منذ 15 عاما والوعود والأماني من الجهات المعنية هي كل ما يحصل عليه سكان حي الأملاح، الذي لا يبعد عن أمانة نجران أو حي الفيصلية أجمل أحياء المنطقة سوى أمتار معدودة، رغم أن الحي في حاجة ماسة للعديد من الخدمات الأساسية كرصف الشوارع، والتخلص من أكوام السيارات المتهالكة والنفايات التي تنتشر في جنباته، وفتح مدارس جديدة. عدد من سكان حي الأملاح تحدثوا ل«عكاظ» عن معاناتهم، حيث أوضح ناصر وبران آل مهري انعدام النظافة بالدرجة الأولى في الحي، فالنفايات والسيارات القديمة والمتهالكة والمتعطلة أصبحت عنوانا للحي ومعلما من معالمه السلبية، فلا يوجد طريق أو شارع في الحي إلا وبه أكوام هائلة من النفايات، وكأن عمال النظافة لا يمرون من هنا، كما أن الحاويات قليلة جدا ولا تكفي للحي، ما يشوه المنظر الجمالي للحي، بل إنه أصبح كتشاليح السيارات. وعن طرقات الحي وشوارعه يقول محمد الزبادين: «حدث ولا حرج، فقد نحتت وأصبحت كلها حفرا ومطبات صناعية استحدثها بعض الأهالي في ظل غياب الرقابة والمتابعة، كما أن مداخل الحي لا تزال ترابية والأرصفة معدومة بالمقارنة بأحياء مدينة نجران، بخلاف انتشار حظائر الأغنام والشبوك ما يشكل خطرا على صحة سكان الحي، حيث يهدد ذلك بكارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة»، لافتا إلى أن القادمين للحي يعتقدون أنهم في أحد أسواق الماشية. ويطالب كل من عبدالله غاصب وفهد بزيخ من إدارة التعليم في نجران بالنظر إلى وضع أبناء الحي، وحاجتهم لاستحداث مدرسة متوسطة للبنين حيث إن عدد الطلاب يفوق ال200، أو على أقل تقدير توفير وسائل نقل لهم من حافلات وخلافه، فالمدارس المسجلين بها بعيدة عن الحي ما يثقل كاهل الأهالي. ويظل الهاجس الأكبر لعدد كبير من الأهالي مواسم هطول الأمطار، حيث أبدوا تخوفهم من السيول التي تجرف الأخضر واليابس، مشيرين إلى أنهم طالبوا منذ خمس سنوات بإنشاء مجرى للسيل في الحي، ولا تزال مطالباتهم تدور في أروقة الأمانة، لافتين إلى أن الحي يعج بمخالفات البناء من كل حدب وصوب، رغم حرص الأهالي على المطالبة بنظافة الحي وسفلتة شوارعه وطرقاته وإنارته، بالإضافة إلى تحسين مداخله وإزالة حظائر الأغنام. ويتندر عدد آخر من الأهالي من مطالباتهم باستحداث حديقة عامة في الحي حيث ردد أحدهم: «هذا المطلب أصبح حلما، بعد أن تجاهلت الأمانة مطالب الأهالي الأساسية»، مؤكدين أن الأطفال وهواة رياضة المشي من النساء لا يجدون متنفسا للترفيه وقضاء أوقاتهم، كما تنعدم المواقع العامة وساحات الاحتفالات، وكأن الحي يقبع في محافظة نائية أو قرية بعيدة غير آهلة بالسكان، بالرغم من قربه من الأمانة والدوائر الحكومية الأخرى ذات العلاقة - على حد تعبيرهم. ومن جهته أوضح ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث أن الأمانة أجرت دراسة على وضع حي الأملاح وعدد من الأحياء الأخرى وتم إدراج وطرح مشاريعها الخدمية كاملة من سفلتة وإنارة ورصف للشوارع بالإضافة إلى الحدائق العامة، في ميزانية هذا العام. وعن نظافة الحي أكد آل الحارث أن الأمانة تعاقدت مع إحدى الشركات الكبرى مؤخرا لنظافة جميع أحياء نجران، لافتا إلى أن الأهالي سيلحظون ذلك في القريب العاجل.