابننا ما هو إلا إيضاح للتربية الحسنة والدينية التي تربى وترعرع عليها، رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وإن لله وإنا إليه راجعون». من جهة أخرى أكد أهالي القرية اعتزازهم باستشهاد ابنهم وأخيهم حسين زباني، الذين عدوا وفاته وسام وشرف لهم ولأسرته ولكنهم لم يخفوا مشاعر الألم والحزن على فراق أخيهم وزميلهم. شرف كبير من جهته اعتبر شيخ قرية الملحاء عقيل عواجي النعمي استشهاد أحد أبناء القرية شرفا كبيرا وقال: «نحن جميعا رهن إشارة القيادة كما أقدم تعازي أهل قريتي إلى خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسيدي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان والشعب السعودي على وفاة ابن الوطن». وأضاف الشيخ العابد الزاهد النعمي شيخ شمل قبائل الملحاء والمخلاف أننا نقدم أروحنا وأبناءنا فداء للوطن والشهيد كان مدافعا وحاميا لوطنه. يذكر أن الجندي حسين بواح زباني البالغ من العمر (21 عاما) كان ملتحقا بجامعة جازان ومكث بها فصلا دراسيا إلا أن حبه للالتحاق بالسلك العسكري وكان يتمنى دوما بأن يكون جنديا من جنود الوطن البواسل الذين يقدموا أرواحهم فداء الوطن حال دون استمراره في الدراسة.