انعقاد قمة الدول الثماني في إيرلندا مناسبة جديدة لمقاربة المأساة السورية بطريقة مختلفة وفعالة بعد أكثر من عامين ونصف العام من بدء الحراك الشعبي العارم، وسقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين في الداخل والخارج، وتهديد الأمن والسلم في المنطقة والعالم. فلم يعد مقبولا بعد كل هذه التضحيات الجسيمة والمعاناة الإنسانية الفظيعة التي تحملها الشعب السوري أن تبقى الدول الصناعية الكبرى في العالم في موقفها السلبي إزاء ما ينتهك من حقوق الإنسان وأعمال القمع والقتل وتدمير الأرض السورية من قبل نظام قمعي أسدي. لقد كانت ذريعة الدول الرافضة لتسليح المعارضة ومعها الأممالمتحدة أن التسليح بحد ذاته سيزيد من عدد الضحايا، لكن عدم التسليح أدى في الأشهر المنصرمة إلى زيادة كبيرة في المجازر وتزايد عدد النازحين وتعاظم فرص انفجار المنطقة بأسرها على وقع الحرب الشرسة الدائرة في سوريا، مع استمرار موسكو وطهران في تسليح النظام السوري الغاشم علنا. وروسيا التي دعمت الجلاد ضد الضحية هي التي تعترض على تسليح المعارضة وهي التي لا تتوقف عن تقديم شتى أنواع الأسلحة الفتاكة لنظام أقل ما يقال عنه إنه نظام ديكتاتوري بربري يستهدف شعبه نهارا جهارا بالطائرات الحربية فضلا عن الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا. إن الدول الصناعية الكبرى أمام مفترق طرق وإن أخلاقياتها السياسية باتت في خطر، بسبب التهاون مع الجلاد والتحامل على الضحية، وعليها اتخاذ قرار جماعي موحد لتسليح المعارضة وتجاهل الموقف الروسي الداعم للباطل ضد الحق، وإرسال رسالة للشعب السوري المغلوب على أمره بأن الدول الكبرى لن تقف صامتة أمام العنجهية الروسية والعربدة الأسدية.